تعاطي أطفال المناطق الريفية بالمخا للشمة يفوق التخيل ومخاطرها تؤرق الآباء والجهات الصحية

المخا تهامة - Friday 30 August 2019 الساعة 06:08 pm
المخا، نيوزيمن، كريمه سفيان:

انتشرت ظاهرة تعاطي الأطفال للشمة في مناطق ريفية كثيرة بالمخا إلى حد أنها باتت تؤرق الآباء والجهات الصحية لناحية مخاطرها المتعددة.

وقال الطفل عبدالله ناجي، من قرية الزهيرة، "إن رخص ثمن الشمة التي تستخرج عادة من خلال سحق أوراق التنباك، وتوفرها بالمحلات التجارية دفع الأطفال دون سن 17 سنة إلى تناولها.

وأضاف عبدالله، إنها تمنحه شعوراً بالنشوة أثناء تعاطيها مع القات، كما تعمل على الترسيخ الذهني وإبعاد الشعور بالملل الذي يلازم الأشخاص بعد الإفراغ من تناول القات.

وأبلغ أحد الأطفال "نيوزيمن" أنه يتعاطى الشمه "التي تأتي في المرتبة الثانية بعد القات من حيث إحتوائها على المادة المخدرة في تلك القرية الواقعة إلى الشمال من المخا، لكي تمنحه الراحة والاستمتاع بأجواء رائعة من الكيف.

ويشير حديث الطفلين بأن الشمة قد تكون بوابة الدخول أو التعرف على منشطات ومخدرات أخرى.

ويوجد نوعان مختلفان من الشمة هما: البيضاء، تستخرج بطحن جذور التنباك. والسوداء التي تستخرج بطحن الأوراق، حيث تضع البيضاء أسفل اللسان أما السوداء فتعصر على شكل كرات صغيرة وتوضع بالشفة العليا أو السفلى من الفك.

ويضع بعض الأطفال كورتين في الجهة اليمني واليسرى من فكه الأسفل لكي تمنحه شعوراً أقوى مقارنة بوضع كرة واحدة.

ولا توجد إحصائيات رسمية بعدد الأطفال الذين يتعاطونها، لكن سكاناً محليين يؤكدون أن غالبية أطفال القرى الريفية في المخا يتعاطونها إلى حد يدفعهم للقول إنه لا يوجد طفل في الثامنة من عمره لا يتعاطاها.

والسبب الذي يدفعهم إلى ذلك هو أن أغلب الآباء مدمنون للشمة، حيث تنتقل تلك العادة السيئة إلى الأطفال الذين يعتقدون أنها غير مضرة لطالما تعاطاها آباؤهم.

وهناك مطاحن تقليدية من أحجار الرحى تسحق عليها تلك الأوراق في مدينة الحديدة مع إضافة مواد أخرى لا يعلم محتواها قم توزع إلى محافظات ومدن عدة.

الأضرار..

بالرغم أن لها أضراراً كبيرة جداً على اللثة، وتشوه مظهر الأسنان من خلال تغيير لونها من الأبيض إلى الأسود، وما تحدثه من تلف في اللثة والتسبب بالتهابات وتقرحات، فإن دراسات طبية تصنفها على أنها مصدر محتمل للإصابة بسرطان الفم.

وتخشى الجهات الصحية في المخا من أن تتحول تلك العادة إلى معضلة مستفحلة يصعب التغلب عليها أو أن تكون مصدرا محتملا ليتعرف الأطفال على مواد مخدرة أشد فتكا منها.

ويرى مواطنون أن الأولوية للمكافحة هو دعوة مديري المدارس لإلقاء كلمات توعوية ونصائح يومية سواءً في طابور الصباح أم داخل الفصول الدراسية.

ويؤكدون على ضرورة دعوة المنظمات العاملة في المخا للقيام بحملات توعوية تشمل جميع المناطق الريفية للمخا ذات الكثافة السكانية، من أجل تقليص عدد متعاطيها وتخفيض المخاطر التي قد تتسبب بها.