منصة "اندبندنت عربية" أنموذجاً.. اختراقات قطرية في الإعلام السعودي

السياسية - Sunday 17 February 2019 الساعة 04:01 pm
عدن،نيوزيمن، خاص:

إطلاق "اندبندنت عربية" كمنصة نشر كان المعول أن يمثل إضافة نوعية للإعلام العربي، وبصمة سعودية في مرحلة استثنائية بالفعل إقليمياً ودولياً تشهد الكثير من المتغيرات والتطورات على المستويات السياسية والاقتصادية ويلعب الإعلام خلالها دور حصان طروادة.

لكن التوقعات لم تدم طويلاً، حيث سجلت النسخة العربية من المشروع الطموح والكبير الذي يضم ثلاث لغات أخرى، هي: التركية والفارسية والأردية، بداية توصف بالسيئة لجهة الرؤية والمحتوى ورسالة أو سياسة التحرير.

حملة تغريدات في المحتوى السعودي لمواقع التواصل والتدوينات العالمية، لم تنتظر أسبوعاً لتقرع أجراس الإنذار بصوت عالٍ جهة رئيس التحرير المعين الإعلامي الشاب عضوان الأحمري، والذي حالفه الكثير من سوء التوفيق في أن يختط البداية الجيدة لمشروع إعلامي عالمي وبطريقة مغايرة وذكية تؤشر إلى النتيجة من الخطوة الأولى للانطلاق.

جلبت مجموعة تقارير نشرتها المنصة الجديدة الوليدة على نفسها وعلى عضوان الكثير من الانتقادات والتحفظات وصلت ذروتها السريعة مع وصفها للمقاطعة الخليجية لقطر بالحصار وللاتهامات الموجهة إليها بدعم وتمويل الإرهاب بالمزاعم (..) وكان هذا أكثر من كاف لاستفزاز الذات السعودية المتوثبة والمتحفزة في مواجهة حملة استهداف مركزة وعالمية خلطت السياسي بالإعلامي والإقليمي بالدولي.

وحيال موضوع حساس كهذا بالنسبة إلى المملكة، فإن المنصة الوليدة غامرت كثيراً في منطقة محفوفة بالمحاذير، وجلبت على نفسها الكثير من التبعات كانت في غنى عنها لاسيما وهي لما تزل في البداية وتحاول أن تجد طريقاً إلى الجمهور والنخبة السعودية.

وعلى الفور نشأ نقاش جاد وتحفز جدي نصب منصة محاكمة مبكرة لمنصة نشر وليدة للتو. ليغرد حساب سعودي شهير "الحصار الخليجي لقطر!! سبق وقلتها: أخشى أن تتحول تلك الصحيفة الجديدة إلى خنجر في ظهورنا."

وليعلق آخر "أشهد بالله إنك قلتها وهذا ليس أول تمرير خبيث خلال أسبوع.. سبقه القناع النسائي الافغاني وادراجه على أنه نقاب المرأة السعودية.. والقادم أخطر".

لكن عضوان الأحمري اندفع مجدداً وتعاطى بنوع من الاستسهال والتغافل غير الحصيف مع ردة فعل سعودية مستَفَزة ومبرَرَة، وراح كمن يجابه أو يواجه، فانخرط في جدل وسجال لم يكن موفقاً فيه، وزاد من حجم الورطة واستدعى المزيد من التحفظات.

غرد عضوان مرفقاً بصورة كوب عصير (..) حديثاً حول الاستهداف والتحريض للمشروع الجديد وعن احتكار الوطنية وحب الوطن (!!) هكذا قفزة في مجهول لم تكن مطلوبة أبداً، وكان عليه أن يكون أكثر تفهماً للحساسيات والخطوط الحمراء السعودية إزاء قطر والإخوان بالخصوص.

واستدعت طريقته في الرد الكثير من التعليقات والردود التي اعتبرت أنها حصلت على مبرر آخر للشكوك والاستياء. وفات الأحمري وفريقه توخي الحرص والحذر عند اختيار الطاقم والكوادر والتوسع أفقياً في التوظيف والاستكتاب. من البين أنها لم تكن ثمة رؤية واضحة ودقيقة رافقت البداية هذه.. ومن بداية التجهيز والتدشين.

رد مغرد سعودي "عالي" في حسابه بتويتر: "بما أنك عضوان فـ ابخاطب فيك العضو الخيّر.. صحيفتك الجديدة عليها علامات استفهام اعرف منهم مراسلينك قبل تجيبهم وتأكدت من صيغة التغريدة قبل ينشرونها".

كثير من موظفي وكادر المنصة الجديدة الإعلامي هم من محسوبي ومنسوبي القدس العربي القطرية، بل ومن المجاهرين حتى بالانحياز والتخندق لتيار أو لمحور الممانعة (..) الذي يدور حول المركز القطري أيضاً. ومع زلات البداية نشرا تعززت الشكوك وصارت وجيهة ولها ما يفسرها ويبررها.

ليس من فراغ أن تنشأ تحذيرات من الاختراق القطري المحذور لآليات ومنصات الإعلام السعودي الدولي والصاعد أو الوافد إلى سوق النشر والاستثمار العالمي.

تتضاعف الشكوك بالنظر إلى الحالة اليمنية، حيث تسلم الملف اليمني كمراسل من الحلقات الأولى للنشر في اندبندنت عربية صحافي إخواني صرف وخالص ومن الصف الذي يشار إليه يمنياً بالتيار القطري. علاوة على كونه هو مراسل وكالة الأناضول التركية. كيف وصل هذا إلى هنا؟ وتقريره الأول حول ذكرى 11 فبراير خصصه كلية لوجه إخواني شاب أيضاً من رموز ساحة الإخوان في 2011.

"البداية الإخوانية الموفقة" كما وصفها إعلامي يمني غامزاً من قناة وجانب أندبندنت عربية، تضع الكثير من الاستفهامات والأسئلة حول رؤية وهدف واستراتيجية وغاية مشروع إعلامي كبير ومردوداته المتوقعة أو المنشودة لتعزيز جانب وجبهة الإعلام السعودي.

وكيف يمكن تحصين وحماية مشروعات كهذه من الاختراقات بحيث لا تمنح قطر متاحات جديدة وامتيازات إضافية في اللعب إعلامياً ومن الداخل هذه المرة؟

من الواضح أن رؤية 2030 لم تنعكس بعد كرؤى نوعية ومتخصصة في مجالاتها المهنية ومنها الإعلام. وهذه مهمة لا يجب أن تتأخر كثيراً.