تمثيلية “تسليم الميناء” إعداد وتنفيذ وإخراج خاص بجماهير الحوثي

السياسية - Sunday 30 December 2018 الساعة 05:36 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

صباح السبت، كان “الرئيس” الأممي لساحة الحديدة الحربية بين الحوثي والقوات المشتركة، الجنرال باتريك كاميرت، على موعد مع الطرف الحوثي لمناقشة عراقيلهم التي تمنع قافلة مساعدات إنسانية يفترض أن تتحرك من الميناء إلى المدخل الشرقي عبر كيلو 16 بعد إزالة الألغام وفتح السواتر من قبلهم.

الحوثي تراجع عن نزع الألغام متعذراً بأن إزالة الألغام تهدد حصنه الأخير ضد القوات المشتركة المحيطة بالمدينة، فقرر الهولندي البدء بجولة مباحثات منفصلة بينه وبينهم..

وفقاً لمصادر متطابقة فإن الحوثي رتب فعالية خاصة لاستخدامها إعلامياً للتخفيف من الانهيار الذي تتعرض له قواعده وهي تراه يسلم الحديدة للأمم المتحدة، بعد سنة من حملته الإعلامية والسياسية الكبيرة ضد البرلمان وضد المؤتمر الشعبي العام؛ بسبب المبادرة التي كانت تتعلق بإدارة الموانئ اليمنية كاملة.

اقتضت الترتيبات الحوثية تصوير استلام وتسليم بين اللجان الشعبية وفريق أمني يرأسه عبدالرزاق المؤيد، وهو أحد الذين عينتهم الشرعية في 2014 نائب مدير أمن العاصمة ضمن تسويات اتفاق السلم والشراكة في صنعاء، وبعد هروب الشرعية طرده الحوثي من أمانة العاصمة في سياق الصراعات داخل الجماعة، لكنه عاد والتحق بلجانها الأمنية ودوراتها الثقافية، وتم بعدها تعيينه رئيساً لخفر السواحل في الحديدة.

وتزامن الاحتفال الذي ترددت فيه صرخات الحوثي، مع حضور الجنرال الأممي قائد عملية إعادة الانتشار، تكرر ما حدث قبل يومين من نشر مصادر التحالف الإعلامية خبراً غير دقيق عن منع الحوثي اللجنة الحكومية من مغادرة الحديدة 

اقرأ في نيوزيمن 
مصدر: ألغام الحوثي تعيق حركة باتريك ولجنة الحكومة والحوثي يتعذر بالخوف

خبر “المسرحية”، تداولته كل وسائل الإعلام، وفقاً للرواية الحوثية، فاعتبرته “خديعة حوثية للأمم المتحدة”، وذهبت وسائل الإعلام تحشد الأدلة لتكشف للأمم المتحدة أن الحوثي يخادعها، معززة لدى الرأي العام فرضية التقارب الحوثي الأممي.

كانت الصورة التي وزعها الحوثي كافية لتأكيد الإعلام الموالي للحوثي والمعارض له “بدء إعادة الانتشار”، رغم أن الجدول الزمني للبدء بالخطة متوقف على ردود الطرفين على الخطة التي سلمها لهم باتريك في أول أيام الاجتماعات، وينتظر الملاحظات عليها لمناقشتها والتوصل لاتفاق حولها والبدء بتنفيذها.

الشرعية شاركت الأمر، وبدلاً من التواصل مع الأمم المتحدة للاستفسار عما حدث وتوضيحه للرأي العام.. فإنها، وعبر تصريحات نُشرت من الرياض، اعتبرت الأخبار الدولية صحيحة، وبنت عليها موقفاً نقدياً للأمم المتحدة وتأكيداً بأنها ستشتكي لمجلس الأمن ضد ما حدث.

ومع أنه، ووفقاً لماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فإن “الجنرال الهولندي باتريك بعث برسالة إلى فريق التفاوض التابع للحكومة أخبرهم به "امتعاضه" من الإجراء الحوثي، واعتباره إجراءً "أحادي غير مقبول". وأن تواجده في الميناء كان بخصوص موضوع القافلة الإنسانية”.

فان هذا الموقف بقي طي الكتمان داخل الشرعية.. التي يتأكد انعزالها عن الإعلام يوماً بعد يوم.

وأكدت مصادر في اللجنة الحكومية لـ”نيوزيمن” أن باتريك أكد لهم أن الأمم المتحدة ستصدر بلاغاً يوضح فيه الصورة، وأن الأمم المتحدة غير معنية بأي إجراءات مثل هذه “لم يأتِ وقتها” فـ”الأمم للمتحدة هي من تقرر الخطوات”، وليست الأطراف.

وهو ما حدث، حيث شككت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، في ادعاءات الحوثيين بالانسحاب من ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر قائلة، إن “مثل هذه الخطوات لا يمكن أن تكون ذات مصداقية إلا إذا تمكنت جميع الأطراف الأخرى من التحقق منها”.

ووفقاً لستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وهو يتحدث للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، فإن الأولوية الآن هو للقضايا الإنسانية، موجهاً الاتهام الأول للحوثيين بعد اتفاق السويد بأنهم “فشلوا في احترام اتفاقية فتح ممر "إنساني" بين الحديدة والعاصمة صنعاء، لتقديم المساعدة”.

ونقل عن الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت، الذي يرأس فريق الأمم المتحدة للمراقبين في الحديدة، إنه أعرب عن "خيبة أمله إزاء الفرص الضائعة لبناء الثقة بين الطرفين" في اجتماع مع ممثلي المتمردين حول فشلهم في فتح الممر.

ومن المقرر أن يلتقي كاميرت، الثلاثاء، مع كلا الجانبين لمناقشة "خطط إعادة الانتشار للأطراف، وآلية الاتصال والمراقبة والتنسيق التي ستكون مطلوبة لمراقبة وقف إطلاق النار، وضمان تحقيق إعادة توزيع موثوق به"، وفقاً لدوجاريك.

اقرأ في نيوزيمن:
الأمم المتحدة ترد على "مسرحية" الحوثيين في الحديدة

باتريك يريد الموانئ والحوثي يريد مقاتليه واليمني يموت بينهما.. أين ذهب ضمير "الأمم" الإنساني؟

يوم باتريك الأول لـ”إعادة الانتشار”: 3 اجتماعات انتهت بتسليم الطرفين آلية إعادة الانتشار وفقاً لـ”فهم الأمم المتحدة”