مفوضية اللاجئين.. أرقام مخيفة عن النازحين في العالم بسبب استمرار الحرب والاضطهاد

متفرقات - Saturday 29 February 2020 الساعة 09:49 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

تعتبر اليمن من أسوأ الدول التي تعاني عدم الاستقرار وغياب الأمن خلال العامين الأخيرين على الأقل، حتى وإن لم تفرد التقارير والجهات الدولية صفحات واسعة لهذه المعاناة.

إلا أن ذلك لا يمنع أن تفصح جميع الأطراف اليمنية، بأن البلد واقع في كارثة إنسانية غير مسبوقة، بسبب تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية، وعدم إتاحتها أي فرصة للتعايش السلمي بين المكونات اليمنية والنسيج الاجتماعي.
بين يدينا تقرير مخيف حول النزوح القسري منه، وطلبات اللجوء حول العالم، والهروب من الوضع الصحي والاقتصادي وغيره.

الاتجاهات العالمية والنازحون
بحسب تقديرات وتقارير الأمم المتحدة السنوية، ومفوضية اللاجئين، فإن عدد النازحين حول العالم تجاوز حاجز الـ70 مليون شخص، أي أن النزوح وبحسب تقرير "الاتجاهات العالمية" السنوي تضاعف خلال 20 عاما الأخيرة بشكل كبير.

وقد كتب (أدريان ادواردز) في جنيف حول النازحين بتاريخ 19 يونيو/ حزيران 2019: "مرة أخرى تدفع الحروب والعنف والاضطهاد أعداداً قياسية من الناس خارج ديارها في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقاً لآخر دراسة سنوية صدرت اليوم عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقد أشار بالتفصيل التقرير السنوي الصادر عن الاتجاهات العالمية إلى أن عدد النازحين بشكل قسري بلغ حاجز الـ70.8 مليون طفل وامرأة ورجل بنهاية 2018م، مؤكدا بأنه أعلى مستوى شهدته المفوضية منذ 70 عاما على بداية تأسيسها.

معدلات لجوء عالية
بحسب ما نشرته مفوضية اللاجئين على صفحتها في تويتر فإن هذا العدد يعتبر ضعف ما كان عليه الأشخاص المسجلون قبل 20 عاما، وبزيادة قدرها 2.3 مليون عن العام الماضي، وهو أكبر من عدد سكان تايلاند.
التقرير أبدى قلقه من هذه الأرقام، معتبرا أنها قد تكون غير صحيحة وتقديرية، بمعنى أن هناك اعدادا أكثر.

واستند في ذلك إلى أزمة "فنزويلا" والتي تنعكس أرقامها جزئيا على المجموع العام، حيث إن هناك حوالى 4 ملايين فنزويلي غادروا بلادهم ما يجعلها تتصدر قائمة أعلى دولة حدث فيها نزوح في الأيام الأخيرة.

التقرير أورد قصصا عديدة لعائلات نزحت إلى البرازيل ودول أخرى بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان المتفاقمة.
وقد علل الكثير من المهاجرين أو النازحين خروجهم بسبب نقص الأدوية والأطباء وهو ما يؤدي إلى وفاة الأطفال يوميا.

البحث عن الأمان
وتضيف المفوضية، إنه وعلى الرغم من أن أغلبية هؤلاء الجموع بحاجة إلى حماية دولية خاصة باللاجئين، إلا أنه حتى يومنا هذا لم يتخذ سوى نصف مليون شخص فقط الخطوة من أجل التقدم بطلب رسمي للجوء.

ويشير التقرير في هذا الخصوص، بأن عدد الزيادة في هذه الأرقام بحسب فيليبو غراندي المفوض السامي، يؤكد على الاتجاه المتزايد لعدد الأشخاص الباحثين عن الأمان نتيجة للحروب والصراعات.

ويضيف غراندي بأنه على الرغم من أن اللغة المحيطة باللاجئين والمهاجرين، غالباً ما تكون مثيرة للشقاق، إلا أنها ليست كلها قاتمة، لافتا إلى الدور الكبير في مسألة الكرم والتضامن خاصة من جانب المجتمعات التي تستضيف أعداداً ضخمة من اللاجئين.

وأكد في السياق نفسه بأن هناك مشاركة غير مسبوقة من قِبل جهات فاعلة جديدة، في مجال التنمية، والشركات الخاصة، والأفراد، الأمر الذي لا يعكس روح الميثاق العالمي بشأن اللاجئين فحسب، بل يعمل على تحقيقه أيضاً بحسب قوله.

وختم حديثه بأنه ينبغي أن يبني على هذه الأمثلة الإيجابية، وأن تضاعف الجهود تضامنا مع الآلاف من الأبرياء الذين يضطرون للفرار من ديارهم كل يوم.

الفرار بسبب الحرب والاضطهاد
التقرير أشار إلى سعي الميثاق العالمي الذي صدقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تقاسم أكثر إنصافاً للمسؤولية بشأن استضافة ودعم اللاجئين، مبينا أن 80% من هؤلاء اللاجئين يعيشون في بلدان مجاورة لموطنهم الأصلي.

كما أورد أنه وضمن العدد البالغ 70.8 مليون شخص والمثبتة في تقرير الاتجاهات العالمية، هناك ثلاث مجموعات رئيسية أهمها اللاجئون؛ وعرفهم بأنهم الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بلدانهم بسبب الصراعات أو الحروب أو الاضطهاد.

وقد حدد بأن عدد اللاجئين بلغ في العام 2018 ما مجموعه 25.9 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بزيادة وصلت إلى 500,000 شخص عن عام 2017.

ويشمل هذا العدد 5.5 مليون لاجئ فلسطيني ممن ينضوون تحت ولاية الأونروا، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

عقبات تعترض أحلام العودة
وعموما يؤكد التقرير بأن هناك نحو 13.6مليون شخص من النازحين حديثاً، وهو ما يعادل عدد سكان طوكيو، وأكثر من عدد سكان موسكو ومانيلا. المجموع هذا شمل 10.8 مليون نازح و 2.8 مليون لاجئ وطالب لجوء.

وختم التقرير بأن الحل الأفضل بالنسبة للاجئين هو أن يكونوا قادرين على العودة إلى ديارهم طواعية، وبأمان وكرامة، وهو حلم أيضا لكثير من السوريين على سبيل المثال؛ لو لا أن العودة تشكل عائقا بسبب الصراع المستمر، ونقص فرص العمل والأدوية والغذاء.