حلقة غريفيث المفرغة من "اتفاق الحديدة" إلى "تبادل الأسرى".. التمديد بدلاً من التنفيذ

السياسية - Saturday 19 January 2019 الساعة 09:31 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

يبدو أن جولات التفاوض سوف تستمر، وسوف تتواصل اللقاءات والاجتماعات في أكثر من عاصمة وبلد، حول "اتفاق" تبادل الأسرى والمعتقلين، كواحد من مخرجات مشاورات السويد (اليمنية).

واللافت هو أن مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن غريفيث، حرص في بيان أصدره يوم الخميس 17 يناير 2019، بعد انتهاء اجتماع ما أسماها البيان "اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين"، في العاصمة الأردنية عمان، على التنصيص بالقول، إن الاتفاق "أُبرم" قبل السويد.

وأعلن، إن الاجتماعات قد شهدت "نقاشات ايجابية وبناءة وصريحة حول تطبيق الاتفاق الذي أبرم بين الطرفين قبيل مشاورات السويد"، ما يعني تراجعا عن اعتباره من مخرجات ونتائج مشاورات السويد، تخففا من مسئولية التعثر في تنفيذه كما هو الحال مع اتفاق الحديدة.

ولا يجد المراقب شيئا جديدا أو كثيرا بين إيجابية، وبناءة، وصريحة، سوى أنها تعوض بالمترادفات عن غياب نتائج وخطوات عملية محكومة بأطر زمنية موفورة الاحترام.

وعلى غرار ما حدث، أيضا، مع اتفاق الحديدة وتجاوز المهلة الزمنية المحددة من دون أي تقدم في تنفيذ التزامات وبنود المرحلة الأولى، حزمة إجراءات وخطوات بناء الثقة، انقضت الأطر الزمنية المحددة والمتوقعة لتنفيذ المرحلة الأولى من التبادل، بحلول منتصف يناير الجاري (أو 19 منه كحد أقصى)، بحسب تصريحات وبيانات موثقة.

إلا أن الأمور تعود إلى جدولة مرحلية، تفاوضية، في الأساسيات، بدءاً من إعادة تبادل القوائم وكشوف الأسماء، الأمر الذي حدث بالمثل في مشاورات السويد، وكما رأينا في اجتماعات عمان الأخيرة، وهو ما اعتبره بيان مكتب المبعوث الخاص لليمن، نجاحا، "باتمام تبادل قوائم الأسرى والمعتقلين والإفادات بشأن هذه القوائم."

وكما حدث، بالتمديد لاتفاق الحديدة، يجري كذلك التمديد لاتفاق التبادل، ولا توجد ضمانات بالتزام وتنفيذ اتفاق يقتضي التنفيذ وليس التفاوض.

وشارك في اجتماعات عمان، ممثلون عن الحكومة وآخرون عن المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى مكتب المبعوث الخاص واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

"وقد بحثت على مدار يومين الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن لتطبيق الاتفاق، وتوافقت على خطوات مُزَمنة للاستمرار في تحقيق تقدم وفقا لنصوص الاتفاق." بحسب البيان.

وباستثناء الحديث عن تبادل جديد للقوائم، ورؤية مزمنة لجولات تفاوضية وليست لمواعيد بدء التبادل والتنفيذ، "يأمل مكتب المبعوث الخاص أن يؤدي الانخراط الايجابي من الطرفين إلي الإسراع في تطبيق هذا الاتفاق، الامر الذي سيسهم في بناء الثقة بين الطرفين في الملفات الأخرى."

مجددا -بيان مكتب غريفيث- التأكيدات نفسها في كل مرة "سيمثل البدء في تبادل الأسرى والمعتقلين بشكل فعلي بارقة أمل لآلاف العائلات اليمنية التي تتطلع لمعرفة مصير أحبائها وذويها الذين انقطعت أخبارهم طوال سنوات الحرب."، ولكنه لا يؤكد موعدا لحدوث ذلك والذي يبقى في وارد "الآمال".

أقرأ أيضاً في نيوزيمن:

> انتهاء اجتماعات لجنة الأسرى في الأردن بتبادل القوائم مجدداً
> تبادل السجناء.. الصليب الأحمر لـ"نيوزيمن": نحن "جاهزون" ولا نعرف "متى؟" والأمم المتحدة: "نواصل العمل"
> قال نتفاوض لإنجاز اتفاق مطار صنعاء.. غريفيث: سيتم تبادل 4 آلاف سجين جواً