ترحيب عربي ودولي واسع بإعلان وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا

العالم - Friday 21 August 2020 الساعة 05:44 pm
نيوزيمن، وكالات:

أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، الجمعة، وقفاً شاملاً لإطلاق النار، في كافة الأراضي الليبية.

وأوضح في بيان صادر عن المجلس أن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتي السلاح، على أن تقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلهما".

بدوره، دعا البرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح في بيان منفصل، إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات، بغية قطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية، وبهدف التوصل إلى تفكيك الميليشيات، وإعادة تصدير النفط بعد فتح حساب مصرفي منفصل لعائداته (من النقاط التي لطالما نادى بها الجيش الليبي والبرلمان).

وأعرب عن أمله بأن يؤدي وقف النار إلى تحويل مدينة سرت الساحلية مقرا للمجلس الرئاسي الجديد، على أن تقوم قوة أمنية من كافة المناطق بتأمينها، تمهيداً لتوحيد مؤسسات الدولة، على أن تستكمل الترتيبات العسكرية طبقا للمسار التفاوضي العسكري (5+5) برعاية البعثة الأممية.

في غضون ذلك رحبت عدة أطراف دولية بوقف اطلاق النار في ليبيا، معتبرة هذه الخطوة بأنها تشكل تقدماً نحو تسوية الخلافات والصراعات في البلاد.

وقالت البعثة الأممية في بيان نشر على حسابها الرسمي على تويتر: "نرحب بشدة بالتوافق الهام بين بياني رئيسي المجلس الرئاسي ومجلس النواب الراميين لوقف إطلاق النار، وتفعيل العملية السياسية" في ليبيا.

بينما قالت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا بتغريدة على حسابها على تويتر: "نرحب ببيانات البعثة الأممية إلى ليبيا، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، باعتبارها خطوات مهمة لجميع الليبيين. وسيكون لدى الولايات المتحدة المزيد لتقوله قريبًا".

بدورها أعربت الخارجية الإيطالية عن ترحيبها بهذا التطور المفاجئ، وأكدت أن على الأطراف الليبية متابعة مسار وقف إطلاق النار.

كما رحبت روسيا موسكو بتلك الخطوة، داعية إلى بدء العملية السياسية في ليبيا.

وعلى صعيد متصل رحبت مصر التي لوحت سابقا بالتدخل العسكري إذا ما تقدمت مليشيات متطرفو تابعة للوفاق المدعومة من أنقرة إلى مدينة سرت، بتلك المبادرة.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تغريدة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل إنه يرحب بالبيانين الصادرين عن المجلس الرئاسي ومجلس النواب الداعيين إلى وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية على كافة الأراضي الليبية، معتبراً ذلك خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية.

كما اعتبر أن البيانين سيشكلان خطوة في طريق تحقيق طموحات الشعب الليبي في استعادة الاستقرار وحفظ مقدرات البلاد.

في حين لم يصدر أي موقف عن قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، حتى الآن، إلا أنه كان قد أعلن سابقا ترحيبه بمبادرة القاهرة التي دعت قبل أكثر من شهر إلى وقف النار واستئناف المفاوضات بين الطرفين المتصارعين.

يذكر أن هذا الإعلان المفاجئ من الطرفين أتى بعد أشهر طويلة من رفض حكومة الوفاق وقف إطلاق النار، ما لم تبسط سيطرتها على سرت والجفرة.

وكانت خطوط المواجهة قد استقرت قبل أكثر من شهرين حول مدينة سرت الاستراتيجية، الواقعة في منتصف الشريط الساحلي الليبي المطل على البحر المتوسط وقرب مرافئ النفط الأساسية.

وانزلقت ليبيا إلى الفوضى منذ العام 2011، بعد الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، ومنذ ذلك الحين انقسمت البلاد، وأتت التدخلات الأجنبية، لا سيما التركية والقطرية في الفترة الأخيرة لتفاقم الوضع تأزما.