الإمارات: تحرير الحديدة يهدف إلی إحداث تغيير استراتيجي يعزز فرص الحل السياسي

السياسية - Sunday 30 September 2018 الساعة 11:27 am
نيويورك، نيوزيمن:

اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة، العملية العسكرية الموسعة التي أطلقها التحالف العربي مؤخراً لتحرير الحديدة، بأنه فرضها تعنت الحوثيين وعرقلتهم للعملية السياسية.

وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، في كلمة الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال73 "بالرغم من المحاولات الحثيثة للتحالف لإعادة الاستقرار لليمن والتخفيف من معاناة شعبه، إلا أن تعنت الحوثيين لمحاولات السلام الجدية والدليل تغيبهم عن مشاورات جنيف الأخيرة، قد فاقم من الوضع الإنساني خاصة مع استمرارهم بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، ومواصلتهم تلقي الأسلحة الإيرانية وزرع الألغام وتجنيد الأطفال".

وأضاف، "في ظل هذه التطورات الخطيرة، أطلقت قوات التحالف لدعم الشرعية عملياتها العسكرية لتحرير الحديدة من قبضة الحوثيين لإحداث تغيير استراتيجي يعزز فرص الحل السياسي".

وتابع قائلا "بالتزامن مع عمليات التحالف في الحديدة والمناطق اليمنية الأخرى، حرصنا دوما على مراعاة الجانب الإنساني".

وأوضح في هذا الجانب أن عملية الحديدة كان مخططا لها أن تراعي عمل الجماعات الإغاثية، ومراعاة الشأن الإنساني لسكان المدينة، وبما يتوافق مع الالتزامات وفقا للقانون الإنساني الدولي، فضلا عن تعزيز وتكثيف المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية.

وأبرز وزير الخارجية الإماراتي خطورة التوغل الإيراني غير المسبوق في الشأن العربي، مبينا في هذا الشأن أن بعض الدول الإقليمية، وفي مقدمتها إيران، تسعی إلى تقويض أمن المنطقة عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية.

وقال "لقد امتد التوغل الإيراني بشكل غير مسبوق في الشأن العربي، وتعين علينا أن لا نقف موقف المتفرج عندما وصلت هذه التهديدات إلى اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة لنا جميعا، والتي تتعرض إلى وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية".. مشددا أن "أمن المنطقة مترابط، وأمننا من أمن المملكة العربية السعودية".

ومضی قائلا "فجاء التحرك ضمن (التحالف لدعم الشرعية في اليمن) بهدف التخلص من الانقلاب الحوثي والتصدي للتوغل الإيراني".

وأكد الوزير الإماراتي على "ضرورة التفريق بين سلوك جماعات مسلحة غير شرعية ترتكب انتهاكات جسيمة وأعمالا إجرامية وتخريبية في اليمن كما يفعل الحوثيون، وبين الإجراءات القانونية للتحالف الذي تشكل بناء على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية وهدفه إعادة الاستقرار عبر اتخاذ خطوات مدروسة تراعي الجوانب الإنسانية وتتماشى مع قرارات مجلس الأمن".

وتطرق الشيخ عبدالله بن زايد إلی التقدم الذي أحرزه التحالف للتصدي للخلايا الإرهابية في اليمن، وقطع مصادر تمويلها.
واستطرد قائلا "وبينما نتصدى للحوثيين في شمال اليمن، ستواصل بلادي تحقيق المزيد من التقدم ضد "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" والذي يتعرض اليوم لضربات قوية، بعد أن تمكن التحالف لدعم الشرعية من استنزاف قوات التنظيم الإرهابي وقطع مصادر التمويل عنه وحرمانه من الأرض التي كان يسيطر عليها".

وحذر من استمرار تسخير بعض الدول منصات إعلامية تحرض على الكراهية وتشكل منابر للجماعات المتطرفة والإرهابية، مطالبا المجتمع الدولي بأن يتخذ موقفا حازما تجاه الدول ذات السياسات العدائية التي تنتهك القوانين الدولية وميثاق المنظمة.

واردف وزير خارجية الإمارات قائلا "في خضم التحديات الخطيرة التي تمس أمن واستقرار كل دولة، وتحديدا في منطقتنا، أصبح حتما علينا أن نكون فاعلين أكثر في الحفاظ على الأمن الإقليمي عبر تعزيز الشراكات لمعالجة التحديات القائمة".

وأكد في ختام حديثه أن "التصدي للتحديات العابرة للحدود، يعد مسؤولية جماعية".