احتدام دامٍ.. إدلب تحبس أنفاس العالم من خطر حرب كبرى (موسع)

السياسية - Friday 28 February 2020 الساعة 01:02 pm
نيوزيمن، (أ.ف.ب، رويترز، إعلام روسي):

ضربة إدلب التي تلقتها القوات التركية بخسائر 33 جنديا طالت الليرة التركية لتهوي بها لأدنى مستوى لها منذ عام ونصف وتسارعت التداعيات العسكرية والسياسية في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى وتبودلت اتهامات وتحذيرات روسية تركية غير مسبوقة.

وتقاطعت مواقف غربية والناتو مع أنقرة لكن الحذر الشديد كان السائد ما دفع أردوغان للتهديد بورقة النازحين واللاجئين السوريين لاجتياح أوروبا لكن اللحظات الأخيرة فقط شهدت بادرة تهدئة أولى من نوعها خلال مكالمة بين بوتين وأردوغان.

مكالمة.. تهدئة!

في الأخير من التطورات المستجدة قال الكرملين، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف التوتر وإعادة الوضع لطبيعته في شمال غرب سوريا.

ووفقا لنص المكالمة، قال الكرملين إن بوتين وأردوغان اتفقا على ترتيب اجتماع رفيع المستوى لبحث الوضع في محافظة إدلب السورية التي قال الرئيسان إنها مبعث ”قلق بالغ“.

سجال التهديدات والتحذيرات

وقد توعد مسعود حقي، مستشار الرئيس التركي، روسيا بانتقام رهيب وباحتمال نشوب صدام قاس بينها وبين تركيا بسوريا، وذكّرها بالحروب الماضية بينهما وبأن بلاده مستعدة لمواجهة عسكرية جديدة معها.

>> أردوغان يغرق في إدلب.. خسائر موجعة للجيش التركي وغضب روسي (مُحَدّث)

ووفقا لـ Regnum أعلن حقي في بث مباشر على أثير تلفزيون A Haber: "أن تركيا قاتلت روسيا 16 مرة في التاريخ، وكانت مستعدة لدخول الحرب مرة أخرى. وذلك تعليقا على الغارة الجوية للقوات السورية على مواقع المتشددين في محافظة إدلب في سوريا، والتي قتل فيها 33 عنصرا من القوات التركية وجرح 32 آخرون.

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه لا حلول وسط مع الأرهابيين في سوريا، مشددا على ضرورة تطبيق الاتفاقات المبرمة بشأن إدلب.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره من لوكسمبورغ جان أسيلبورن في العاصمة الروسية اليوم، إن موسكو تبقى ملتزمة بما اتفق عليه رئيسا روسيا وتركيا بشأن إدلب، بما في ذلك فصل المعارضة عن الإرهابيين، وأن المشكلة تكمن في ترجمة الاتفاق حول إدلب على أرض الواقع.

وفيما يتعلق بسقوط ضحايا بين الجنود الأتراك في إدلب السورية جراء قصف للجيش السوري أمس الخميس، أكد لافروف أن وزارة الدفاع الروسية لم تتلق معلومات من تركيا حول وجود عسكرييها بالمنطقة المستهدفة.

وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن نائب بارز بالبرلمان الروسي يوم الجمعة أن أي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق في منطقة إدلب السورية ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها.

ونقلت الوكالة هذا التحذير عن فلاديمير زباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الأعلى بالبرلمان.

فصول دامية وخطرة

التصعيد الخطير بين قوات تركيا في إدلب والجيش السوري النظامي شهد فصلاً دمويا جديداً في الساعات الأخيرة، حيث قالت مصادر سورية إن قصفاً تركياً قتل 16 عسكرياً من قوات نظام الأسد قبل ظهر الجمعة (28 شباط/فبراير 2020). 

>> صحافة روسيا تصعِّد: أردوغان فضّل الإرهابيين على السياح

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش التركي نفذ قصفاً برياً بالمدفعية الثقيلة وبطائرات مسيرة في محيط محافظة إدلب بشمال غرب البلاد اسفر عن مقتل 16 جنديا من قوات النظام السوري وذلك ردا على مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في غارات جوية تقول أنقرة إن قوات النظام السوري نفذتها. 

وقالت وكالة أنباء الأناضول نقلا عن وزير الدفاع التركي: "الطائرات المسيرة والقوات البرية التركية استهدفت أكثر من 200 من أهداف الحكومة السورية بعد هجوم إدلب". وذلك رداً على الهجوم السوري.

وفي إطار الصعيد العسكري الأخير، قالت روسيا اليوم الجمعة إنها ترسل سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز (موجهة) إلى المياه قبالة الساحل السوري وألقت باللوم على أنقرة في مقتل 33 جندياً تركياً في منطقة إدلب السورية أمس. وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن نائب بارز بالبرلمان الروسي اليوم الجمعة أن أي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق في منطقة إدلب السورية ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها. ونقلت الوكالة هذا التحذير عن فلاديمير زباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الأعلى بالبرلمان.

من جانبها، حضت تركيا الجمعة المجموعة الدولية على إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات. وقال مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون إن "المجموعة الدولية يجب أن تتخذ إجراءات لحماية المدنيين وإقامة منطقة حظر جوي" في منطقة إدلب.

الناتو والاتحاد الأوروبي؟

أوروبياً، قال جوسيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة إن التوتر في منطقة إدلب السورية قد يتصاعد إلى صراع دولي كبير مضيفاً أن التكتل سيدرس كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه الأمنية. 

وكتب بوريل على تويتر قائلاً "التصاعد المستمر حول إدلب يجب أن يتوقف على الفور. هناك خطر من الانزلاق نحو مواجهة عسكرية دولية مفتوحة. هذا يتسبب كذلك في معاناة إنسانية غير محتملة ويعرض المدنيين للخطر". وأضاف "يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى خفض التصعيد على وجه السرعة ويعبر عن أسفه لجميع الخسائر في الأرواح. يدرس الاتحاد الأوروبي كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه الأمنية. نحن على اتصال مع كافة الأطراف المعنية".

في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن ممثلي الدول الأعضاء في الحلف سيعقدون اجتماعاً طارئاً الجمعة لبحث الأزمة السورية بعد تطورات الأمس. وقال الحلف في بيان إن "مجلس حلف الأطلسي الذي يضم سفراء كل الدول الأعضاء الـ29 سيجتمع الجمعة في 28 شباط/فبراير بطلب من تركيا لإجراء مشاورات بموجب المادة 4 من اتفاقية واشنطن التأسيسية، حول الوضع في سوريا".

وبموجب المادة 4 يحق لأي عضو في الحلف طلب محادثات حين يرى تهديداً "لوحدة وسلامة أراضيه، واستقلاله السياسي أو الأمني". وهي منفصلة عن المادة 5 من معاهدة حلف الأطلسي التي تنص على أن "أي هجوم مسلح على دولة عضو أو عدة أعضاء في أوروبا أو أميركا الشمالية يجب أن يعتبر هجوماًَ على جميعها".

وكان ستولتنبرغ دان في وقت سابق "الضربات الجوية العشوائية التي شنها النظام السوري وحليفته روسيا" داعياً كل الأطراف إلى "وقف التصعيد".

ضربة إدلب تهوي بالليرة التركية

وفي خضم الصراع التركي ـ السوري على إدلب، انخفضت الليرة التركية لأدنى مستوى في 17 شهراً اليوم الجمعة وحظرت جهة تنظيمية البيع على المكشوف لكل الأسهم التركية لمدة يوم. وقالت أنقرة إنها لم تعد تمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا. وبلغت الليرة 6.2475 مقابل الدولار بحلول الساعة 0633 بتوقيت غرينتش، لتتراجع 0.65 بالمئة مقارنة مع إغلاق عند 6.2080 أمس الخميس، مما يصل بخسائرها منذ بداية العام الجاري إلى نحو خمسة بالمئة. والعملة عند أدنى مستوياتها في التعاملات الاعتيادية منذ أيلول/سبتمبر 2018. وفي "انهيار وجيز" في التعاملات الآسيوية في 26 آب/أغسطس من العام الماضي، بلغت الليرة لفترة قصيرة مستوى 6.47 حين كانت السيولة شديدة الانخفاض.

وقال مجلس أسواق رأس المال في تركيا إنه حظر البيع على المكشوف لجميع الأسهم المدرجة في بورصة إسطنبول اليوم. واتخذ المجلس خطوات مماثلة في السابق في أوقات ارتفاع التقلبات بما في ذلك في العام الماضي.