المخا.. الأزيب يزداد ضراوة ببلوغه 65 عقدة ونازحو المخيمات الأكثر تضرراً

المخا تهامة - Friday 13 March 2020 الساعة 06:18 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

قبل ظهيرة يوم الجمعة، كان المارة وسائقو الدراجات النارية في شوارع المخا يحاولون تجنب استنشاق الغبار الذي تجلبه الرياح القوية، عبر تغطية وجوههم بقطع قماشية، لكن عاصفة اليوم كانت شديدة الضراوة ومن الصعب تجنبها، إذا ارتفعت سرعة الرياح إلى 65 عقدة في الساعة.

رياح الأربعينية، كما يحلو لأبناء المخا والصيادين تسميتها، تبدأ في الثالث من مارس، وهي أيام تشهد فيها هبوب رياح عاتية محملة بالأتربة والحصى الرملي وتحول المخا إلى مدينة وكأنها وسط إعصار.

بالنسبة للسكان يظل الخروج للأسواق أمرا ضروريا من أجل التبضع وشراء حاجيات الأسرة، وهو شيء اعتادوا عليه منذ سنوات، لكن البعض ممن وفدوا حديثا إلى المخا يفضل البقاء في المنزل تجنبا لاستنشاق الهواء الملوث بالغبار.

أكثر المتضررين هم النازحون الذين يعيشون داخل خيام لا يمكنهم منع الرياح من دخولها، فتتشارك الأتربة وجباتهم الغذائية.

يقول عبدالله محمد، نازح فر من بطش مليشيات الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمديرية مقبنة، إن الرياح المحملة بالأتربة تحول حياتهم إلى جحيم، فعلاوة على اختلاطها مع مأكلهم ومشربهم وأثاثهم المتواضع، فإنها تهدد خيمهم بالاقتلاع.

ويرى أن ذلك يمثل تهديدا حقيقيا بفقدان مساكنهم البسيطة، ويحول حياتهم إلى عذاب إضافي لما يعانونه كنازحين، ولذا يبقون طوال ساعات ممسكين بها من الداخل والتردد على تثبيتها في الخارج بالحجارة والاوتاد الإضافية حتى لا تذهب بها الرياح بعيدا.

محمد، الذي ينقل صورة قاسية عن وضع المخيمات في المخا بسبب الرياح وكيف حولت مساكنهم إلى أكوام من الأتربة، يطالب بوضع حل جذري للنازحين أو بعمل مصدات أو جدران بطول مترين من ناحية الجنوب.

الآراء، التي أخذت حول الازيب أو أبو علي كما يطلق عليه في مناطق الساحل في لقاءات سابقة، تشدد على أهمية تشجير المناطق القاحلة جنوب المخا خصوصا في الزيادي، لتشكل حزاما ومصدات طبيعية تمنع انتقال الرياح المحملة بالغبار والحصى الرملي وتحمي المخا من آثارها السيئة.