محافظ شبوة لـ"نيوزيمن": نحن مع أن تكون شبوة منطقة عسكرية مستقلة ومناقصات نقل النفط خاصة لأبنائها

السياسية - Saturday 16 March 2019 الساعة 10:43 am
شبوة، نيوزيمن، محمد الجنيدي:

> ما انتزعه الفساد من موارد شبوة خلال سنوات كان كفيلاً بحل الكثير من معاناة أبناء المحافظة

> مشكلة الكهرباء عامة وهي نتاج الحلول المؤقتة التي استمرت على مدى سنوات ولغياب الرؤية الاستراتيجية

> قريباً سيبدأ مد أنبوب لنقل النفط من حقول جنة في عسيلان إلى عياذ وتصديره عبر ميناء النشيمة

> المشاكل المتعلقة بالوحدات العسكرية كثيرة ومتعددة ونحن مع أن تكون محافظة شبوة منطقة عسكرية مستقلة

 

شبوة، نيوزيمن، محمد الجنيدي:

تحدث محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، في حوار مع (نيوزيمن)، عن الكثير من المواضيع التي تهم المحافظة بشكل واضح، إذ إن الرجل يعتبر أول محافظ يحرك ملفات المحافظة الخدمية المنسية من قبل حكومة هادي، فيما بعد حرب الحوثيين -ذراع إيران في اليمن- على الجنوب.

وأكد بن عديو، أن هدفهم هو تفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بواجبها في خدمة المواطن على مستوى مكاتب فروع الوزارات والهيئات والمصالح في المحافظة والمديريات، مشيراً أنه أوضح هذه المسألة في أول يوم باشر فيه عمله باجتماع مع مديري العموم ومديري عموم المديريات، وقال: حاليا نقوم بتقييم أداء الجميع، فمن قام بعمله على أتم وجه شكرناه، ومن قصر في أداء واجباته سيخضع لإجراءات المحاسبة، موضحاً أن مسألة التغيير هي واحدة من قواعد العمل الإداري، سنلجأ إليها في حالة استنفاد بقية الوسائل، وبعد إعطاء الفرص الكافية للتغيير الذاتي.

وحول موارد المحافظة قال بن عديو، في حديثه لـ"نيوزيمن"، إنها واحدة من أهم الملفات التي نعمل عليها باهتمام.. وفيما يتعلق بموضوع الضرائب تحديداً شكلنا لجنة من ذوي الخبرة، وقاموا بعمل كبير للغاية، ميداني ومكتبي، ورفعوا تقريراً يحوي (23) صفحة هي خلاصة عملهم، وهذا التقرير سيكون هو الأرضية لتصحيح الخلل الكبير في عمل الضرائب الذي تسبب بإهدار موارد المحافظة.

وتابع محافظ شبوة: دعني أقول لك بوضوح وألم في نفس الوقت، إن ما انتزعه الفساد من موادر شبوة خلال سنوات كان كفيلاً بحل الكثير من معاناة أبناء شبوة، ولذا فوضع حد لهذا الهدر أمرٌ هام، وقد بدأنا بإجراءات كثيرة في هذا الملف.

وبخصوص ملف الكهرباء يقول بن عديو، إن مشكلة الكهرباء مشكلة عامة في البلد، وهي نتاج الحلول المؤقتة التي استمرت على مدى سنوات ولغياب الرؤية الاستراتيجية، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً خاصاً من قبل الرئيس هادي شخصياً في موضوع الكهرباء.

وبالنسبة لنا في المحافظة نسير في اتجاهين: الأول استراتيجي طويل المدى يعتمد على إقامة محطة مركزية للكهرباء تعمل بالغاز في منطقة العقلة تغطي جميع مناطق شبوة، ولدينا توجيهات من فخامة الرئيس لشركة بترومسيلة، وهذا هو الحل الجذري لمشكلة الكهرباء.

وأما الخط الثاني، فهو تحسين أداء الوضع الموجود والقائم وحالياً جارٍ العمل لإدخال (10 ميجاوات) جارٍ تجهيزها وتركيبها بعد استخراج توجيهات صرف مستحقات المورد شركة عرب ريبون، ونؤمل، بإذن الله، أن يتحسن الوضع خلال فترة قصيرة.

وبين محافظ شبوة أنهم يسيرون في عدة اتجاهات، أهمها وضع شبوة في مكانها كمحافظة محورية بموقعها وتاريخها وثرواتها، وتعزيز مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها على أكمل وجه لخدمة المواطن عبر تفعيل سلطات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية وأيضا القضائية، مع الاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني كذلك، وكذا تنمية المحافظة عبر مشاريع تنموية في مختلف الجوانب الصحة والتعليم والكهرباء والطرق والاتصالات والنظافة والاهتمام بالطالب الجامعي، وتجفيف منابع الفساد باعتباره المشكلة الكبرى التي استهلكت موارد المحافظة وتسببت في كثير المعاناة لها، وكذا الاهتمام بإيرادات المحافظة وتوجيهها التوجيه السليم.

وأكد بن عديو أن هناك معوقات تواجهه في مهامه، وقال: بلا شك أن المعوقات كبيرة وأهمها على الإطلاق الوضع في الوطن عموماً، فما زلنا في حرب تقودها المليشيات الانقلابية على الوطن، وشبوة وإن كانت محررة بعد أن دفعت ثمناً كبيراً لتحريرها إلا أنها جزء من الوطن، وتتأثر بكل ما يحدث فيه، إضافة إلى أن التركة التي ورثناها كبيرة للغاية.

وحول أنباء استقالته ورفض هادي لها، قال: قلت في أكثر من مناسبة أنا لم أطلب المنصب في أي وقت من الأوقات، لكن تكليف فخامة الرئيس لي وحجم الثقة التي وجدتها من أهلي في المحافظة يضعني أمام مسؤولية القيام بكل ما أستطيع من عمل وجهد، وبالتالي لن أدخر وسيلة للقيام بواجبي. وبخصوص ما تم تداوله من إشاعات حول الاستقالة غير صحيح، وأنفيه تماماً، وأتمنى من الإخوة الإعلاميين التعامل بمهنية مع مثل هذه التناولات.

وحول ماحدث من مهاجمة قوات عسكرية لمعتصمين في حقل العقلة النفطي، وكذا ما إذا عادت بعض صادرات النفط على المحافظة، قال محافظ شبوة لـ"نيوزيمن": أولاً ما يحسب لشبوة أنها محافظة بها منشآت نفطية وغازية وبها حقول لإنتاج النفط وميناء لتصدير الغاز وشبكة من أنابيب نقل النفط والغاز تمتد من غرب المحافظة إلى شرقها، وهذا يؤهل المحافظة لتكون محافظة محورية وذات أهمية، وهي ايضا محافظة واعدة.. وبخصوص مشكلة العقلة تم اسئناف إنتاج وتصدير النفط من حقول الإنتاج في العقلة، ويتم نقلها عبر القواطر إلى منطقة عياذ، وقد استخرجنا توجيهات واضحة من وزارة النفط لعمل مناقصة للنفط تكون حصرية بين أبناء محافظة شبوة.. وأيضاً العمل على مد أنبوب لنقل النفط الخام بدل القواطر، إلا أننا فوجئنا بقيام أشخاص بالتقطع للقواطر تسبب عنه إيقاف الإنتاج وتهديد الشركة بالتوقف نهائياً وتخفيض العمالة مما يشكل ضرراً بالغاً بالمصلحة العليا للوطن، وبمصالح المحافظة، وتم التعامل من قبل الدولة مع هذا العمل كعمل تخريبي، وتم استئناف الإنتاج.

وبخصوص تصدير النفط فكما ذكرت لك أن الإنتاج تم اسئنافه وتصديره عبر ميناء النشيمة، وصدرت أول شحنة في شهر يوليو من العام الماضي، وهذا يضيف إيرادات لميزانية الدولة، وينعكس أثره على الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تخصيص نسبة 20% لصالح المحافظة والتي ستنعكس على هيئة مشاريع تنموية في المحافظة، بإذن الله.. كما نشير أنه سيبدأ قريباً مد أنبوب لنقل النفط من حقول جنة في مديرية عسيلان إلى عياذ، ثم لتصديره عبر ميناء النشيمة، وهذا أيضا يشكل ميزة إضافية لصالح شبوة.

وحول الجانب الصحي، لفت محافظ شبوة أنه تم مناقشة هذا الملف الخدمي، وشكل لجنة من المختصين لتقييم الوضع الصحي وإجراء المعالجات اللازمة، وبين أن هناك توجهاً لتحسين الأداء، ولدينا حالياً مناقصة توريد جهاز أشعة مقطعية وجهاز (ماموجرام) للكشف عن سرطان الثدي لمستشفى عتق، وهناك تواصل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتأهيل وترميم وتشغيل المستشفى الجديد بعتق، إضافة إلى الاهتمام بوحدات غسيل الكلى والأورام في المحافظة.

وحول مطالبات ألوية محور عتق فك ارتباطهم عن مأرب، قال بن عديو، إن المشاكل المتعلقة بالوحدات العسكرية كثيرة ومتعددة طرحناها ونطرحها بشكل مستمر على فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة، مشيراً أن موضوع المنطقة العسكرية نحن مع أن تكون محافظة شبوة منطقة عسكرية مستقلة، فلدينا محوران عسكريان بهما عدد من الألوية والوحدات العسكرية.

واختتم محافظ شبوة حديثه قائلاً: أود القول بأن البلد عاش -ولا يزال- أحداثاً كبيرة خلقت معادلة صعبة أثرت على حياة الناس، وأوجدت رغبة كبيرة بتجاوز هذا الواقع إلى واقع أفضل والعيش بشكل أفضل، نحن ندرك كل ذلك وسنبذل كل ما تمليه علينا واجباتنا، وهنا لابد من أن يتحرك الجميع مجتمعين نحو تغيير واقع حياتهم إلى الأفضل بعيداً عن أي خلافات أكانت سياسية أم قبلية أم مناطقية.. لدينا الكثير مما يستوجب أن نوحد طاقاتنا لأجله، ونسأل الله التوفيق والعون.