حكومة جديدة.. علاقة جديدة مع التحالف بعيداً عن وصاية "الجماعة" على عقل السلطة

السياسية - Friday 19 October 2018 الساعة 11:11 pm
عدن، نيوزيمن، أمين الوائلي:

تفعيل عمل (السلطات) مطلب قائم ودائم أمام مسلسل الإخفاقات والأزمات اليومية في كل قطاع ومجال، خدمياً واقتصادياً وإنسانياً، في المحافظات المحررة. لكن التفعيل لا يكون فقط بتدوير المناصب والمواقع الوظيفية العليا وإعادة إنتاج نسخ أخرى من السلطة نفسها بالمضمون نفسه، في متوالية من الاستنزاف المزمن للرصيد النازف من الشرعية في بنك الاستثناء الممدد منذ فبراير 2014.

لا يمكن توقع أي شيء أو المجازفة وعقد رهانات فعلية على أي وزارة جديدة قبل الولوج في تفاصيل التشكيل ومن ثم التشكيلة نفسها، وعلى ضوئها يمكن إعطاء مؤشرات عامة تأخذ في الحسبان أيضاً ضرورة توافر شروط الانسجام والتكامل مع التحالف ودولتيه بصورة تقطع مع تجارب وحالات الاحتقان والتصعيد الحزبي المؤثر على القرار الحكومي والموجه له وصولاً بالعلاقة إلى مستويات خطيرة من التأزيم والعدائية، الأمر الذي هدد ويهدد بنسف مكتسبات ما يقرب من أربع سنوات مليئة بالتضحيات والبذل والدعم والدفاع المشترك عن وجود مشترك.

يكرس طرف فاعل ومؤثر في توجهات ومزاج السلطات اليمنية (رئاسة وحكومة) توجهاً خاطئاً مبنياً على مواقف حادة ومسبقة من التحالف ودولتيه، مع أو ضد. وهم افترضوا دائماً ومارسوا الأخطاء بناءً على ذلك، أنه يمكن، ببساطة، فرز دولتي وعاصمتي التحالف إلى جهتين وجبهتين متضادتين في الوقت نفسه، وهما معاً في جهد وجبهة واحدة دعماً للشرعية، وفي معركة واحدة مع الشرعية ضد الانقلاب الحوثي.

وبغض النظر عن سياسة الأعصاب الباردة وامتصاص الصدمات سواءً لدى الإماراتيين أو السعوديين، ما أفرغ كثيرَ أزماتٍ ومعاركَ مفتعلة من قوتها التفجيرية، فإن الفرضية القائلة بإمكانية التوغل بينهما وأخذ مواقف انتهازية من دولتيها (مع السعودية وضد الإمارات وتحت مظلة التحالف!) لم يعد بالإمكان تمريرها عبر مزيد من الأزمات وعلى ذمة الحكومة والسلطة في وجه التحالف بدولتيه دونما إمكانية للفرز والتمييز أو الانتقاء بحسب الأهواء والهويات الحزبية الممتدة بعروقها إلى حقل التجارب السياسية القطرية!

يمكن القول اعتماداً على هذا، إن جولات متلاحقة من التأزيم والمعارك المفتعلة كان يمكن تلافيها بسهولة ويسر واستثمار الوقت والجهد والإمكانات في المعركة الكبرى والحقيقية، لو لم يكن الرسمي والسياسي تبعاً للحزبي والانتهازي، المتغول داخل عقل ومفاصل السلطة، والمؤثر في مواقفها ومقارباتها، إزاء الملفات والعناوين المُكهربة بفعل فاعل جرجر الحكومة المعتمدة في كل شيء وفي وجودها العضوي على التحالف.

تأمين شروط بيئة سياسية مواتية ومجال حيوي لعمل حكومة طوارئ أو إنقاذ على صفة الضرورة والاستعجال، يكافئ في الأهمية نفسها التغيير في قيادة الدفة والحقائب الوزارية واختصارها واختيار الفاعلين بمعايير الكفاءة والاختصاص وعزل المحاصصة السياسية والحزبية عن قائمة المعايير وشروط التعيين من عدمه.

شدد رئيس الوزراء الجديد على أهمية تضافر الجهود وتعاون الجميع لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة بمن فيهم التحالف العربي. وعلى هذا أن يكون حاضراً في المطابخ الحزبية وكواليس الجماعة قبل الانتقال إلى اليوم التالي وبدء يوم حكومي جديد وطويل مزدحم بالأعمال والأولويات وليس من بينها التموضع ضِداً من دولتي وعاصمتي التحالف أو الإمارات وأبوظبي لوحدها بظن أنها شيء والسعودية والرياض شيء آخر.