جنسيات عدة استقرت وانصهرت بمجتمع المخا تروي تاريخ المدينة العريقة

المخا تهامة - Tuesday 10 March 2020 الساعة 07:41 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

منذ أن وطئت قدما المتصوف أبو بكر الشاذلي، مدينة المخا في القرن الخامس عشر، أخذت المدينة شهرتها في تصدير البن اليمني إلى العالم، وشكلت منطلقاً للتجارة عبر قرون من الزمن.

جذبت شهرة ميناء المخا الذي صدر ذهب اليمن الأخضر للعالم، عدداً من تجار آسيا والهند والأوروبيين الذين اتخذوا من مدينة القهوة مقراً لإدارة أنشطتهم التجارية.
تنوعت جنسيات من استقروا في المخا ولم يغادروها مثلما هو حال كثير من المدن الساحلية من الهندية والتركية والإفريقية.

سفيان شاكر، أحد أحفاد تاجر هندي، استقر به المقام في المخا واشترى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية شرق المدينة، فمكثف في المخا وتزوج منها، آنذاك، وخلف أبناء قبل أن يصل نسله اليوم إلى سفيان وأبناء عمومته.
يروي سفيان شاكر لنيوزيمن، تاريخا حافلا عاشه وتعايشه مع أجداده وتاريخ الحركة التجارية التي كانت تزخر بها المخا كواحدة من أهم المدن التي عاش فيها سكانها رفاهية معيشية قبل أن تذهب عنها الطفرة التي شهدتها مدينة القهوة.

يؤكد سفيان أنه مخاوي عريق، لكنه لا يخفي أصوله الهندية البتة، كون هذه الميزة تظهر في ملامحه الهندية إلى حد كبير ويسهل تمييزها.

سفيان، الرجل الهادئ والمتزن، يشع حكمة كلقمان، يوثق أحداث المدينة ويفهم تفاصيلها ومكوناتها الأسرية يقول، إن
التزاوج الهندي ظل حتى وقت قريب ما قبل الحرب اللعينة، منها زوجان هنديان تزوجا فتاتين مخاويتن واحدة منهما خلفت طفلاً من زوجها الهندي وهو الآن يترعرع في إحدى حارات المخا، والأخرى لم يعد زوجها مع الحرب.

يشرح سفيان، عدد من الأسر التي ذابت وانصهرت في المجتمع المخاوي ولم يعد يميزها من أصولها سوى الاسم منها أسر هندية وأسر تركية وحبشية وصومالية وجيبوتية.
وبحسب سفيان، فإن عدد الأسر من أصول هندية وصل إلى 700 أسرة، ينتمي أفرادها إلى ثلاث عائلات هي: عائلة شاكر، وعائلة الشامي، وعائلة سندرس، وكثير من أفراد تلك العائلات ظلوا يرتدون الزي الهندي حتى وقت قريب.

ربطت تلك الأسر علاقات مصاهرة مع الأسر اليمنية، واحتفظت بتراثها وعاداتها ما هو متعلق بالاحتفال بالأعياد، مثل عيد الشعبانية، وعيد الرشاش، وما هو مرتبط بالزواج والطقوس المصاحبة له.

كما توجد عائلات أخرى من أصول تركية وحبشية وجيبوتية بعدما استقر فيها الأجداد الأوائل عندما ذاع صيت المخا كميناء تجاري هام يصدر أشهر مشروب شعبي للعالم.
تبقى المخا بتنوعها مدينة مشرقة وقبلة كمكة لأناس مختلفة جاءت من أصقاع المعمورة، تزاوجت وانصهرت مع نسيجها الاجتماعي مكونة مجتمعاً حضارياً ومتعايشاً مع المكونات الأخرى.