خطيئة الاستجداء.. الحوثيون في الحديدة يستقبلون "بارتياح" رسائل هادي واليماني
السياسية - Monday 25 February 2019 الساعة 10:24 pm
راهن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، الاثنين، على الرسائل التي خرجت من قمة شرم الشيخ (العربية الأوروبية) لحمل المتمردين الحوثيين على تنفيذ اتفاق الحديدة والانسحاب من مينائي الصليف ورأس عيسى (..).
وجدد اليماني، الذي قال إن الانسحاب لم يحدث من مينائي الصليف ورأس عيسى، التأكيد على الموقف الحكومي الذي تكرر بالقول "لا نقبل بالفشل كاحتمال لتنفيذ اتفاقات السويد".
ويبدو أن هذا الموقف المتكرر على لسان السلطات الشرعية ومسئوليها، والذي يعطل أي خيارات أخرى في وجه التعنت الحوثي وإفشال الاتفاقات، قد زاد من اعتماد المتمردين على التصعيد وفرض الأمر الواقع أمام طرف حكومي يعلن ويكرر كل يوم أنه لا يملك خياراً آخر.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد أكد على نفس الموقف في كلمته إلى القمة، يوم الأحد، "لا نقبل خيار الفشل لتنفيذ اتفاقات السويد"، وسبق وكرر الجملة نفسها خالد اليماني في وارسو مؤخراً وقبلها في نيويورك.
وصرح اليماني لوكالة رويترز، يوم الاثنين، معيداً التأكيد على "أهمية ألا نقبل بالفشل كاحتمال لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، لأن الفشل سيعيدنا إلى العنف وإلى مزيد من التدمير لمقدرات الشعب اليمني".
هذا التكرار، فيما يبدو، شجّع الحوثيين على المضي في خيار الرفض والتعطيل، مطمئنين إلى إزاحة الجانب الحكومي خيار الحسم تحت أي اعتبارات أخرى ومهما حدث.
كما أنه يبعث برسائل سلبية تظهر الشرعية في موقف المستجدي الذي عَدِم وأعدم خياراته كلها لتجد المليشيات نفسها في وضع مريح لممارسة مزيد من التعنت وتعطيل خطوات التنفيذ مهما صغرت بعد تقسيط وتجزئة الإجراءات المرحلية.
وأفشل المتمردون الحوثيون، يوم الاثنين، البدء بتنفيذ الخطوة الأولى في اتفاق المرحلة الأولى للانسحاب من مينائي الصليف ورأس عيسى، وكانت الخطوة مقررة الأحد، ثم تأجلت للاثنين ليبقى الوضع على ما هو عليه
وكانت التحركات والاستحداثات الحوثية النشطة داخل مدينة الحديدة وعلى طول الخط المؤدي من المدخل الشمالي وحتى الصليف، خلال اليومين الأخيرين وتسارعت الأحد، كما وثقها نيوزيمن أولاً بأول، تؤشر على نوايا سيئة وعمّقت الشكوك حيال التزام المتمردين بأي اتفاق أو الوفاء بتعهداتهم.
أشعلت المليشيات الانقلابية الحوثية محاور وخطوط المواجهة المتقدمة داخل مدينة الحديدة وفي مديريتي التحيتا وحيس جنوباً، يوم الاثنين 25 فبراير 2019، تزامناً مع حلول موعد التنفيذ المؤجل من اليوم السابق الأحد للخطوة الأولى (أ) من المرحلة الأولى المجزأة من اتفاق الحديدة/ ستوكهولم.
وأوضح مصدر عسكري أن المليشيات كثفت القصف، صباح الاثنين، على مواقع قوات العمالقة في مدينة الصالح شرق المدينة.
من جانبه ذكر المركز الإعلامي للعمالقة أن المليشيات قصفت بقذائف الهاون مواقع القوات شرق مدينة الحديدة وخصوصاً على مشارف مدينة الصالح عقب ساعات من جولة قصف مدفعي مركز على المواقع ذاتها.
وأبلغ مصدر مصدر عسكري نيوزيمن، أن قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، تصدت لهجوم ومحاولات تسلل نفذتها المليشيات الحوثية إلى المناطق والأحياء المحررة في شارع الخمسين شرقي المدينة صباح الاثنين 25 فبراير 2019. وامتدت الاشتباكات لساعات.
وفي اتجاه آخر جددت المليشيات القصف المدفعي على مواقع قوات العمالقة في مديريتي التحيتا وحيس جنوب الحديدة وفي منطقة الجبلية جنوب التحيتا.
ولم يصدر أي موقف أو إعلان من الأمم المتحدة حتى الآن حول مصير تنفيذ الاتفاق.
من جانبها أفادت مصادر مطلعة نيوزيمن، أن مايكل لوليسغارد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية أبلغ ممثلي الطرف الحكومي بتأجيل التنفيذ، دون مزيد من التوضيحات.
وفشل لوليسغارد تماماً في ضمان التزام الحوثيين بأي اتفاق أو التنفيذ المزمن مراراً وتكراراً.
وقالت مصادر أممية، في الأثناء، لنيوزيمن، إن لوليسغارد يجري اتصالات مع المتمردين الحوثيين.
وتوقعت أن يطلب وقتاً إضافياً أكثر خلال ذلك بداعي الاتصالات وإعادة التواصل مع المتمردين والمبعوث الخاص.