الانفلات الأمني في وادي حضرموت: إرهاب تحت حماية قوات الأحمر.. والقبائل تضع مهلة لتسليمه

تقارير - Sunday 21 June 2020 الساعة 10:54 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الحنشي:

تشهد مناطق وادي حضرموت انفلاتاً أمنياً وانتشاراً للجماعات المتطرفة في السنوات الماضية.

وقتل خلال الأعوام القليلة الماضية الكثير من أبناء محافظة حضرموت في مديريات الوادي على أيدي عناصر متطرفة رغم تواجد قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لنائب الرئيس علي محسن الأحمر.

ويرى مواطنون في حضرموت أن نشاط الجماعات المتطرفة في الوادي يأتي بتسهيل من قوات المنطقة الأولى لعديد أسباب من بينها بقاء هذه القوة الكبيرة في المنطقة عقب مطالبات بإشراكها في القتال ضد جماعة الحوثي، إضافة أن قوى الإرهاب تستهدف المناهضين لهذه القوات فقط.

لماذا تتواجد قوات الأحمر في الوادي؟

تسيطر على مديريات الوادي قوات تابعة للمنطقة الأولى الموالية لعلي محسن الأحمر، وهي قوة كبيرة ويعد وادي حضرموت منطقة ثروات نفطية هائلة، وهي محاذية للمملكة العربية السعودية، كما تسيطر قوات الأحمر على منفذ الوديعة الذي تذهب جميع إيراداته إلى خزينة الأحمر.

يرى الكاتب السياسي صالح علي الدويل، أن قوات الإخوان تستخدم ورقة الإرهاب في الوادي لترهيب وابتزاز التحالف وبالأخص الرياض بأن البديل لها الإرهاب.

وقال الدويل، في تصريح لـ"نيوزيمن":‏ الانفلات الأمني في وادي حضرموت ليس بمستغرب، فالنظام في صنعاء عموماً كان يدير ملفاته بالأزمات، وبالأزمات الأمنية خاصة، وكانت ورقة الإرهاب وتدويره أهم الأوراق.

وأضاف الدويل، إن وادي حضرموت يسيطر عليه الإخوان والإرهاب، لذا فإن ورقة الانفلات الأمني يتخذونها لترهيب التحالف وبالذات السعودية بأن بديلنا في الوادي هو الإرهاب والوادي متاخم لحدود المملكة.

وأشار "الدويل" ان ورقة الإرهاب في الوادي تستخدمها جماعة الإخوان لقمع القوى المناهضة لها، مبينا ان الوادي والصحراء فيهما منابع النفط بحيث يتم استخدام الانفلات الأمني والإرهاب للضغط على الشركات وأن البديل في حالة زوالهم سيكون الإرهاب.

وبين الدويل أن وادي حضرموت لن يستقر ويتعافى من الانفلات الأمني والاستهداف الإرهابي الا باجتثاث البيئة الحاضنة وهي قوات الإرهابي علي محسن وادواته الإخوانية، التكامل بينهما، حد قوله.

مواطنون بالوادي: النخبة هي الحل

تصاعدت عمليات الإرهاب مؤخراً بصورة كبيرة خاصة عقب خروج تظاهرات في الوادي وفي مدينة سيئون تطالب بإحلال قوات النخبة الحضرمية محل قوات الأحمر لتأمين مناطقهم.

وقدمت قوات النخبة أنموذجاً أمنياً في مناطق الساحل حيث نجحت في تأمينها مما جعلها المنطقة الاولى أمنيا في اليمن، بحسب مراقبين.

وخرج الأهالي في عديد مدن بالوادي يطالبون بإحلال قوات النخبة بدلا عن قوات المنطقة العسكرية الاولى التي يتهمونها بدعم الإرهاب.

ويرى أبناء الوادي أن إحلال النخبة سينهي الإرهاب في مناطقهم كما انتهى في مناطق الساحل على أيدي النخبة.

يقول سكان وادي حضرموت، إن من أسباب الفشل الأمني كذلك في مناطقهم هي سيطرة قوات من خارج المحافظة على هذه المناطق، مطالبين بتسليم المنطقة لابنائها كما حصل في الساحل.

وكان حلف قبائل وادي حضرموت قد قدم رؤيته لتثبيت الأمن في الوادي مطلع شهر يونيو الجاري.

وطالب الحلف في رؤيته التي قدمها لمحافظ المحافظ اللواء فرج سالمين البحسني بسرعة تسليم مناطقهم لأبنائها والبدء بالتجنيد والاهتمام بأبناء المنطقة لحفظ الأمن في مناطقهم، مطالبا البحسني بالإشراف على الملف في الوادي لوقف نزيف الدم الذي يطال أبناء المحافظة دون غيرهم.

ويرى رئيس دار المعارف للبحوث والإحصاء سعيد بكران، أن أساس الفشل في وادي حضرموت يأتي بسبب وجود قوات ذات ولاءات متعارضة وترتبط بقوى النفوذ في الشمال وخاصة بيت الأحمر وحتى الحوثيين.

وقال بكران، في تصريح لـ"نيوزيمن"، إن الفشل الأمني في وادي حضرموت مزمن وهو أحد أبرز عناوين فشل ما تسمى بالشرعية التي خطفها تنظيم الإخوان في كل المجالات.

وتابع بكران، أن أساس المشكلة يعود لوجود قوات من خارج الوادي ذات ولاءات متعارضة وترتبط بقوى النفوذ في الشمال من بيت الأحمر وحتى الحوثيين.

وأشار بكران، في تصريحه لنيوزيمن، أن هذه القوات تحمل عقيدة لا علاقة لها بفكر الدولة الضامنة لمصالح الشعب وتعمل كميليشيا حراسة لمصالح قوى النفوذ في ما يتعلق بالنفط والحقول ونقل النفط والخدمات النفطية وتأمين الشركات التابعة لمراكز النفوذ التقليدي بعد 94، مضافاً لها الحوثي.

وبين بكران، أن هذه القوات لا تحظى بأي ثقة من قبل سكان الوادي، وعلاقتها بالسكان المحليين مقطوعة بل عدائية يرى السكان أنها الظل الذي تتحرك فيه عصابات الإرهاب والتهريب والفساد، ويعتقدون أنها تستخدم الخوف لإخضاع سكان الوادي.

وشهدت الأيام الماضية تزايد العمليات الإرهابية في مناطق الوادي وكانت أبرزها عملية اغتيال طالت مدير أمن شبام الملازم صالح بن عبدالله جابر وأربعة من مرافقيه إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارته في ثالث أيام عيد الفطر، كما كان آخر ضحايا الإرهاب مواطن وابنه يوم الثلاثاء الماضي 16 يونيو، حيث قتلا برصاص مسلح مجهول كان على متن دراجة نارية في وادي رخية ولاذ المسلح بالفرار.

وعقدت قبائل الوادي اجتماعاً في 6 من يونيو الجاري أمهلت فيه الشرعية 20 يوماً لتسيلم الوادي لأبناء المنطقة.

وقالت القبائل، في اجتماعها، إنها تمهل الشرعية 20 يوماً لتسليم أمن الوادي لأبناء المنطقة قبل أن تقوم باستلامه بالقوة، كما جاء في بيانها.

وعقد الاجتماع عقب عملية إرهابية استهدفت مدير أمن شبام الملازم وأربعة من مرافقيه في وادي خية، مطلع يونيو.