"هبة" ضحية الزواج المبكر بالمخا.. قصة مريرة وصراع حياة مقدس

المخا تهامة - Thursday 09 July 2020 الساعة 10:30 am
المخا، نيوزيمن، زينات ناجي:

هبة الرحمن، واحدة من القصص التي حاكتها الأقدار وتفنن قدرها بحرمانها وإحباطها من الحياة، فبعد طفولة بائسة انضمت إلى الحياة الزوجية بشكل مبكر. 

في ربيعها الخامس عشر، تزوجت بشاب من معاريف أسرتها، كانت الأم هي من اختارتها عروسا لابنها اليافع الذي غادرهما بعد عام من الزواج إلى المقبرة، تاركا في احشائها طفلاً سيضاعف معاناتها. 

تلقت خبر وفاته كالصاعقة، أصيبت بنوبة نفسية تعودها الظهور كل فترة وأخرى، طفلة في عمرها لم تتعود على تحمل أعباء الحمل وضغوطه النفسية، وكذا مستقبل طفلها القادم.

وضعت الطفل وهي لا تزال غير مصدقة ما ينتطرها من جحيم، قررت أن تكمل دراستها الثانوية فكان سببا لتخلي أسرة زوجها عنها وعن طفلها، وعاملتها بقسوة ومنعت نصيبهما بعد زوجها، ففي هذه الأجواء السيئة قرر أبوها أن يأخذها وتسكن ببيت طفولتها، لتحمي ما تبقى من تلك الطفولة المنهكة. 

تحكي هبة الرحمن قصتها لمحررة شؤون المرأة، والدموع تنجرف من عينيها، لقد تعبت كثيراً، وصراعي المرير بين تربية ابني وإكمال دراستي، لكنني خذت الغمار بقسوة وحرمان، واستطعت إكمال الثانوية، والحمدلله.

وبعد أن صار عمر ابني اربع سنوات كثرت متطلباته، حينها قررت البحث عن وسيلة للعمل من اجل تغطية نفقاته ودراسته.

تضيف "كان زواجي وأنا طفلة معقدا ما جعلني أنظر للحياة بطريقة سلبية، وجعلني أكره تلك الحياة التي احرمتني طفولتي، لقد حرمتني حقوقي وأني طفلة كما حرمتني منها كأم".

هبة، واحدة من آلاف الفتيات التي حرمها الزواج المبكر من طفولتها ودفعها إلى تحمل شقى الأسرة، واليوم ينظر إليها كأرملة وعليها تقبل الأقدار، لأن تصارع لأجل مستقبلها وطفلها.