شركات الهاتف النقال في اليمن تدعو إلى استمرار الحرب

السياسية - Tuesday 06 November 2018 الساعة 12:36 pm
صنعاء، نيوزيمن، نبيل الشرعبي:

ما يقارب ملياراً وخمسمائة مليون ريال متوسط إجمالي الدعم الموجه من شركات الاتصالات اليمنية "سبأفون - يمن موبايل - إم تي إن"، خلال أقل من 6 أشهر من عامنا الجاري 2018، للمطالبة باستمرار الحرب في اليمن..

شركة سبأفون للهاتف النقال اليمنية تعمل على دعم استمرار الحرب في اليمن والقضاء على مبادرات السلام، من خلال ما تبعثه لمشتركيها من رسائل لدعم المجهود الحربي والتعبئة الشعبية والتصنيع العسكري وغير ذلك من الرسائل الداعمة لتغذية واستمرار الحرب..

خلال فترة تمتد من 15_6_2018 وحتى تاريخ 4_11_2018، وصل عدد الرسائل التي بعثتها لكل مشترك على حدة 18 رسالة تدعو فيها لدعم المجهود الحربي والتعبئة الشعبية والتصنيع العسكري...إلخ، أي بمعدل رسالة كل 7 أيام و16.5 تدعو فيها لدعم استمرار الحرب وقتل اليمنيين بعضهم البعض..

ما يزيد على 72 مليون رسالة نصية بعثتها شركة سبأفون للهاتف النقال لمشتركيها الذين يقدرون بأكثر من 4 ملايين مشترك، خلال نفس الفترة، وهذه الرسائل وبأي شكل من الأشكال تؤيد استمرار الحرب في اليمن غير مبالية بما وصل إليه البلد من سقوط مريع لكل النواحي وصار يُصنف أفقر وأتعس بلد وزيادة على ذلك صار يُصنف ضمن قائمة أخطر 10 بلدان على مستوى العالم على حياة البشر، وغير ذلك من التوصيفات التي قذفت به إلى قعر الجحيم..

أكثر من 288 مليون ريال يمني، مقدار ما أسهمت به شركة سبأفون للهاتف النقال لدعم استمرار الحرب في اليمن خلال فترة 4 أشهر و19 يوماً فقط من عامنا الجاري 2018، وأكثر من 72 مليون رسالة تدعو اليمنيين وتحضهم على الاقتتال من خلال رسائلها الداعية لدعم الآلة العسكرية التي تقتل اليمنيين وتدمر البلد..

شركة يمن موبايل للهاتف النقال هي الأخرى أحد الأطراف الداعمة لاستمرار الحرب في اليمن، فخلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر من عامنا الجاري 2018 أرسلت لكل مشترك من مشتركيها على حدة حوالي 40 رسالة تدعو لدعم التصنيع والمجهود الحربي وغيرها من المناسبات.

حوالي 200 مليون رسالة بعثتها شركة يمن موبايل لمشركيها الذين يزيدون على خمسة ملايين مشترك خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر، بمعدل رسالة كل 4 أيام و6 ساعات تدعو فيها لدعم استمرار الحرب في اليمن..

ما يزيد على 800 مليون ريال يمني مقدار إسهام يمن موبايل لدعم استمرار الحرب في اليمن خلال فترة 170 يوماً من العام الجاري 2018، دون أي اعتبار للجهود العالمية والمطالب المحلية لإنهاء الاقتتال في اليمن وإحلال السلام، وكذلك دون إعارة ما وصل إليه البلد من تشظٍ أي اهتمام..

شركة إم تي إن هي الأخرى لم تشذ عن سابقتها بل تقوم بنفس الدور، وخلال ذات الفترة أسهمت بما يربو على 250 مليون ريال يمني لدعم استمرار الحرب في اليمن عبر إرسالها رسائل لمشتركيها الذين يزيدون على 3.5 ملايين مشترك تدعوهم للتبرع للتصنيع والمجهود الحربي..

ما يقارب مليار ونصف المليار ريال متوسط إجمالي الدعم الموجه من شركات الاتصالات اليمنية "سبأفون_ يمن موبايل_ إم تي إن"، خلال أقل من 6 أشهر من عامنا الجاري 2018، للمطالية باستمرار الحرب في اليمن..

وقياساً على هذه الفترة وعلى مدى ما يقارب الـ 4 سنوات من الحرب وقيام شركات الاتصالات اليمنية النقالة بتقديم نفس الخدمة الداعمة لاستمرار الحرب فإن إجمالي ما أسهمت به عبر هذه الخدمة كرسائل تفوق ملياري رسالة وعند تحويلها إلى قيمة مادية ستكون بما يفوق 12مليار ريال يمني.

إن ما يفوق على ملياري رسالة خلال 4 سنوات تحث على دعم الحرب كفيلة بتدمير مجتمعات دول عدة وليس مجتمع بلد واحد وكاليمن.

ألم يكن الأحرى على شركات الاتصالات هذه تخصيص هذا الكم من الرسائل للمواطنين اليمنيين وتحديدا الواقعين ضمن جغرافيا الحرب للتواصل مع ذويهم كجزء مما يتوجب عليها من مسئولية اجتماعية؟!

لكن هذه الشركات مجتمعة فضلت أن تسهم في دعم استمرار الحرب في اليمن، وتفكيك النسيج المجتمعي اليمني، ولم تراع خصوصية المشتركين التواقين ليمن بلا حرب.. يمن يسوده السلام والأمن والاستقرار بعيداً عن رغبات المتصارعين.

*محطة توقف

ولذلك يجب إيقاف هذا العبث والدعم الذي تقدمه شركات الاتصالات اليمنية النقالة سالفة الذكر، أياً كان ما سيصدر عنها من مبرر ضغوط فهي محكومة بقانون وليس برغبة وتوجيه من طرف أو جماعة.

كما أن شركات الاتصالات هذه مطالبة وبأسرع وقت بالاعتذار للمجتمع اليمني عما أسهمت به لدعم استمرار الحرب، علاوة على أنها ملزمة بجبر الضرر الذي تسببت به من خلال ما تبثه من رسائل تدعو لبقاء الحرب في اليمن، وتؤيد الحرب وتشرعن لها من خلال رسائلها التي توحي بأنها تحتفي بالحرب واقتتال اليمنيين وتدمير البلد، وهذا الحق لا يسقط عليها بالتقادم ولا يمكن التغاضي عنه كونها غدت طرفاً في تأجيج الحرب في اليمن، ويجب أن تُدرج ضمن قائمة مُعرقلي عملية السلام والخروج من حالة الحرب إلى فضاء السلام والاستقرار.

*بلاغ

وهذا بلاغ رسمي وعاجل للأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن غريفيتش وكل الجهات الدولية الداعمة لإحلال السلام في اليمن لاتخاذ الإجراءات القانونية وبصورة عاجلة تجاه هذه الشركات التي غدت جزءاً من منظومة تأجيج واستمرار الحرب وإفشال السلام، ونحمل المبعوث الدولي إلى اليمن كامل المسئولية على تجاهل هذا البلاغ.