ساعات في قلب مدينة الحرب.. تعز لا تزال قيد المواجهة والمسلحون يمنعون التصوير

السياسية - Tuesday 26 March 2019 الساعة 11:30 pm
تعز، نيوزيمن، ساره عبدالجليل:

أيام من أخبار المعارك في "تعز"، هذه المدينة التي تختبئ مطمئنة لأحضان جبل صبر منذ كانت عاصمة للدولة الرسولية في اليمن.

لا جديد في أخبار الاشتباكات، لكنها هذه المرة محصورة في قلب تعز، ويقول الإعلام إن الاشتباكات توقفت.. فقلت سأزورها إذاً، إن نجحت في التصوير ستكون صحافة، وإلا فهي زيارة محبة لمدينتها.

لا تزال ملامح الحرب فارضة حضورها: المطبات والحواجز والمتارس، وكلها مزدحمة بوجوه الحرب بادية على ملامح الرجال المنتشرين فيها.

ويقول لك غياب العائلات في طرقاتها، إنها لا تزال في حالة حرب، لم تصادفني في طريقي امرأة ولا طفل.. 
ولا تزال الأماكن والمباني المشهورة مواقع عسكرية.

مغلقة كل محلاتها، ويقول لك من قد تصادفه في "باب موسى" "ستعود الاشتباكات"، لم تنته الحرب هناك وفق إحساس الناس.

في باب موسى، وفي الأشرفية، وباب الكبير، ووادى المعسل، والخط الدائري والناس يهرعون، في سباق مع سرعة الرصاص، ولا تزال النيران ودخانها تشهد على حرب ممتدة، وتحكي لك عيون الناس عن "قناصات فوق المنازل والمدارس".

محلات منهوبة، والأسوأ هناك جثث مرمية في الشوارع.

أعيد تقسيم المقسَّم من مربعات الحرب، وبين المربعات قتل ونهب ودمار وتخريب ومواجهات عسكرية بأنواع الأسلحة.

همس الناس وضجيجهم يحكي لك كل ما تسمعه، يقولون إن "أبو العباس" والإصلاح يتقاتلون بين أحياء المدينة، ويسألون: "من يوقف هذهِ المهزلة.. أين الجيش الوطني.. أين التحالف؟!".

ولا ينسى سكانها أن الحوثي في أطرافها، ومجاميع أبو العباس في وسطها، ومليشيات حزب الإصلاح متكتلين في المدارس والمباني الحكومية.. هنا وهناك.

والسلفيون في تعز لديهم، أيضاً، مجاميع عدنان رزيق، ولا يسمي الناس الوحدات بما تطلق على نفسها، بل يسمونها باسم قادتها بمن فيها الشرطة والأمن.

أخرجت تلفوني لألتقط صوراً، وهنا رأيت سلطة النفوذ، منعوني وقالوا: معنا إعلاميين مخصصين.
المسلح وراءه إعلام يقول للناس ما يخدم الرصاصة لا ما هو واقع.

تتقطع بك المواصلات وأنت تريد التنقل بين أحياء المواجهات: باب موسى إلى باب الكبير، وادي المدام والخط الدائري والمجلية، وقد فرضت حركة الحياة طرقات ملتوية "تحويلات".