"سعيد" تهامي أراد تأمين مصاريف أسرته فخطفت روحه رصاصة حوثية

المخا تهامة - Wednesday 08 April 2020 الساعة 08:06 am
حيس، نيوزيمن، حسام بكري:

اعتاد سعيد سالم، العمل على دراجته النارية في حيس، كمصدر وحيد لكسب الرزق، في إعالة أسرته وتوفير متطلبات الحياة اليومية.

كان يجني قليلاً من المال، لكنها كانت مناسبة مع الأوضاع التي تشهدها المديرية المحاصرة، من تدني فرص العمل وتوقف الطلب على عمال الأجر اليومي نتيجة قصف مليشيات الحوثي.

نهاية يناير من العام الحالي، كان موعدا مع جريمة بشعة، إذ ذهب سعيد كعادته في نقل الركاب بين أحياء مدينة حيس المحاصرة، وعند حلول المساء أقفل عائدا إلى منزله، حاملاً معه وجبة عشاء ليتشاركها مع أسرته.

وعندما أفرغ من ذلك، اتخذ له مكانا بزاوية غرفته الوحيدة ليستريح، من عناء يوم طويل، إذ برصاصة حوثية غادرة من عيار 14 ونصف أطلقت من أماكن سيطرتهم بقرية الشعينة جنوب شرق المديرية.

اخترقت الرصاصة باب الغرفة وأصابت سعيد بعينه اليسرى لتخرج من مؤخرة جمجمته، تناثرت الأشلاء والدماء وغطت جدار الغرفة وحولتها إلى بركة من الدماء.

تعالت صرخات الزوجة وأطفالها رعبا وحزنا على ما حل به، كانت أصواتهم، صرخات استغاثة لإنقاذه، فهرع إليهم الأهالي ليصلوا على فاجعة تقشعر لها الأبدان، لقد تحولت غرفته الصغيرة إلى بركة من الدماء.. لم يكن بمقدورهم عمل شيء لابقائه على قيد الحياة، إذ لفظ أنفاسه على الفور.

لحظتها عاش الأهالي ليلة مرعبة بعد أن شاهدوا جريمة بشعة ترتكبها مليشيات الحوثي بحق مواطن يكافح من أجل تأمين قوت أسرته والمكونة من زوجته وطفل، وثلاثة طفلات أكبرهن في العاشرة من العمر.

بعد مضي نحو شهرين من وقوع المأساة، وجدت الأسرة نفسها وحيدة لاعائل لها وتفتقر لأبسط متطلبات الحياة.