وصل "ستوكهولم" بدون الزوكا ويوم استشهاده.. الحوثي مجرداً من "الوفد الوطني"

السياسية - Thursday 06 December 2018 الساعة 08:24 pm
عدن، نيوزيمن، سياف الغرباني:

في الرابع من ديسمبر الجاري، غادر وفد جماعة الحوثيين المفاوض صنعاء، متوجهاً إلى السويد، لحضور جولة المشاورات الجديدة مع الحكومة اليمنية، التي انطلقت يوم الخميس في ستوكهولم، برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص مارتن غريفيث.

وخلت تشكيلة الوفد من أسماء أعضاء فريق حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان الحزب قد شكله برئاسة الأمين العام، عارف الزوكا، وكلفه بمهمة إدارة ملف المفاوضات السياسية، في خضم التحضير لأولى جولات المفاوضات اليمنية التي عقدت في سويسرا برعاية مباشرة من الأمم المتحدة ومبعوثها السابق إلى اليمن.

ويلحظ أن توقيت مغادرة الوفد الحوثي من العاصمة اليمنية صنعاء، لم يكن عفوياً، بقدر ما هو تاريخ سياسي اختير بعناية فائقة، ذلك أن الحوثيين، لم يكتفوا، على ما يبدو، بانتحال تمثيل حزب المؤتمر، بل زادوا على ذلك أن اختاروا يوم قتل رئيس الحزب علي عبدالله صالح، ورئيس وفده المفاوض، عارف الزوكا، خلال انتفاضة ديسمبر2017م.

وذهبت جماعة الحوثيين، هذه المرة، متخففة من عبء "الشريك" في المفاوضات، والمتمثل بحزب المؤتمر الشعبي، الذي سيشارك محسوبون عليه في نسخة ستوكهولم ضمن الوفدين بصفة شخصية، لا كوفد خاص بالحزب، كمحصلة طبيعية لحالة التيه التي آل إليها الحزب وقياداته عقب قتل مؤسسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وأمينه العام عارف الزوكا.

وشكل عارف الزوكا، خلال جولات المفاوضات السابقة، صخرة صلبة، أمام محاولات الحوثيين تهميش صوت حزب المؤتمر في غرف التفاوض مع الحكومة واللاعبين الدوليين الفاعلين في الملف اليمني، وكذا أمام اندفاعها لفرض تصورها للأزمة والحل، من خارج مربع اتفاق الشراكة مع الحزب، ووفق حسابات الجامعة الخاصة المفتوحة على إملاءات إيران.

وخلال مشاورات الكويت في أبريل/نيسان 2016 وحتى أغسطس/آب من العام نفسه، تألف وفد الحكومة الشرعية من 14 عضواً، ومثلهم من حزب المؤتمر والحوثيين بالمناصفة (سبعة أعضاء من كل فريق)، مع رئيس لكلا وفدي الأخيرين.

وكان وجود الحزب في ظل قيادة الرئيس صالح، أحد أسباب انقلاب الحوثيين على الشراكة السياسية معه، والتحرك المسلح لتصفية قيادته العليا، إذ يشعرون أنهم الآن، أكثر قدرة على اتخاذ القرار في المفاوضات من دون أن يكونوا مضطرين للالتزام برؤية وفد المؤتمر الشعبي، بعد أن كانوا يعتقدون، في فترات سابقة، أن حسابات صالح عقبة في طريق أولويات الجماعة وخططها الخاصة بالحل.

وكان يتوقع أن تعمل قيادات حزب المؤتمر الشعبي، الموجودة في الخارج، لانتزاع موافقة أممية على تمثيل بوفد مستقل للحزب في مشاورات السويد، بيد أن هذا لم يحدث لأسباب ما تزال مجهولة حتى الآن على الأقل.

وبالرغم من حرص قيادة حركة الحوثيين، على إرسال إيحاءات، من وقت لآخر، حيال تمثيل حزب المؤتمر بقيادته الواقعة تحت يدها، في صنعاء، ضمن وفدها إلى السويد، إلا أن المؤتمر لم يشارك بنصف أعضاء الوفد كما في السابق، كما خلا الوفد الحوثي من أسماء ممثلي الحزب في المفاوضات السابقة، بمن فيهم ياسر العواضي وفائقة السيد، في حين تولى الحوثيون تسمية العديد من الأعضاء بمن فيهم أعضاء حزب "المؤتمر".

وتجدر الإشارة إلى أن المبعوث الدولي الخاص وجه دعوة حضور جولة المشاورات الجديدة، التي كان مقرراً أن تعقد في جنيف وتعذر ذلك، بعد تخلف الحوثيين، إلى ما أسماها "القيادة المشتركة في صنعاء"، ممثلة بـ"مهدي المشاط وصادق أمين أبوراس"، وبالنتيجة يكون حزب المؤتمر الشعبي عملياً خارج مشاورات ستوكهولم، ويكون الحوثي مجرداً من الوفد الوطني.