الصفقة و الثمن- إطلاق مُفجِري جامع الرئاسة "إبراهيم الحمادي ورفاقه" واغتيال العميد الحمادي

السياسية - Saturday 21 December 2019 الساعة 10:47 am
مأرب/تعز/ المخا، نيوزيمن، هيئة التحرير:

أقل من شهر ونصف بين إطلاق خمسة متهمين رئيسيين في الجريمة الإرهابية الأكبر والأشهر، تفجير جامع الرئاسة، في صفقة خاصة بين الإخوان والحوثيين، واغتيال العميد عدنان الحمادي، وفي المسكوت عنه إعلامياً، يرد اسم إبراهيم الحمادي، العنصر الإخواني و"أحد شباب الثورة" بوصف كرمان والإخوان، وحيثيات مهمة على صلة.

في 18 أكتوبر الماضي، وضمن صفقة ثنائية؛ بين المليشيات الحوثية وحزب الإصلاح (الإخوان في اليمن)، حصرياً، تبرأت منها أوساط رسمية وحكومية في الشرعية، أطلق خمسة من المتهمين الرئيسيين في "جريمة القرن في اليمن"، تفجير جامع الرئاسة يونيو 2011.

وبينما يُحتجز هؤلاء الخمسة على ذمة قضية جنائية وجريمة إرهابية، سابقة على سنوات الحرب الأخيرة، بعدة أعوام، قيل إن الإطلاق تم وفقاً لاتفاق تبادل أسرى حرب بين الجانبين (..)، يومها كان السؤال الأهم وسط عاصفة الاحتجاجات والرفض والجدل، يبحث عن "الثمن"؟

غطى إعلام الجماعتين، الحوثيين والإخوان، الفعالية باهتمام بالغ، ورافقتها ولحقتها حلقات مخصصة وبرامج في القنوات الفضائية، بلقيس ويمن شباب والمسيرة والهوية، وغيرها من وسائل الإعلام.

وفي أحد التقارير، ظهر في فيديو مسجل المتهمون الخمسة المطلق سراحهم من قبل المليشيات الحوثية، وخصوصاً المدعو "إبراهيم الحمادي"، الذي تصفه توكل كرمان وقناتها وأوساط الإصلاحيين بأنه، "أحد شباب الثورة الشبابية السلمية"، كما هو الحال مع المتهمين الآخرين أيضاً.

اللافت يومها، كما ظهر في التلفزة، بقنوات الجماعتين، ظهر إبراهيم الحمادي، مصرحاً بالشكر، وحشر في السياق ودونما مناسبة أو رابط، اسم القائد العميد الركن عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، ويخصه بالشكر (..) في سياق موجّه ومقصود، وحمل رسائل ضمنية مباشرة استدعت الأسئلة والاستفهامات؟

انتقل المتهمون الخمسة إلى عهدة الإصلاحيين في مأرب. واحتفلت بهم وسائل ومنصات وأوساط الإخوان، باعتبار ما حدث نصراً يضاف لرصيد "الثورة الشبابية"، ولم تتأخر قناة الجزيرة القطرية عن المناسبة وشيعتها بطريقتها الخاصة.

بطريقة لا تخلو من التشفي والإنكاء نشرت كرمان في صفحتها بالفيسبوك: "شباب الثورة إبراهيم الحمادي ورفاقه المسجونين ظلما على ذمة تهمة تفجير المخلوع المخلوع علي صالح منذ ثمان سنوات أحرار طلقاء ولله الحمد:
1ابراهيم حمود محمد الحمادي
2شعيب محمد صالح البعجري
3عبدالله سعد عبدالله الطعامي
4غالب علي غالب العيزري
5محمد احمد علي علي عمر".

وخصصت قناة بلقيس المملوكة لها حلقات وبرامج، صدرت العنوان التالي: الإفراج عن إبراهيم الحمادي ورفاقه...". بالرغم من تواجد العنصر الرئيس والأبرز في المجموعة المتهم بإدخال المتفجرات إلى الجامع، أحد أفراد الحراسة الخاصة، عبدالله الطعامي، إلا أن التركيز هنا على إبراز وتصدير اسم الحمادي كان دالاً ومثيراً للتساؤلات، علاوة على التصريح الغريب المسجل له.

تطول وتتشعب التفاصيل والروايات حول خلفيات الصفقة الثنائية المشبوهة والمدانة وإطلاق متهمين بجرائم إرهابية تحت عنوان تبادل أسرى حرب (..)، وقيل في هذا عن دور مباشر لعبته توكل كرمان وقيادات إصلاحية وحوثية بوساطة عمانية وقطرية للوصول إلى الصفقة الفاضحة والتلبس العلني بالفضيحة، ولهذا سياق وموضوع آخر.

عودة للموضوع الرئيس هنا، نقلت لنيوزيمن، مصادر مطلعة ومقربة، في تلك الأيام، عن العميد الركن عدنان الحمادي، أنه علم عبر طرف ثالث، مقرب، عندما استفسره حول إبراهيم وتصريحه المتلفز الغريب وإقحامه اسم العميد في معرض الشكر على جهوده (..)، أن ابراهيم الحمادي برر الأمر (على لسانه) "بأنهم طلبوا منه أن يقول ذلك".

وعندما أثير الجدل إعلامياً كان أهم سؤال طرح وتجاهلته النقاشات الصاخبة، عامدة أو ساهية، هو: ما الثمن الذي سيدفع مقابل الصفقة؟!

يُشار في السياق، طبقاً لمصادر عليمة ومطلعة، مع نيوزيمن، إلى علاقة ربطت وتربط، متهماً رئيسياً في جريمة اغتيال العميد الحمادي، بإبراهيم الحمادي، وتعود إلى العام 2011 وما قبله، في العاصمة صنعاء. والحديث هنا عن مصطفى عبدالقادر، رئيس الإصلاح في المنطقة، وابن عم العميد الحمادي.