في ضيافة عرس مخاوي

المخا تهامة - Monday 23 March 2020 الساعة 09:40 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

تصدع مكبرات الصوت بالأغاني الراقصة في وقت ما قبل ظهيرة يوم الخميس، فيما يجلس العريس والزميل عبدالسلام بقاص فوق كرسي بجسد نصفه الأعلى عاريا وقد غطى بالحنا، أما أصدقاؤه الذين حضروا لمشاركته فرحته فقد صبغوا رؤوسهم بالحنا أيضا.
يحضر ما يسمى "الريس" ويلف قطعة قماس حول عنق العريس ويبدأ باستقبال تبرعات الحاضرين، إنها حصته من الأموال لقاء الجهد الذي بذله في مساعد العريس ببعض الأعمال.
في المخا، ومناطق الساحل يدفع الطقس المشمس لإحياء الاحتفال بالعرس ليلا، ويحضر الجميع في باحات عامة، فيما يجلس العريس فوق كرسي خشبي للسلام عليه، ومناولته الرفد، أو الوليمة كما تسمى في مناطق أخرى وهي مبالغ مالية تقدم كمساعدة للزوج، ثم يستمر الحاضرون في مضغ القات حتى منتصف الليل.
عندما يحين موعد الزفاف، تطلق أبواق السيارات والألعاب النارية حتى دخول العروسة بيت الزوجية وتتجمع قريبات العريسين ويبدأ احتفال آخر يتم خلاله تناول قطع الكعك وأخذ الصور التذكارية، وهي طقوس بأوقاتها الطويلة مجهدة لكلا العريسين.
في صباح اليوم التالي يذهب العريس إلى عمته للسلام عليها، وتذبح الذبائح ويعد طعام الغداء وتوجه العزومة للأقارب والأصدقاء وأهل العروسة، على خلاف الأعراس في مناطق أخرى حيث يتشارك الحاضرون طعام الوليمة في يوم الزفاف.
يقال إن مجتمع المخا تخلى عن عادات كثيرة تتعلق بالزواج، لتختزل في أشياء بسيطة، حيث يدفع الوضع الاقتصادي الصعب المتزوجين إلى إلغاء كثير من مظاهر البذخ.
ما كان مثيرا للإزعاج هو إطلاق الأعيرية النارية بكثرة، وهو سلوك يتنافى مع التوجهات القاضية بدفع الناس للتخلي عن تلك العادة السيئة، والتي قد تلحق الضرر بسكان آخرين في أحياء مجاورة.
وبعد سنوات قضاها منشغلا بأعمال تنظيمية ربما أنسته حاجته للزواج، يختم بقاص حياة العزوبية بفرحة لا تخصه فقط بل لأصدقائه الذين شاطروه فرحته منذ لحظتها الأولى.