دار عبادي للنشر.. تجربة استثنائية وخبرة تجاوزت كل الإخفاقات والصعوبات

السياسية - Tuesday 10 March 2020 الساعة 07:29 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

يعد دار عبادي للنشر والتوزيع الذي تأسس في مدينة عدن قبل أكثر من 120 عاماً من أقدم وأهم دور النشر في اليمن وعلى مستوى الجزيرة العربية.

وقد خاض الدار تجربة فريدة فيما بعد الوحدة اليمنية 22 مايو 1990م، بعد انتقاله إلى العاصمة التاريخية صنعاء وتحديداً في العام 94م.

وشهدت حركة النشر نشاطا غير معهود من خلال هذا الدار بقيادة الأستاذ/ نبيل عبادي، وهو بالمناسبة باحث زراعي، تعامل مع آلاف الكتَّاب والجهات الحكومية والخاصة خلال أكثر من 20 عاماً.

مساهمات خالدة

يقول عنه الروائي وجدي الأهدل صاحب رواية قوارب جبلية، العمل الذي أحدث ضجة وصلت حتى رئاسة الجمهورية، وتدخل فيها صاحب نوبل في الآداب الألماني غونتر غراس.

"لقد ساهم مركز عبادي للدراسات والنشر في الحركة الٲدبية اليمنية عن طريق نشر آلاف العناوين في الشعر والقصة والرواية والنقد.

وأضاف، في ذات السياق، "كذلك جيل التسعينيات الٲدبي يدين بالكثير لمركز عبادي، حيث ساهم في نشر كتب التسعينيين، وتثبيت ٲسمائهم في المشهد الٲدبي".

يعتقد البعض أن البيئة التي وفد منها عبادي ساعدته كثيرا في التعامل مع الآخرين بدقة، إلى جانب خبرته العريقة في هذا المجال، ومعرفته بخباياه، حيث حمل الرجل عقلية تجارية جيدة إلى جانب وعيه بأهمية الكتاب وطباعته، وإدراكه لوضع الكتاب والمؤلفين.

الكاتب والروائي سمير عبد الفتاح ذكر بأن "العديد من الأدباء استطاعوا أن يرو اشتغالتهم الأدبية وقد طبعت في كتاب".

وأضاف "وربما بسببه ظهرت العديد من الأسماء، أو على الأقل استمرت في الكتابة؛ في ظروف إبداعية صعبة، هيمنت على الكتابة والنشر".

مشروع لا يتكرر

إذًا هو مشروع لن يتكرر على المستوى الفردي، فقد برز بصورة مشرقة، ومد جسور التواصل مع المبدعين من كل الأجناس والأطياف والباحثين بشكل لافت.

لقد استطاع عبادي بمفرده أن ينجو من أي سقوط أو إخفاق يضعه في خانة الدور الفاشلة، فحين تحترم نفسك، وتقدس عملك، وتهاب الإخفاق، وتقدر تحمل المسؤولية، سوف تحترم الآخرين، لن تخلف وعدا، ولن تحرف اتفاقا، ولن تكون إلا أنت.

انقطاع الكهرباء أوقف مشروع الطباعة

من يقترب من نبيل عبادي، التاجر الذكي، والمثقف الواعي، سيعرف قيمة أن تكون صاحب دار نشر ملتزما أمام الآخرين بإنجاز الأعمال أولا بأول وبدقة متناهية.

وفي سؤال تم طرحه قبل فترة حول مستقبل الدار، أكد عبادي أنه سيقوم بوضع المكتبة كوقف تتبع وزارة الثقافة.

أما عن العوامل التي عرقلت استمرار المشاريع فإن عامل توقف التيار الكهربائي في السنوات الأخيرة وتطور الأحداث السياسية قد أجبر الدار على التوقف.