مرافعة أمريكية ضد "سطحية" التعاطي مع الحوثيين بمعزل عن المصنع الإيراني للوكلاء المحليين

السياسية - Sunday 09 December 2018 الساعة 10:11 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

كشف خبير أمريكي دولي في الشئون الإيرانية والشرق الأوسط خيوطاً عميقة من التناسج البنيوي للحوثيين في اليمن ومرجعيات المشروع الإيراني المتجذر في حقل الاستراتيجيا زماناً لعقود خلت ومكاناً في عمق وأطراف المنطقة العربية المركزية (الجزيرة والخليج والشام).

ويقر (نورمان ت. رولي) بتواضع المعرفة الغربية، عن قرب واطلاع، بخلفيات وارتباطات الحوثيين وأهداف إيران الموكلة من وقت مبكر إلى ذراع التوسعية الإيرانية "الحرس الثوري" وذراعه الطولى والأخطر "فيلق القدس".

وحتى اليوم، يؤكد نورمان ت. رولي وهو أيضاً وحالياً مستشار أول في مشروع مكافحة التطرف ومع منظمة الأمم المتحدة ضد إيران النووية، "لا يحظى دور إيران في اليمن بالاهتمام الذي تستحقه".

ويلاحظ بشدة "إن مقترح التشريع بالكونغرس مؤخراً للضغط من أجل إنهاء الحرب في اليمن يعاقب المملكة العربية السعودية دون أن يذكر إيران".

وفي مقال تحليلي مطول و"استراتيجي" أعاد ترجمته نيوزيمن عن النص الإنجليزي الأم، كما نشر في "Reaction"، يخلص- ويعنون أيضاً- الخبير الدولي المتخصص في إيران والشرق الأوسط العربي إلى أن "انهيار الدولة اليمنية هدف إيراني ومصلحة حوثية".

محذراً في الصدد من اقتراف أخطاء فادحة حيال المسألة اليمنية من طريق يشدد الضغوط ضد التحالف بقيادة السعودية ومن دون أي إجراء مواز يحجم الخطر والنزوع الإيراني المتوغل على الأطراف الجنوبية للمملكة وعبر وكلاء فاعلين أعينوا للتمكن من السيطرة والاستحواذ على الأمور والدولة في اليمن.

قبل أن يشدد على أنه "إذا كان العالم يجادل بأن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا أن ينهي التحالف الذي تقود السعودية عملياته، فيجب أن يكون هناك مطلب مماثل بأن إيران وحزب الله اللبناني لا يستغلان هذا الوضع لبناء تواجد طويل الأمد بالوكالة على طول الحدود السعودية وممر البحر الأحمر الحرج."

ويسخر نورمان. رولي من المجادلين عن السلام بطريقة قاصرة ورؤية تعمل في السطح، ويقدم بالقول "حتى الذين ينتقدون السعوديين يعترفون بأن مخاوف الرياض بشأن إيران مبررة، على الرغم من أن البعض يجادل بأن اهتمام طهران باليمن سوف يتلاشى عندما ينتهي الصراع"..

قبل أن يعلق مؤكدًا أنه "في هذه المرحلة، لا يوجد دليل يدعم هذا التفاؤل".

‏ويستعيد الخبير الأمريكي، وهو عمل لمدة 34 سنة في وكالة الاستخبارات المركزية، وأدار العديد من البرامج المتعلقة بإيران والشرق الأوسط. كمشرف على جميع جوانب سياسة وأنشطة الاستخبارات الوطنية المتعلقة بإيران، الخبرة المعمقة ليمكنه الجزم من أنه "على المدى القريب، ستؤدي حماية طهران للمصالح الحوثية إلى إعاقة إنشاء مؤسسات الدولة اليمنية وتعقيد برنامج المساعدات الإقليمية الذي بأمس الحاجة إليه في اليمن"، مستشهداً بالعراق وسوريا.

ويضيف، "على المدى المتوسط، سيؤدي الاحتفاظ بالوجود الإيراني في اليمن إلى منح فيلق القدس الإيراني القدرة على التأثير في منطقة أخرى إقليمية حساسة حرجة بالنسبة للاقتصادات العالمية، فضلاً عن منصة لاستئناف عمليات بالوكالة ضد المملكة كما تشاء".

وتبعاً لذلك، "ستكون الخيارات المستقبلية في السعودية قليلة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن إيران تقوم بشكل روتيني بتشكيل وكلائها بين السكان المدنيين".