لا عاصم لها اليوم من طوفان الجمهورية.. دموع حوثية وقحة على أطلال صف "الجبهة الداخلية"

السياسية - Tuesday 06 November 2018 الساعة 03:54 pm
صنعاء، نيوزيمن، تحليل إخباري:

على وقع الانهيارات المتتالية لمليشيات الحوثي الكهنوتية وإحكام الخناق عليها في مدينة الحديدة غرباً بفعل ضربات وحدات نوعية من قوات حراس الجمهورية وألوية المقاومة الوطنية المشتركة، يتلاشى رويداً رويداً بالتوازي مع ذلك حضور المليشيا الطارئ سياسياً واجتماعياً في صنعاء وضواحيها، حتى كادت خياراتها الاستراتيجية تنحصر اليوم بين استحداث متارس على أبواب صنعاء، أو إغراء القبائل المحيطة بها لبيع أبناء مناطقهم للزج بهم وقوداً جديداً لمعارك المليشيا العبثية وتعزيز مواقعها المنهارة في الساحل الغربي.

اليوم وبعد 330 يوماً على اغتيال مليشيا الحوثي لأركان الجبهة الداخلية، وبعثرة صفوفها إرباً إرباً باغتيال رائدي العمل السياسي والجماهيري والقبلي وحتى العسكري رئيس، وأمين عام المؤتمر، علي عبدالله صالح وعارف الزوكا، وضرب النسيج المجتمعي في الخاصرة بمدافع الغدر والخيانة والصلف والتعنت في 4 ديسمبر 2017م.. تتجرع اليوم مليشيا الحوثي كأس عزلتها السياسية بمرارة وتفرّد مثلما أبت إلاّ التّفرد والانفراد والخلوة بكل شيئ، كل شيئ، حتى حق الآخرين في البقاء على قيد الحياة..!

تذاكٍ مفضوح على "الجبهة الداخلية" المغدور بها

بين 2 ديسمبر 2017م، و2 نوفمبر 2018م، يقرع الزمن أجراسه، لا عاصم اليوم لمليشيا الحوثي من طوفان حراس الجمهورية وأبطال المقاومة الوطنية بتشكيلاتها المختلفة جنوبية وتهامية، جبلية وساحلية، -لا عاصم لهم- من أمر الشعب، ولا غطاء يستر" ......." غير محاولات التّمسّح بقميص "الجبهة الداخلية"، والتذاكي المفضوح على صوف "الجبهة الداخلية" وأهمية حماية وصون "الجبهة الداخلية"..!!

اليوم يتلفّت رئيس مجلس مليشيا الحوثي مهدي المشاط يميناً ويساراً شرقاً وغرباً، فلا يرى "عارفاً" وخبيراً بإشعال الحماس الجماهيري وتغذية العنفوان الوطني، وشحن قيم الوفاء والصدق والفداء والشجاعة، في صفوف أبناء مديريات طوق صنعاء لرفد وإسناد الجبهات.. ولا يجد "صالحاً" لخوض غمار المعترك السياسي الدولى وسبر أغوار اللعبة السياسية وكواليس الصراع في المنطقة، بحكمة وحرص وطني مسئول، ومهارة عالية وخبرة سياسية تراكمية..!!

إسناد إعلامي مدفوع الثمن

فحتى المواقف السياسية المعلنة دعماً إعلامياً للجبهات وتغطية لنشرات أخبار قنوات المليشيا، باتت اليوم مدفوعة الأجر مسبقاً، فهذا رئيس المجلس السياسي للمليشيا مهدي المشاط -وعلى سبيل المثال- يصدر يوم 4 نوفمبر القرار رقم (186) لسنة 2018م بتعيين صالح شايع زيد القفري عضواً بمجلس الشورى، ليعلن رسمياً اليوم التالي 5 نوفمبر، ما قيل إنه اجتماع قبلي لقبائل بلاد الروس بمحافظة صنعاء "الاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والعتاد"، وفي اللقاء المنعقد بحضور عضو مجلس الشورى الجديد الشيخ صالح القفري، تم التأكيد على أهمية "رفد جبهات الساحل الغربي" وأهمية "التنبه من مخططات وأساليب العدوان لتمزيق النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية"..! ولذات الأسباب تمكن المشاط من عقد لقاء مماثل بالشيخ محمد علي الغادر.

فشل لقاء المشاط بوجاهات من صنعاء

وخلال الـ(4) الماضية فشلت مليشيا الحوثي بصنعاء في عقد لقاء موسع مع عدد من مشايخ ووجهاء وأعيان محافظة صنعاء، وتسويق واستثمار اللقاء إعلامياً ومعنوياً.. وتقول مصادر قبلية متعددة لـ"نيوزيمن"، إن الكثير من مشايخ وأعيان محافظة صنعاء يتعمدون إظهار انشغالهم بشئون شخصية، والابتعاد عن أي فعاليات ذات طابع رسمي، بحجج وذرائع متعددة. وحسب المصادر تواجه عمليات حشد مقاتلين لجبهات مليشيا الحوثي صعوبات كبيرة إثر تجارب سابقة وعوامل عديدة منها إهمال أسر مقاتلين وجرحى سابقين، واستمرار قطع مرتبات موظفي الدولة، وارتفاع الأسعار.

وفي سياق متصل، تمكن وكيل محافظة صنعاء المعين من المليشيا حميد عاصم من عقد اجتماع قبلي محدود أثناء تشييع جثمان أحد قتلى المليشيا في مديرية همدان بمحافظة صنعاء، دعا خلاله "مشايخ ووجهاء وأعيان همدان إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان وأهدافه الرامية تمزيق النسيج الاجتماعي وخلخلة الجبهة الداخلية".

خيانات وتصدع هرمي

القيادي في الجماعة وعضو ثوريتها العليا السياسي محمد المقالح، ألمح من جانبه إلى وقوع حالات خيانة في صفوف مليشيا جماعته، وذلك بعد ساعات من لقاء جمعه برئيس مجلسها السياسي الأعلى مهدي المشاط في صنعاء. تلميح المقالح بموضوع الخيانة بعد لقاء المشاط اعتبره مراقبون مؤشراً على تصدع هرمي رأسي في صفوف الجماعة.

وفي تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر" رصدها "نيوز يمن" دعا المقالح، القيادي في الجماعة وأحد أركانها الميدانيين، عبدلله عيضه الرزامي و"كل القبائل اليمنية في حدود صعدة وحجة والجوف"، دعاهم للدفاع عن بلدهم "بكل الوسائل وبدون أوامر من احد"، معتبراً أن "اليمن في خطر وأنتم عبر التاريخ ضمانة اليمن الكبرى".!

واعتبر متابعون استثناء الحديدة من دعوة المقالح إقراراً ضمنياً بسقوطها، ودعوة من تبقى من عناصر الجماعة هناك للانسحاب عبر المنفذ المتبقى لهم باتجاه محافظة حجة..!!