منصور صالح.. شهيد الجنوب فدى بنفسه زميلاً وطلب دفنه تحت أقدام والده

الجبهات - Wednesday 29 May 2019 الساعة 01:01 am
الضالع، نيوزيمن، مروان شائع:

هذا ما كتبه الشهيد منصور صالح قاسم (قرية لسلاف- الضالع) قُبيل استشهاده.. بهذا أوصى صديقه وبقية أصدقائه وذويه- وطلب منهم أن ينجزوه في حال استشهد:
"البقعة اللي بجانب قبر أبوي بالمقبرة.. صح قلت لك إذا مُتّ اقبروني جنب أبوي؟ قد شلوها عليَّ! خلاص الآن إذا قدَّر الله وبقي بي شي، أسألك بالله أنك تخليهم يحفروا لي تحت أرجل أبوي..!".

كلماتٌ بسيطةٌ جسَّد فيها الشهيد الشاب قيماً نبيلة:
الرضا والإيمان، والإقبال على الشهادة بشجاعة (في سبيل الهدف الذي يقاتل جنباً إلى جنب سائر مقاتلي الجنوب من أجل تحقيقه) والبرّ بالأبوين (بإلحاحه على أن يُدفن جثمانه -بعد استشهاده- عند قدمي والده -الذي سبقه إلى بين يدي الله- إذ إن الموضع الذي تمنى أن يدفن فيه -بجانبه- لم يعد متاحاً_ ليُشير إلحاحه هذا إلى برّ كان منه بوالديه آن حياته، ولَيَصِف -صورة من صور- البرّ بالوالد بعد وفاته).

هكذا هم الشباب والرجال الأحرار في الضالع والجنوب، هكذا هي أرواحهم وقيمهم وعزائمهم.. أرواح توأمتها المبادئ والتضحيات.

الشهيد منصور صالح -هو أحد جنود قوات الحزام الأمني في الضالع، واستشهد في معركة بمنطقة حجر الحدودية (م الضالع) بينما كان يسعى لإنقاذ زميلٍ له أصيب بنيران قوات مليشيات العدوان الحوثية المحتلّة.

بقدْرِ هذا الرضا العظيم الذي حملته أشهيدنا (العملاق رضا ونبلاً)_ قدْر فخر بني وطنك وذويك ورفاقك بك، و قدْر الأسى الذي نالهم، بل وأجزم بأن كل آدميٍّ سويٍّ على وجه البسيطة، إن يقرأ كتابك يأسى.. وأما تضحيتك فليس ثمة فعل من الأحياء إن يأتوه يماثل قدر عظمتها! إلا أن يأتوا بفعلٍ كمِثله، وكمِثل الميدان الذي ارتقيت فيه إلى بارئك.

تعظيم سلام لمقامك، سيادة الشهيد (الكوماندير) منصور!
سينتصر بحول الله حقٌّ وهدفٌ دأبت على الانتصار لهما، وضحيت بروحك لأجل تحقيقهما.

رحمك الله ووالدك، وألهم أهلك وذويك ورفاق دربك الصبر والسلوان.
رحِم الله جميع الشهداء.