حوار| مدير عام مديرية الخوخة: جرائم الحوثي في المجتمع الساحلي واحتياجات ما بعد التحرير

متفرقات - Wednesday 27 February 2019 الساعة 06:30 pm
الخوخة/المخا، نيوزيمن، خاص:

* المليشيات اعتقلت وطاردت وشرّدت المجتمع الخوخي وأوقفت الحياة بالمديرية.
* أول ما احتل الحوثيون المديرية فجّروا ست مدارس وعدداً من مشاريع المياه.
*احتياجاتنا الضرورية: مشاريع المياه والصرف الصحي ومرسى (كاسر أمواج).
* عملية تحرير المديرية تمّت بطريقة نوعية وفي وقت قياسي دون أن نطلق رصاصة واحدة.

محمد يحيى عبدالسلام، مدير عام مديرية الخوخة، واحد من مؤسسي المقاومة التهامية، وقائد عملية الاستطلاع العسكري أثناء تحرير المديرية، تحدث مع نيوزيمن حول جرائم الحوثيين في المجتمع الساحلي الوادع، وظروف ما قبل وما بعد التحرير، وأبرز الاحتياجات التي تتصدّر قائمة أولويات ما بعد التحرير.

- كيف كان وضع مديرية الخوخة أثناء اجتياح مليشيا الحوثي لها وفترة بقائها فيها؟

* اجتاحت مليشيا الحوثي المديرية عام 2015 بجحافلها وأسلحتها، وسيطرت على كثير من المرافق الحيوية، منها المكاتب الحكومية والفنادق، ودخلت بعض البيوت وفجّرت منازل أفراد المقاومة التهامية.

قضت المليشيات الحوثية على كل ما هو جميل داخل المديرية، فتوقفت الحياة المدنية الموجودة فيها وتحولت المديرية إلى ثكنة عسكرية..

المليشيات الحوثية حولت المجتمع الخوخي المسالم إلى مجتمع مطارد، فهناك الكثير من أبناء الخوخة تمت مطاردتهم، والبعض تم اعتقالهم وإيداعهم سجون المليشيا ونقلهم إلى سجن الأمن السياسي في الحديدة أو زبيد، والبعض منهم رحلوهم إلى صنعاء.. وآخرون منهم -نتيجة للتعسف الذي حصل لهم- انتقلوا إلى المناطق المحررة مثل عدن والمخا، وقد التحقوا بصفوف المقاومة التهامية..

مليشيات الحوثي قضت على الجانب المجتمعي في المديرية، على سبيل المثال، المدرسون بدون مرتبات، ومثلهم موظفو الدولة.. فتحول المدرس إلى بائع في متجر مع أحد التجار أو انتقل للصيد. كذلك توقفت الكهرباء تماما فتوقفت المعيشة فترة تواجدهم حتى دخول المقاومة.

جرائم المليشيا

- ما حجم الأضرار التي لحقت بمديرية الخوخة على أيدي مليشيا الحوثي فترة تواجدها واحتلالها للمديرية من عام 2015 حتى تحريرها نهاية 2017؟

* أول ما قامت به مليشيات الحوثي عند احتلالها المديرية، التمركز داخل المدارس فتوقفت الدراسة تماما، كما قامت بتفجير 3 مدارس داخل مركز المديرية و3 في أرياف المديرية، وقامت بتفجير مشاريع المياه في الأرياف، والتمركز داخل المنشآت السياحية، فتوقفت الحياة السياحية في البلاد بالكامل. الحوثيون لم يأتوا بأي جديد إنما دمار أبناء مديرية الخوخة.


توعية مستمرة

- هل لديكم خطة مع أية جهة كانت، لتوعية المواطنين بضرورة عودتهم إلى حياتهم الطبيعية وممارسة أعمالهم المعتادة، خاصة بعد إعادة تطبيع الأوضاع بالمديرية وإعادة الأمن والاستقرار إلى ما كانت عليه قبل الحرب؟

* ما يخص تطبيع الحياة المدنية، نسعى جاهدين إلى ذلك وجعل مديرية الخوخة مديرية مدنية وأنموذجية، وبعد تحرير مدينة الحديدة ستتوجه كل الألوية المتواجدة داخل مديرية الخوخة إلى مدينة الحديدة وستصبح المديرية مدنية بكل المعايير والمقاييس، والتوعية مستمرة عبر الجوامع والمدارس في الأمور الاجتماعية، ولا يوجد من أبناء الخوخة نازحون، فكلهم عادوا إلى بيوتهم بعد التحرير، فقط يوجد هنا نازحون من المناطق التي لم تتحرر بعد، مثل زبيد وبيت الفقيه وغيرهما من المناطق القابعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

عودة الحياة

- كيف تقيمون مستوى انتظام العمل في أجهزة ومكاتب الدولة، التنفيذية والخدمية بالمديرية؟

* بفضل الله ورجال المقاومة بعد تحرير مديرية الخوخة بدأت الحياة فيها تعود إلى طبيعتها، في مختلف الجوانب والقطاعات، بما فيها الجانب الحكومي، فأجهزة الأمن والمجلس المحلي والأحوال المدنية وبقية الأجهزة والمكاتب، تزاول أعمالها، وتعتبر الخوخة المديرية الوحيدة في الساحل الغربي التي توجد بها أحوال مدنية، وإليها يلجأ الكثير من أبناء محافظة الحديدة بشكل عام، وكذلك من المخا وموزع بمحافظة تعز، يأتون إلى المديرية للحصول على شهادات ميلاد وبطائق شخصية، ما يعني أن الأحوال المدنية بعد تحرير المديرية تقدم خدماتها للناس بشكل مستمر وكثيف.

احتياجات ضرورية

- ما هي الاحتياجات الضرورية لمديرية الخوخة؟

* جانب النظافة.. نحتاج إلى أدوات نقل، قلابات وشيول لنقل القمامة، إضافة إلى مشاريع أخرى كمشاريع المياه والصرف الصحي، كذلك نحتاج إلى مرسى (كاسر أمواج) لحماية قوارب الصيادين في أوقات الرياح الشديدة.

مجتمع مسالم

- هل خفت القضايا التي ترد إليكم على ما كانت عليه في السابق؟ وما هي أبرزها؟

* بالنسبة لمديرية الخوخة، مجتمعها مجتمع مسالم مدني، ولا يوجد عندنا قضايا ثأرات نهائياً ولا أي قضايا باستثناء خلافات بسيطة جداً ترد إلينا من وقت لآخر، وقد التحق الكثير من أبناء المديرية بالجيش والمقاومة التهامية، وهم أكثر الناس حرصاً على الأمن والحفاظ على النسيج الاجتماعي داخل المديرية.

تفويج المقاتلين

- ما دورك أثناء انطلاق المقاومة ضد مليشيات الحوثي؟

* أنا أحد مؤسسي المقاومة التهامية مع زملائي يداً بيد، فبعد تشديد الخناق علينا انتقلنا إلى عدن وبدأنا بتكوين المقاومة التهامية وتفويج العديد من المقاتلين إلى جزيرة زقر، إلى أن جاء التنسيق مع التحالف العربي لتحرير الساحل الغربي بشكل عام، وانطلقنا إلى مدينة ذو باب لتحريرها، وعسكرنا فيها برفقة القائد هيثم قاسم، وزير الدفاع الأسبق، وتحرير باب المندب وذو باب حتى وصلنا إلى المخا، وتوافدت كتائب أبناء تهامة إلى جبهات القتال في المخا، وشاركنا في تحرير مناطق الهاملي ويختل إلى أن جاء اليوم الموعود لتحرير الخوخة، وصلنا أنا وزملائي من أبناء مديرية الخوخة ومن أبناء تهامة بشكل عام وألوية العمالقة، فدحرنا مليشات الحوثي.

دور "التحالف العربي"

- وماذا عن دور قوات التحالف العربي في تحرير الخوخة؟

* التحالف كان له دور كبير في تحرير الخوخة من خلال التغطية الجوية الاستطلاعية والضربات الجوية الاستباقية والدعم اللوجستي بالسلاح والذخيرة والخطط، وتم دخول الخوخة بالاشتراك مع قوات الجيش، ممثلة باللواء الرابع عمالقة.

"إيقونة التحرير"

- كم استغرقت من الوقت عملية تحرير مديرية الخوخة؟

* كان التحرير نوعياً ونعتبره فريداً من نوعه، لذلك سمينا تحرير الخوخة أيقونة التحرير، لأنه لم نطلق حتى رصاصة واحدة، ولم نفزع الناس، وقد كنا وضعنا خطة على ثلاث مراحل، ولكن حين انطلقت عملية التحرير دخلنا مديرية الخوخة بمرحلة واحدة، حيث انطلقت المقاومة التهامية بفضل الله والرجال المؤمنين من أبناء المديرية، وأبناء تهامة بشكل عام، وتم دخول الخوخة وتحريرها ودحر مليشيا الحوثي وبث الذعر والخوف فيها، في يوم واحد، وتفاجأ المواطنون بتواجد أبطال الجيش والمقاومة بينهم، واتجهوا إلى الأسواق يمارسون أعمالهم مسرورين، وأول ما دخلنا مركز المديرية اتجهنا إلى إدارة الأمن، وأعدنا تفعيل العمل فيها، وفتحنا المواصلات والمراكز الصحية وأمنّا الخوخة من الجهة الشمالية، وبعد ذلك بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً..