الحوثيون أغلقوا مكتبه بصنعاء وفرضوا شروطهم.. غريفيث ذاهب إلى إحاطة مجلس الأمن بـ"مشاورات انترنت"
تقارير - Thursday 11 June 2020 الساعة 11:55 amبينما كانت مليشيات الحوثي تداهم وتغلق مكاتب المفوضية الأممية في صنعاء، ومن ضمنها مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، أصدر الأخير وعبر مكتبه بياناً بروتوكولياً حول محادثات "انترنت" عقدها مع مجموعة من الناشطين والناشطات من داخل وخارج اليمن حول فرص وتحديات السلام في اليمن.
وسوف يتسنى لغريفيث أن يحمل معه شيئاً، أي شيء، إلى الموعد المرتقب لتقديم إحاطته الجديدة لمجلس الأمن الدولي، للتعويض عن الجمود السياسي الكبير في مسار المفاوضات ومستقبل وقف إطلاق النار والذي لم يجد شيءٌ بشأنه منذ الإحاطة الأخيرة.
وقال مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إنه اختتم "بالأمس -الثلاثاء- مشاورات افتراضية واسعة النطاق مع مئات اليمنيين حول فرص وتحديات السلام في اليمن، بما في ذلك جهود الأمم المتحدة المستمرة للتوسط بين الطرفين للوصول إلى سلام شامل ومستدام."
>> الأمم المتحدة تحاول ترضية الحوثي بإبعاد مفوضها لحقوق الإنسان.. واستياء بين موظفيها
"استمرت المشاورات على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الثامن والتاسع من يونيو/حزيران، وتعتبر الأولى من نوعها التي يعقدها المكتب على هذا النطاق"، وفقاً للبيان.
إحدى المشاركات في اليوم الأول من مشاورات الانترنت قالت في صفحتها في الفيسبوك، إن مكتب المبعوث الأممي وزع أسئلة فورية للحصول على إجابات فورية لم يسعفها الوقت للرد عليها.
وأوضحت أن مكتب المبعوث يسأل ناشطين يمنيين: ما هي الأدوات التي يمكن أن تضغط بها الأمم المتحدة على المجتمع الدولي؟
وتساءلت باستغراب: حتى هذه يجب أن ندلكم نحن ونعرفكم بأبجديات عملكم؟!
وتجاهل مكتب غريفيث والأمم المتحددة ومنظماتها اقتحام الحوثيين لمبنى ومكاتب المفوضية في صنعاء، يوم الأربعاء، وعوضاً عن ذلك رضخت الأمم المتحدة لشروط وإملاءات الحوثيين وأنهت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عمل مفوضها الدكتور عبيد العبيد، في اليمن.
وقالت مصادر خاصة لـ”نيوزيمن”، إن المفوضية رضخت للضغوط الحوثية بعد أشهر من صراع مشرفي الحوثي ضد المفوض، وأبلغته بإعفائه من منصبه في اليمن، في فضيحة مدوية جديدة للمنظمات الأممية العاملة في اليمن.
>> الحوثيون يقتحمون مبنى الأمم المتحدة في صنعاء ويغلقون المفوضية
قال بيان مكتب غريفيث "خلال ثلاث ساعات من المناقشات الحية على مدار يومي المشاورات، عبّر ما يزيد عن 500 يمني ويمنية عن آرائهم بشأن وقف إطلاق النار المرتقب على مستوى البلاد، ومستقبل عملية السلام السياسية، وعدة إجراءات إنسانية واقتصادية أساسية لازمة لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن وتحسين استجابة البلاد لتفشي جائحة كوفيد-19."
ولم يضف جديداً أو يقدم مفيداً بيان الفعالية الإعلامية أكثر منها عملية، عندما يقول "أعربت الغالبية العظمى من المشاركين عن قلقهم البالغ إزاء انتشار جائحة كوفيد-19 في اليمن" أو "وافقوا على أن "اليمن يعاني من فيروسين: الحرب وكورونا"."
وأيضاً "جاءت قضية دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية على رأس أولويات مشاركي المشاورات"، و"كشفت المشاورات عن دعم واسع لاستئناف محادثات السلام للوصول إلى نهاية شاملة للحرب في اليمن".
وبقية البيان –نحو الثلث منه- أفرد لسرد الجهات والمنظمات والإدارات والهيئات المحلية والإقليمية والأوروبية والدولية- الأممية التي تشاركت وساهمت في إنجاز هذه المشاورات الرقمية عبر الانترنت وعدها إنجازاً غير مسبوق.
قال مارتن غريفيث: "أنا مدرك لقيود المشاورات الرقمية من حيث قدرتها على الوصول للمشاركين ومدى تمثيلها لليمنيين ككل، إلا أن هذه المشاورة الرقمية كانت خطوة مهمة للتواصل مع اليمنيين خارج دوائرنا المعتادة. وسيستمر مكتبي في التوسع في تواصلنا مع اليمنيين سواء من خلال استخدام التكنولوجيا كما فعلنا في اليومين السابقين، أو باستخدام طرق أكثر تقليدية في التواصل، لتطوير مقترحاتنا واستراتيجيات الوساطة التي نتبناها من أجل السلام الدائم في اليمن."