لا نملك الآن ما يكفي لنصنع وطناً آخر.. الصوفي والسالمي والعبيدي ونقاش حول الوطن

السياسية - Saturday 23 February 2019 الساعة 09:35 am
نيوزيمن، فيس بوك:

نبيل الصوفي

الوطن تفاصيلك الصغيرة التي راكمتها الأيام.. كيف تشرب الماء؟ ماذا تُسمّي الخبز؟ كيف تطبخ الأكل؟ كيف تعبِّر عن فرحك وحزنك؟

الوطن.. ليس شعاراً سياسياً، هو المدار الذي تلفُّ فيه نواة أيامك ولياليك، فتصنع حاضرك وغدك.

الوطن قد لا يكون حبَّك.. قد لا تحب وطنك، كما قد لا تحب لون بشرتك أو نَبرة صوتك.

لا يكتمل شهر غيابي، إنْ غبت عن هذه البلاد، وإلاّ صرت نبتة جافة رغم أنه يحيط بها الماء من كل جانب.

لست أدعي الوطنية.. وكلُّ بني آدم مثلي هكذا، وتأتي بعدها الظروف لتقرِّر مدى قدرتك على العودة من عدمها.

ذات سفر، اشتقت لصوت تَكشِينة البصل وقت طباخة الأكل.. لقد صُقل سمعي على هذا الصوت، صار لي وطن، فأحببته.

يعاني كل إنسان مجبور على أن يغادر وطنه.. لئيمة هي الظروف التي تفعل ذلك بالناس.. ومهما ادعوا أنهم بخير، فهم ليسوا كذلك.

نحبُّك يا هذه الأرض التي نحن بعض مزروعاتك.

* هشام العبيدي

كل شيءٍ سمعناه وطن..

كل فعلٍ فعلناه هو وطن..

كل ذكرى حسنة كانت أو غير ذلك هي وطن.

لا نملك الآن ما يكفي لنصنع وطناً آخر..

ولا شيء يستطيع أن يعوضنا عن ذلك، وإن صرنا ملوكاً فيبقى الوطن فينا:
أغانيه،
أهازيجه،
صرخاتنا،
ضحكاتنا،
جوعنا،
مرضنا،
كلها وطن..

لا تجود الحياة لنا بشيء كالوطن.

* صادق السالمي
لقيت لك تعريفاً للوطن من أيام اللؤلؤ، أفضل تعريف للوطن..

أما البردوني ففخر الصناعة اليمنية، ومنتجنا الأول الذي سنباهي به العرب، قديمهم وحديثهم، وسنباهي به العالم على امتداد التاريخ.. البردوني طفرة لا تحدث في التاريخ إلا مرة واحدة، أما الوطن فليس جائزة ولا مهرجاناً ولا شهادة تقدير.


الوطن زفرة هواء تشاركتيها مع بلقيس وأروى في نفس المكان..


الوطن عنقود عنب أو زبيب أكلتيه أنت وذو نواس الحميري من نفس المزرعة..


الوطن كوب بن شربتيه أنت وكرب ايل وتر من نفس الوادي..

الوطن هو ما نتقاسمه مع الأموات وما نترك نصيباً منه للأجيال القادمة.. 


الوطن هو عهدتنا التي سلمها لنا أجدادنا والتي يجب أن نزيد عليها أو نسلمها كما هي لأولادنا..


الوطن هو الوعي بالوطن كقيمة مجردة لا تترتب عليها أي امتيازات.