مخيم الشاذلي بالمخا.. حكاية أخرى لمآسي حرب المليشيات الحوثية

المخا تهامة - Sunday 19 January 2020 الساعة 07:58 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

على رابية ترابية بالقرب من مسجد الشاذلي، أحد أقدم وأكبر المساجد التاريخية في مدينة المخا، يقع مخيم لنازحين فروا من لهيب المعارك قبل سنتين في البرح ومنطقة شمير بمديرية مقبنة.

يسكن في المخيم الذي أحيط بسياج من أعواد أشجار السمر التي حشت بينها أجزاء صغيرة من الأعواد وأشجار شوكية صغيرة لحجب الرؤية ومنع دخول الأتربة، نحو 65 أسرة.

تقول إحدى نساء المخيم لنيوزيمن، إنها فرت مع أسرتها قبل سنتين من قريتها الريفية في منطقة شمير بمديرية مقبنة، 

والتي لا تزال خاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، خشية أن يقع أحد أفراد أسرتها ضحية للاعتقال. 

تضيف، إن مليشيات الحوثي تعتقل أي شخص دون سبب، مما دفع أسرتها للهرب إلى المخا، للنجاة من سطوة المليشيات المرتبطة بإيران.

وتوضح، أن النازحين يشعرون بالأمان في المناطق المحررة، كما أن سكان المخيم يحصلون على حصص غذائية منتظمة يقدمها برنامج الغذاء العالمي بشكل شهري على عكس المناطق الواقعة تحت سلطة المليشيات والتي تتعرض للنهب وسرقة الحصص الغذائية المخصصة للفقراء. 

وحصل سكان المخيم، على فرش وبطانيات من إحدى المنظمات قبل أشهر فضلا عن مبلغ مالي، فيما قامت منظمة أخرى ببناء دورات للمياه بعد أن كان سكان المخيم يقضون حاجتهم في العراء.

وبنيت مساكن المخيم من ألواح الخشب، فيما بنيت أخرى من أعواد الأشجار والقش مما سمح للأكياس البلاستيكية التي جلبتها الرياح من سوق شعبي مجاور بالالتصاق بها.

وقال رجل يبدو أنه في الستين من العمر، وهو يغادر المخيم، إن الخيام لا تصلح لطقس المخا المتقلب بتاتا، حيث يشهد في أشهر عدة رياحا قوية تؤدي إلى اقتلاعها.

يضيف، إن عدم استقرار الخيام في مكانها، دفع سكان المخيم إلى استبدالها بالعشش، وهي طريقة شائعة الاستخدام في بناء المساكن بالساحل الغربي.

ويوجد إلى جانب مخيم الشاذلي في المخا، مخيمات عدة لنازحين قدموا من محافظتي تعز والحديدة، لكن بعض سكان المخيمات عادوا إلى مناطقهم بعد تحريرها من مليشيات الحوثي.

وعصفت الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي بحياة آلاف الأسر، ودفعت بهم إلى التشرد والنزوح، فيما جعلت ملايين اليمنيين يواجهون خطر الجوع نظرا لانعدام الأعمال وتوقف صرف المرتبات.