عدنان الحمادي يواصل شهادته للشارع: هذه مؤامرات الاخوان على الحجرية

السياسية - Wednesday 11 December 2019 الساعة 10:46 pm
نيوزيمن، "الشارع"، حاوره/ نائف حسان:

المقدمة:

في الحلقة السادسة من الحوار الموسَّع الذي أجريناه معه، يتحدث العميد الركن عدنان الحمادي بألم عن حملات التحريض التي تعرَّض لها، طوال السنوات الماضية. كذلك، يتحدث عن قيام قيادة محور تعز العسكري بحشد قوات عسكرية إلى "الحُجَرِيِّة"، ومحاولة نقل الفوضى من مدينة تعز إلى مدينة التُّرْبَة.

>> الحوار الأخير مع القائد العميد عدنان الحمادي (1)

>> الحمادي: هكذا بدأنا حرب الحوثي (2)

>> الحمادي قبل استشهاده يوثق معارك تعز الاولى (3)

>> الحمادي مواصلاً ذكريات النّضال: هكذا أسقطت المطار بعد هروبي منه (4)

>> العميد الحمادي: حملات التحريض عرقلت تحرير تعز (5)

إلى نص الحوار.

في 3 أكتوبر الماضي، قام جنود يتبعون اللواء 17 مشاه بقتل جنديين من حراسة محافظ تعز نبيل شمسان.. وحدثتْ، بسبب ذلك، أزمة في الحُجَرِيِّة.. وقِيْلَ، إنه تمَّ تسليم القتلة.. وهل تمَّ إحالة القتلة إلى القضاء، وكيف انهيتم ذلك التوتر؟ وهل انتهتْ تلك القضية؟

لا نستطيع أن نقول، إنَّهم يتبعون اللواء 17.. في أطقم خرجتْ من تعز - عدن، خمسون طقماً عسكريّاً، وكانتْ متحركة لمهمة معينة، وتوقَّفتْ، يومها، في الحُجَرِيِّة، في هذه المناطق، مناطق انتشار اللواء 35 مدرّع.. نحن مختلفون مع اللواء الرابع على معهد الأصابح، الذي هو مركز تدريبي. دخلتْ تلك الأطقم الخمسون إلى هذا المعهد، ثمّ تمّ نشرها في هذه المناطق.. أحد تلك الأطقم هو الذي اعتدى على سيارة المحافظ، وقتل اثنين من مرافقي المحافظ، وكان المطلوب تسليم القتلة، لا أقل ولا أكثر. لا تطوِّل لي بالقضية.. سَلِّم القتلة إلى النيابة المختصة، ودعْ القانون يأخذ مجراه. وأنا لاحظتُ أنّ مظاهرات خرجتْ [في مدينة التُّربَة] احتجاجاً على إنه لم يتم تسليم القتلة نفسهم. أصلاً القتلة موثَّقين وفي كاميرات فيديو صوَّرتْ الجريمة وقت وقوعها، والقيادة التي يتبعها هؤلاء القتلة، سواءً اللواء 17 أو أي لواء آخر، ملزمة بتسليمهم إلى الجهات القضائية المختصة، ومحاكمتهم محاكمة عادلة، ومحاسبة من أمرهم بهذه الجريمة.

(مقاطعاً) هل تمَّ تسليم القتلة..؟

تمَّ تسليم إلى النيابة، إلى الشبكة [السجن] في التُّرْبَة، بس أنا شفتُ مظاهرة قال، المشاركون فيها، إن القتلة الرئيسيين ليسوا ضمن من تمّ تسليمهم. أنا لا أعلم التفاصيل.. أيضاً، حدث إطلاق نار.. فعندما تمَّ اعتراض حارسي وقتلوهما، وأخذوا سيارة المحافظ إلى جوار بيت عبده نعمان [قيادي في حزب الإصلاح يسكن مدينة التُّرْبَة]، وتمَّ إطلاق نار من عند بيت عبده نعمان إلى موقع بيحان التابع للواء 35.. فتمّ الرد من هذا الموقع.. وعندما عَلِمتُ أنا أنه تمّ الرّد، عملتُ برقية (محفوظ نسخة منها لدينا) إلى جنودنا المتمركزين في موقع بيحان: "يُمنع الرَّد على أيّ إطلاق نار، وعليكم البقاء في مواقعكم، ولا تتدخلوا بالقضية". وعملتُ برقية إلى قائد محور تعز العسكري قُلتُ له فيها: "لا تجرُّوا اللواء 35 مدرّع إلى صراع.. اللواء ليس له أيّ علاقة بالقضية.. الذي وقف خلف القتلة، والذي جابهم وأمرهم أن يقتلوا، يتحمل المسؤولية، ويكون شُجاع، ولا يجلس يبحث لي عن ذرائع". عبده نعمان، يقول: "ضربوا بيتي"، وهذاك يقول: كذا.. قُلنا القضية فيها التباس، وكان أحد المنتمين إلى أسرة أحد القتيلين جنديّاً في موقع بيحان العسكري التابع لنا وأطلق خمس رصاص من معدل، وعملنا برقية أمرنا فيها بعدم القيام بأيّ رد من مواقعنا. اللواء 35 له خمس سنوات في التُّرْبَة، أتحدى أيّ شخصٍ يقول إنه عمل مشكلة واحدة.

الخمسون الطقم العسكري التي خرجتْ من مدينة تعز، حينها، هل بقتْ في "الحُجَرِيِّة"؟

يمكن في أطقم رجعتْ منها. تلك الأطقم لم تبق في مدينة التُّربَة فقط، هي بقتْ، أيضاً، في مواقع اللواء الرابع، ومعسكره الواقع في "العَفَى" – "الأصَابِح"، جوار "التُّرْبَة، وراحتْ باتجاه بني شيبة، وانتشرتْ في بعض هذه المناطق لمهمة كانتْ أخرى، حسب علمي؛ على أساس جاءتْ توجيهات رئاسية بتحرّك تلك القوات، وجاءتْ برقية قضتْ بتحريك خمسة أطقم عسكرية من كل لواء في المحافظة، تتوجّه، مع الخمسين الطقم، إلى جهة أخرى.

أيش قصة معهد الأصابح، الذي مختلفون أنتم واللواء الرابع عليه؟

هو ليس معهداً حقيقيّاً، وإنما هو حوش معهد.. بقاء اللواء في قطاع لواء آخر يسبب احتكاكاتٍ، واختراقاتٍ.. تحصلُ اختراقات أمنية، وأشياء أخرى، فيقوم كل طرف بتحميل الطرف الآخر المسؤولية [يقصد أن اللواء الرابع منتشر في قطاع اللواء 35 مدرع]. طوال السنوات الماضية، واللواء 35 منتشر في الحُجَرِيِّة مع قوات الأمن العام، مع الأمن الخاص، ولم توجد أيّ مشكلة طوال تلك السنوات، لم توجدْ قضية أو جريمة اغتيال واحدة في الحُجَرِيِّة، لا يوجد قضية قتل ولم يتم معرفة القاتل والقبض عليه وتسليمه للجهات الأمنية والقضائية. نَعُمَتْ الحُجَرِيِّة بالأمن والاستقرار، طوال السنوات الماضية. هذا الأمن والاستقرار لم يأتِ بالمجان؛ الحُجَرِيِّة دفعتْ بفلذات أكبادها، ضحُّوا في كل الجبهات على أبواب الحُجَرِيِّة، قدَّموا الشهداء من أجل هذا الأمن والاستقرار، واليوم يحصل القتل داخل مدينة التُّربَة، ويُنقَل ما يدور في تعز إلى داخل مدينة التُّربَة؟!! نناشد السلطات العليا، لكن لا وجود لنظام نحتكم إليه، لا توجد قيادات قادرة تتحمَّل مسؤولياتها، وتحكم بشجاعة وحق، دون مجاملة، دون سياسة. قول له: ابعدوا السياسة واحكموا بالحق. أنا لمّن حشدتُ القوات في الحُجَرِيِّة؟! حشدتها للدولة وفي إطار الحكومة الشرعية، ومن أجل قتال مليشيا الحوثي من أجل القضاء على الانقلاب واستعادة الدولة. هؤلاء حشدوا قوَّة وراحوا بها إلى البيرين، ورجعوا نقلوها إلى التُّرْبَة؛ جالسين يقلقوا الوضع من هنا إلى هناك؛ هُنا يُقَرِّحوا وضع، وهنا يُقَرِّحوا وضع، ويقولوا إنهم دولة.. لا، هم يُمَثِّلوا الدولة، وأنا أُمَثِّل الدولة. الذريعة التي يقولونها هي، الزعم بأنَّ اللواء 35 مدرَّع يُنَفِّذ أجندة إماراتية! عُمْر القيادة الإماراتية، وقيادة التحالف العربي، ما جابوا أمراً واحداً إلى اللواء 35: رُوح قاتل "الإصلاح"، أو رُوح قاتل الناصري، وإلّا رُوح قاتل المؤتمري.. بل قَاتِل الحوثي. كُلُّ، الدَّعم الذي حصلنا عليه جميعاً، كان من أجل قِتَال الحوثي. أتحدَّى أيّ قيادة تقول، بأن اللواء 35 أمر أفراده، أو مجموعة، بالتقطع لأيّ مواد، أو أي شيء، تابعة للواء آخر، أو على حزب، أو نفَّذ أجندة، أو نفَّذ عملية اغتيال واحدة، أو مارس أيّ أعمال من أعمال البلطجة ضد أي ناس آخرين.

من الواضح أن التوتر مازال قائماً حتى اليوم في الحُجَرِيِّة.. ماذا لو تفجَّر الصراع معكم، داخل الحُجَرِيِّة؟

قلناها من البداية، إنّنا لن ننجر إلى القتال داخل الحجرية.. نحنُ صبرنا وتحمَّلنا كل الاستهدافات، وأُطلقتْ علينا كل التُّهم، ومارس الإعلام ضد قيادة اللواء 35 أبشع الحملات المغرضة، لكن صبرنا من أجل أهلنا. أنا لا أُريد أن أُفَجِّر قتال، إذا كنتُ أنا حافظتُ على هذه المناطق، ودافعتُ عليها، وضَحِّينَا فيها، نجي نُقَاتِل بعضنا، قِتَال الأخوة؟! لا يُمكن. أنا لو أردتُ قِتَالهم، ما كانتْ الأطقم حقهم موجودة في التُّرْبَة.

لازالتْ أطقمهم في التُّرْبَة؟

نعم. الأطقم، لا أعلم عددها، لاتزال موجودة في التُّرْبَة، حتى هذه اللحظة.

بس خمس سنوات ولم تحصل أيّ مشكلة مع الأهالي، ولم يشكُ الأهالي..

(مقاطعاً) طبيعة الحياة، قد تحصل مشكلة هنا، أو هنا.. مثلاً حصلت قضية..

(مقاطعاً) ما أريد قوله هو: أنت قُلتَ إن اللواء 35 مدرَّع لم يتورط، خلال الخمس السنوات الماضية، في أيّ جرائم.. لكن قبل فترة نشرتْ لجنة الخبراء الدوليين الخاصة باليمن تقريراً ورد فيه اتهامات للواء 35 بممارسة أعمال تعذيب واغتصابات..

(مقاطعاً) بالمناسبة، القضية، التي ذكرها تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن، لم تحدث أثناء تنفيذ مهام للواء 35. القضية شخصية، أكثر ما هي قضية لواء؛ أو قضية تورَّط أو أمر فيها اللواء. وهذه هي القضية: كان هناك اثنين المهمشين، قاموا بسرقة أحد البيوت. البيت تتبع طبيبة، واثنين من أُسرتها هم عسكريون في اللواء 35. مندوب استخبارات اللواء الذي في التُّرْبَة هو، أيضاً، من أُسرتها. إضافة إلى عسكري في الأمن المركزي، وثلاثة مواطنين. هؤلاء راحوا يبحثوا عن من سرق ذلك المنزل، وراحوا إلى بيت أحد المهمَّشِين المتهمين بالقضية، وأخذوهما، وقاموا بتعذيبهما، أو بممارسة أي أعمال، وأوصلوهما إلى قيادة اللواء، ولم يكن ظاهراً على وجههما أيّ شيء، كانتْ آثار التعذيب مخفية.. كان ذلك في ليلة العيد، في نهاية رمضان الماضي. في الصباح، أُبلغتُ أنا إنّ في اثنين أوصلوهم، مساء أمس، إلى اللواء. وسألت: "ليش ما يأخذوهم إلى إدارة الأمن؟!". قالوا: "العسكر الذين جاءوا بهم قالوا سيفرجون عنهم الآن، ويشتوهم عندنا". قُلْتُ: "خلاص، بعدين يحوُّلوهم إلى إدارة الأمن". في واحد من الاثنين المهمشين، تعرَّض، كما أعتقد، لضربة على الرأس، سببتْ نزيف داخلي بطيء. كان يأكل، يشرب، وفي المساء توفَّى؛ لم يطلب حتى اسعافه.

توفَّى عندكم..؟

نعم. بلغني ضابط الأمن بالأمر: "جسم المتوفي فيه حروق، وآثار ضرب وتعذيب، نحن ما شفنا، وصّلوه مع شخصٍ آخر لعندنا، في المساء، قبل الفجر، دخَّلناهم الحبس، والآن واحد منهم تَوفَّى، واكتشفنا آثار التعذيب في جسمه". قُلْتُ لضابط الأمن: "تحفظ على الأمر بسرية". نقلنا الجثة إلى الثلاجة، بتحفُّظ كامل، وحققنا في القضية وعرفنا ما حدث. وجهنا بالقبض على المتهمين في الجريمة. الذي كان مندوب الاستخبارات حدثتْ له مشكلة عارضة، في قضية أخرى، تمّ فيها إطلاق النار عليه، وإصابته بعدة طلقات، وأُسعِف إلى عدن، ومنها إلى القاهرة. ألقينا القبض على الجنديين التابعين للواء 35، وعلى المدنيين المتهمين بالمشاركة في الجريمة (قتل المهمش). المهمش الذي بقى على قيد الحياة تمّ تحريضه على أن يقول، إنه تمّ تعذيبهما في مقر اللواء، وعندنا لا يوجد أي ممارسة للتعذيب. حُرِّض، ونُقِلت معلومات غير دقيقة، وكُتِبت تقارير سيئة، وغير حقيقية. وهناك أدّلة كثيرة تُثبت ذلك. ألقينا القبض على الجنديين التابعين لنا المتهمين بالجريمة، وتمّ إحالتهما إلى النيابة في مديرية الشمايتين، بالتهم التي ورد؛ إنهم عذَّبوا شخص وقتلوه. لم ترد إلينا أيّ دعوة بأنه مُورس على المهمشين اغتصاب، إلا في التقرير الذي قرأناه، وعندما قرأنها قُمنا بالرد، وقمنا بتشكيل لجنة من النيابة ومن ناشطين، وإعلاميين، ومن أمن اللواء للتقصي في التهم الواردة على اللواء على 35 من قبل لجنة الخبراء الدوليين، وطلبنا من لجنة التحقيق المحلية مطالبة لجنة الخبراء بإيضاحات بالأسماء المتهمة، عشان نرد عن من هم المتهمين من اللواء؛ نقول لهم هذا من اللواء، وهذا مش من اللواء. فمثلاً، بين المتهمين شخص من قوات الأمن الخاصة، وهذا الشخص قد قُتِلَ، رغم إنه لم يُسَلَّم إلى النيابة. شخص مدني آخر، من المتهمين بالجريمة، بعد صدور تقرير لجنة الخبراء، لم يكن من المطلوبين، ولم يكن ضمن الأشخاص الذين أُرسلوا إلى المحكمة. بعد متابعة بعض التحقيقات، وبعض الاعترافات، عندما أتى من صنعاء تمّ القبض عليه، وإيداعه سجن اللواء وأرسلناه إلى النيابة. التهم كلها لُفِّقَتْ على اللواء 35.. وقِيْلَ، ضمن التهم، إن اللواء يحتل مدرسة سبأ، ويحرم الطلاب من الدراسة! الكل يعلم من الذي يحتل مدرسة سبأ في مدينة تعز! اللواء 35 مدرّع لا ينتشر في مدينة تعز.

من الذي يسيطر على هذه المدرسة؟

قيادة محور تعز العسكري. وقِيْل، من ضمن التهم أيضاً، أن اللواء 35 مدرّع يتواجد في مدرسة مجمع هائل في مدينة تعز، ويحرم الطلاب من الدراسة! اللواء 35 لا وجود له في مدينة تعز، وهذا معروف للجميع. هذه المدرسة كان فيها كتائب أبو العباس، وهي لا تتبع اللواء، ولا تأتمر بأمر اللواء، ولا تتبع اللواء إلا في الراتب، ولم يتم دمجهم في اللواء. والآن أنا أقول لك، إن كتاب أبا العباس لم تعد تتبع اللواء 35 حتى بالراتب، فالراتب أسقطوه، وصاروا يصرفوه لهذه الكتائب عبر قيادة محور تعز مباشرة. كتائب أبي العباس لا تتبعنا؛ لا بالمهام، ولا بالأوامر.. هي مستقلة استقلال كامل.

وعملياتياً.. لا يرتبطون بكم أيضاً؟

ولا عملياتيّاً، ليس لهم علاقة بنا. لديهم جبهة قتال محدد، يأمروا أنفسهم بأنفسهم، يحركوا أسلحتهم بأنفسهم.. كل الأوامر مرتبطة بقيادة الكتائب، ولا علاقة لنا بهم اطلاقاً. ولكن للاستمرار في كيل التهم للواء 35، تم إبقاء كتائب أبي العباس كذريعة، أو كشماعة، لاتهامنا ومحاولة الإساءة لنا. يجب أن تعي لجنة الخبر، ومنظمات المجتمع المدني، هذه الأمور. حتى الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان يتمّ استخدامها في الصراع السياسي! هذا لا يعقل. في إحدى التقارير قِيل، أن قيادة اللواء 35 تقع في المخا، كي يتمَّ ربط اللواء بقوات الحزام الأمني! رغم أن هناك مديريتين تفصلنا عن المخا. نحن لا نتواجد في المخا. كُنَّا في المخا قبل الحرب مع الحوثي.. كان لنا موقع هناك، ومقر قيادتنا لم يكن في المخا، والآن ليس لنا أي وجود في المخا.

من الذي قرَّر ربط، إلحاق، كتائب أبو العباس باللواء 35 مدرّع؟!

كان اختيار أبو العباس نفسه، في البداية؛ عندما فرضوا عليه اللواء 22، فكان اختياره اللواء 35 مدرّع، واشترط شروط: أشتي 400 مليون عليَّ ديون تَسَلَّفتها وصرفتها على الجبهة، أشتي كذا، أشتي كذا، أشتي الترقيات، أشتي أشتي.. وافقوا عليها.. وأنا وافقتْ عشان ننهي مشكلة.

من الذي وافق على الشروط التي طرحها أبو العباس.. السلطة المحلية في تعز؟

أيوه.. كان موجود المحافظ، وقائد المحور، وموجودين الكل. أيامها، كان المحافظ علي المعمري.. جلسوا شهرين، وقالوا لي: "اسحب أبا العباس من مكانه"، وأصدروا لي أمر يقضي بذلك! قُلنا لهم: "اسحب أيش؟! إحنا اتفقنا أنكم تعطوهم، وتعطوهم، وبعدها يورد الأسلحة، وأدمج كتائبه وأعيد هيكلتها في كتائب اللواء 35، وبعدين يأتمر بأمري". قالوا: "اعمل ورقة". عملتُ ورقة، ووقعتُ عليها، في 2017. كتائب أبي العباس لا تتبعنا، وكانت مرتبطة بنا في المعاش فقط. والمعاش كان يجي يستلمه مبلغ إجمالي ويروح يصرفه بنفسه على مقاتليه. كان حمدي شكري تدخَّل واقترح حلّاً؛ أنّه خلاص نربطهم باللواء 35 مدرّع، يورد الراتب للواء 35 ويجيبوا ضباط من 35 مدرّع، ويهيكلوا كتائب أبي العباس. لكن الاتفاق الذي تمّ مع حمدي شكري لم ينفذ؛ أسقطوا الراتب حق كتائب أبي العباس من اللواء 35 مدرّع إلى المحور، ولم يعيدوا الراتب للواء 35 مدرّع، حتى اللحظة. لا علاقة لنا بكتائب أبي العباس؛ دعمها، قيادتها، تسليحها، أوامرها، ليس من اللواء 35 مدرّع.

السلطة المحلية في تعز، هل لبَّتْ شروط أبي العباس؟

لا، لا، لا.. لم يُلَبُّوا شروطه. ولأنه لم يفعلوا ذلك، فهو لم يدمج مقاتليه، ولم يسلِّم أسلحته، ولم يدخل في إطار الهيكلة.

كُنتم..

(مقاطعاً) أُرِيد أن أعود للحديث عن موضوع جرائم حقوق الإنسان.. بعدين قالوا [يقصد من شَنُّ حملات التحريض على اللواء 35 مدرّع]، إن اللواء يقوم بتعذيب المهاجرين، أو النازحين من أفريقيا إلى اليمن.. قالوا، إن اللواء يعذبهم في سجون خاصة تتبع الإماراتيين. ربطوا اللواء 35 بكل مشاكل الحزام الأمني، وكأن اللواء جزء من الحزام الأمني! خارطة انتشار اللواء 35 مدرّع واضحة ومعروفة للجميع.. اللواء لا علاقة له بالحزام الأمني، وهو مرتبط بقيادة المحور العسكري لمحافظة تعز، ومرتبط بالشرعية وبقيادة التحالف العربي بالدعم؛ من أجل تحرير البلاد. لا توجد علاقة بين الحزام الأمني في عدن وفي لحج، وبين اللواء 35 مدرّع.. الحزام الأمني يقع في إطار، ونحن في إطار.

النازحون الأفارقة، هل يمرون في المناطق التي تسيطرون عليها؟

ما يمروش عندي الأفارقة.. أنا ماناش على البحر أصلاً؛ هم اعتبروا أننا في المخا، وهي عبارة عن وشايات باللواء 35 مدرّع، على شان يحملونا جرائم. اللواء 35 هو اللواء الذي سَلَّم المجرمين، أتحدى أي لواء، عنده مجرمين ويسلمهم، كم من قتله، وكم من مجرمين، وكم من مغتصبين، وكم من سرق، ما تسلَّموا، ولا سُلِّموا للمحاكمة.. أنا خاطبتْ النيابة وسَلَّمتْ ومعي استلام من النيابة بهم.

أنتم، أيضاً، سلمتم نقاط التفتيش لقوات الأمن..

طلبوا منا نُسَلِّم النقاط الأمنية كاملة، وسَلَّمتها بكاملها لقوات الأمن الخاصة.. أنا لا أوجد بمحور الحركة الرئيسة [للحياة اليومية للناس، بل في جبهات القتال].

قادة الألوية الأخرى في تعز، لماذا لم يُسَلِّموا نقاط التفتيش الأمنية لقوات الأمن الخاصة؟

لا.. كان الاتفاق يقضي أن تُسَلَّم نقاط التفتيش، الواقع في قطاع اللواء 35 مدرّع، إلى قوات الأمن الخاصة، من "نجد قُسِيم" إلى التُّربة و"هيجة العبد"، ومن بعد "نجد قُسِيم"، إلى مدينة تعز تُسَلَّم نقاط التفتيش إلى الشرطة العسكرية، لكن أغلب النقاط في هذا القطاع لم تُسَلَّم إلى الشرطة العسكرية حتى اللحظة.. نحن نَفَّذنا كل الاتفاقيات.

كان...

(مقاطعاً) بشأن حق جرائم حقوق الإنسان، التي اتهم فيها اللواء، نحن ردِّينا، وشكَّلنا لجنة للتقصي.. حتى أنه عندما قبضنا على شخص آخر، وجدنا من التحقيقات، من الاعترافات أنه في شخص آخر مدني، حاولنا تتبعه عن طريق الأمن التابع للواء، وتمّ القبض عليه، وسيتم إحالته للنيابة -إن شاء الله- في الأيام القادمة. وكما ذكرتُ، فقد تمَّ تشكيل لجنة من النيابة وقضاة، ومن أمن اللواء، ومن ناشطين، للتحقيق في القضايا التي وردتْ فيها اتهام للواء أنه انتهك فيها حقوق الإنسان، والذي سبق أن تمّ الرّد عليها، وإرسال نسخة منها إلى لجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن والمختصين بحقوق الإنسان، وأرسلنا لهم ردّاً بالعربي والإنجليزي، وأيضاً سنرسل لهم صورة من التكليف للجنة، التي شكّلناها للتقصي، وطلب إيضاحات بالأسماء المتهمين بجريم تعذيب وقتل المهمش. أيضاً أنا، في صفحتي في "فيسبوك"، عندما قتل ذلك المهمش بالتعذيب، قُلْتُ، في نفس التاريخ واليوم، إن اللواء سيقف مع الضعفاء، والمساكين، وسينفذ القانون، ولن يكون، ولن يحمي المتنفذين أو المخالفين للقانون ومرتكبي أيّ انتهاكات لحقوق الإنسان، ووعدتُ الناس أننا سأسلم المتهمين إلى النيابة، حتى أنه دخل بعض ناس وعلَّقوا في صفحتي، وقالوا، إنني لن أُنَفِّذ ذلك؛ من جيز الألوية التي ما يسلِّموا، واليوم الثاني سَلَّمنا المتهمين إلى النيابة.

الحلقة القادمة تتبع

* المصدر: يومية "الشارع"