من الداخل: ما الذي يحدث في بعثة الحديدة؟

السياسية - Wednesday 25 December 2019 الساعة 10:26 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

وقائع مدوية وصادمة في شهادة مفصلة، عقب إهانة واحتجاز مراقبين أمميين قبل طردهم من مطار صنعاء، وحول ما يحدث في بعثة الحديدة، وبصدد شهادة وإفادة عملية تطيح ببقية مصداقية أممية وتدين التحركات كافة باتجاه الحديدة وموانئها بالتآمر مع سبق الإصرار، دولياً وأممياً وتواطؤ جميع المنخرطين في الأجندة النافذة.

كشفت مسئولة الاتصال بالبعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) تفاصيل واقعة امتهان وحجز وطرد مراقبين، من قبل المليشيات الحوثية، ومنعهم من دخول اليمن وإعادتهم من مطار صنعاء إلى الأردن.

كما سلطت الضوء على ظروف عمل وتواجد بعثة الحديدة على ظهر سفينة، كرهائن في قبضة إجراءات حصار واحتجاز حقيقي، ومصادرة أدوات وأجهزة حساسة وبيانات عمل وتقارير المراقبين.

وكشفت مسئولة الاتصال قيام مليشيا الحوثي بنهب معدات البعثة الأممية بعلم المبعوث الأممي مارتن غريفيث ورئيس البعثة الجنرال أبهيجيت جوها، وسط صمت وتضليل مطبق.

تزامناً، طلبت حكومتا السويد وسويسرا، سحب رعاياهما الأمميين الموجودين في صنعاء وعلى متن السفينة وفي الحديدة، نظراً للتهديدات والمضايقات التي يتعرضون لها من قبل مليشيا الحوثي، وتحميل الحوثيين مسؤولية سلامتهم، وفقاً لمتحدث.

>> الحوثيون يكثفون تحرُّكاتهم في ساحل اللُحيَّة وشبكات تهريب تستخدم أفارقة

واحتجزت المليشيات مراقبين دوليين في مطار صنعاء، ومنعتهم من الدخول، وأخضعتهم لمعاملة قاسية وظروف امتهان وإهانات، وصادرت أمتعتهم الخاصة والأجهزة الاتصالية، قبل أن تجبرهم على العودة بنفس الطائرة الأممية إلى العاصمة الأردنية، تحت التهديد بعواقب وخيمة حال العودة إلى اليمن، مرة أخرى.

ويتستر المبعوث الأممي ورئيس بعثة الحديدة، والأمم المتحدة، على الانتهاكات الخطيرة والممارسات الحوثية غير المسبوقة في حق البعثات الدولية، وهو ما ضاعف الشكوك وعززها بالشواهد حول طبيعة وخلفيات وأجندة عمل المهمة الدولية ونزاهة الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة.

إجراء- استدعاء رعايا

وأكد المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وضاح الدبيش، الأربعاء، طلب الحكومتين السويدية والسويسرية من رعاياها العاملين في المنظمات الدولية، وكذلك المتواجدين ضمن فريق لجنة المراقبة الأممي على تنفيذ بنود اتفاق استكهولم في محافظة الحديدة، إلى مغادرة اليمن.

وقال، إن عدد الدبلوماسيين العاملين ضمن فريق الأمم المتحدة، ويحملون الجنسيتين السويدية والسويسرية يبلغ 20 شخصاً، وقد طلب منهم جميعاً مغادرة البلاد.

وبحسب الدبيش، فإنه سيتم خلال اليومين المقبلين ترتيب طائرة خاصة من شأنها إعادة الدبلوماسيين السويديين والسويسريين إلى بلدانهم.

وقال وضاح الدبيش، يوم الأربعاء، لنيوزيمن، إن مسئولة الاتصال "كشفت عن حقائق يوميات الرهائن الأمميين، الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية، وسط صمت وتضليل المبعوث الأممي، عقب احتحاز ونهب وطرد وإذلال وإهانة سلطات مليشيا الحوثي في مطار صنعاء، لمسؤولة الاتصالات في البعثة الدولية لدعم اتفاقية الحديدة (أونمها)، مع اثنين من موظفي الأمم المتحدة، وتوقيفهم مدة ست ساعات، وإعادتهم إلى الأردن، ومصادرة أمتعتهم الخاصة وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية للبعثة".

وقال، ما اطلعنا عليه "في رسالة مطولة من مسئولة الاتصال، والتي كانت تجمعها علاقة طيبة مع ضباط الارتباط الأقدم على متن السفينة الأممية، كانت مفاجأة وصادمة لنا، أن يصل وضع البعثة الأممية للمراقبة وإعادة الانتشار، إلى درجة لم تحدث طيلة تاريخها ومنذ تأسيس الأمم المتحدة".

شهادة- حدث في مطار صنعاء

أفشت مسؤولة الاتصال: بعد التأكد ومطابقة صورتها واسمها بنسخة الكشف الذي كان بحوزة أحد عناصر مليشيا الحوثي، أوقفها لأكثر من ساعة مع اثنين من زملائها، وأبلغ شخصاً آخر، بطلب إبلاغ الطائرة بالانتظار، وبعد ذلك جاء مشرف مليشيا الحوثي في المطار، التف حوله ومعه مجموعة من العناصر الحوثيين، مدججين بالأسلحة، وبطريقة همجية قام عنصر منهم بسحبها وجرها، وشتمها، وقال لها المشرف: أنتي خطر يهددنا، ولن ينفعك أحد. وأخذ حقيبتها النسائية الخاصة، وبعد تفتيشها أعادوا لها الحقيبة فارغة، بعد أن أفرغوا منها النقود تقدر بحوالى 800 دولار، ومفكرة وساعة، وأقلام ومواد تجميل نسائية بسيطة ورخصة قيادة".

وفي صالة المطار انتظرت فيما زميلاها بعيدان عنها، حيث منعوهما من الجلوس معها، ثم "قامت بإجراء اتصال من هاتف الثريا بالجنرال الهندي أبهيجيت جوها، وأبلغته بالحادثة، رد عليها: لا أستطيع عمل أي شيء، عليك أن تتماشي معهم والانصياع لما يطلب منك من قبلهم، فهؤلاء لا أحد يحكمهم".

وقالت إن "جوها شخصية ضعيفة، يهاب عناصر مليشيا الحوثي، ولو يريد شيئاً يبقى يترجاهم ويتوسلهم ويطري عليهم بأحلى العبارات، بعكس الجنرال السابق لوليسغادر والأسبق باتريك، لم أرهما أبداً بذلك الضعف والخوف، مما جعل طاقم البعثة الأممية في ضعف وذل، ولا نستطيع فرض أي موقف أو القيام بأي عمل خارج السفينة، وزادت نبرة مليشيا الحوثي تجاهنا بشكل مخز ومهين".

بعدها أجرت اتصالاً مع مكتب المبعوث الأممي "أشكو وضعي ووضع زملائي، ولكن للأسف، لم يتجاوب أحد... فبعد تخلي الجنرال ومكتب المبعوث الأممي ومرور أكثر من ست ساعات، ومصادرة كل أغراضي وأغراض زملائي، ومصادرة أجهزة ولابتوبات وهواتف وسجلات البعثة والكثير من الأصناف لا يسعني ذكرها، جاء لي عدد من العناصر وأبلغوني بالعودة على نفس الطائرة مع زملائي وسحب التأشيرة، كما أبلغوني بعدم العودة تحت أي مبرر: هذا المرة مشيناها، الثانية كلام آخر".

يقول المتحدث: "بعد عودتها إلى الأردن، تم إشعارها بقرار بفصلها من العمل بشكل نهائي، لما أقدمت عليه من الكشف عما جرى لها، وإيصال الحادثة إلى الطرف الحكومي".

شهادة- يحدث في بعثة الحديدة

وهنا روت لنا أحد المواقف، عندما قامت مليشيا الحوثي بنهب ومصادرة أجهزة ومعدات وسجلات هامه جدا، بوجود الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، والذي لم يحرك ساكنا، ولم يكلف نفسه حتى بسؤالهم حتى ولو مجرد سؤال.

ووفقاً للشهادة وإفادة مسؤولة الاتصالات بفي بعثة الحديدة:

1. في حوالي الساعة 11.00، قافلة مكونة من (4) مركبات تابعة للأمم المتحدة قادمة إلى UNFV أنتاركتيكا، تم إيقافها في بوابة ميناء الحديدة الرئيسي، قادمة من فندق (Taj Awsan ) -تاج أوسان- في المدينة، بعد تفتيش كل من الموظفين والأمتعة والمعدات الرسمية للبعثة في صندوق تضم العناصر التالية التي تم ضبطها:

أ. لينوفو كمبيوتر محمول مع شاحن والماوس.
ب. أربعة (4) هواتف محمولة من Huawei مزودة بشاحن واحد يستخدم للدوريات.
ج. واحد (1) شاحن سامسونج.
د. واحد (1) هاتف يعمل بالاقمار الصناعية مع شاحن.
ه. أربعة (4) أجهزة راديو محمولة باليد مع أربعة (4) أجهزة شحن تستخدم في الدوريات.
و. كتاب أزرق واحد يستخدم لتسجيل الحوادث.
ز. مجلدان صغيران للتسجيل (أخضر وأزرق).
ح. الخريطة والوثائق الورقية.
أنا. دبابيس مع دفتر صغير وورقة التوقيع.

2. السبب المعطى، هو أن حراس الموانئ لم يكونوا على علم بأنه قد تم تطهير هذه العناصر لتأتي إلى السفينة. ومع ذلك، تم تفتيش تلك الأشياء نفسها عند البوابة في 16 ديسمبر 2019، عندما كان بعض موظفي UNMHA ينتقلون إلى الفندق في المدينة لحضور UNFV - الإبحار للاجتماع المشترك السابع للجنة تنسيق إعادة الانتشار (RCC)، والذي اتخذ مكانا في المياه الدولية في 18-19 ديسمبر 2019.

3. الحادث يمثل انتهاكًا خطيرًا لأمن المهمة. بسبب مصادرة المواد المدرجة من UNMHA، ولا سيما أ ، و ، ز ، ح ، وسلطة الميناء وكذلك يمكن لجهاز الأمن في الطرف 2 الوصول إلى المعلومات الرسمية للبعثة والمستندات. بالإضافة إلى الحوادث المدرجة في الكتاب الأزرق، وهذا يشمل أيضا الحساسية وبيانات سرية على الكمبيوتر المحمول الخاص بالبعثة، إذا تم الوصول إليها؛ البيانات الموجودة على الكمبيوتر المحمول.

انكشاف أجندة

يقول لنيوزيمن، المتحدث، الدبيش: "تتجلى لنا حقيقة المبعوث والجنرال وبعثة المراقبة، وحقيقة الادعاء بأنهم وسطاء ورعاة السلام والاتفاق، اليوم نرفع الشكوك والطنون، نضيف دليلا لا يحتاج إلى تأويل".

مضيفا: "فمن ليس بمقدوره حماية نفسه وممتلكاته، عليه أن يخبرنا كيف يستطيع أن يحمى غيره؟".

وتابع المتحدث: "ما بين أيدينا، يمثل دليلاً مادياً إضافياً؛ يؤكد للمجتمع الدولي، كذب وزيف المبعوث الأممي، في جميع إحاطاته، بأنه جاء لإنقاد الحوثيين وليس لإنقاد المدنيين، كما يعكس بؤس وضع المبعوث الأممي والجنرال الراهن".

وقال: "اليوم يقف المبعوث الأممي عائقاً أمام تنفيذ الاتفاق، وما تتشبت به الأمم المتحدة التي أدارت هذه اللعبة، ليس في سياق السلام وإنما تنفيذ أجندة خاصة به".