تعميم بمنعها وانتشار أمني مكثف.. الهلع يصيب مليشيات الحوثي بعد مظاهرات قضية الأغبري

السياسية - Tuesday 15 September 2020 الساعة 11:55 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أثارت المظاهرات التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية والتي خرجت على خلفية قضية تعذيب وقتل الشاب عبدالله الاغبري هلعا شديدا لدى مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن.

وعقب المظاهرة الحاشدة التي انطلقت من ميدان السبعين مرورا بشارع التحرير وصولا إلى شارع القيادة حيث محلات السباعي للجوالات التي شهدت جريمة تعذيب وقتل الشاب عبدالله الاغبري والتي رفعت فيها شعارات كثيرة منها الشعب يطالب باعدام السفاح ثارت ثائرة المليشيات الحوثية وقياداتها واعلامييها ونشطائها الذين سارعوا إلى مهاجمة المظاهرات التي خرجت والداعين والمشاركين فيها متهمين اياهم بانهم مرتزقة ويخدمون اجندات التحالف.

وشن نشطاء واعلاميو المليشيات تغريدات ومنشورات على صفحات الفيس بوك والتويتر تهاجم المظاهرات التي خرجت والداعين اليها واصفين اياهم بالمرتزقة والمندسين والعملاء للتحالف وللخارج والذين يريدون اثارة الفتن واقلاق السكينة العامة، ووصل الامر ببعض القيادات المتحوثة مثل القيادي في حزب المؤتمر والوزير في حكومة المليشيات حسين حازب إلى اعتبار ان من يدعون إلى المظاهرات للمطالبة بالقصاص من قتلة الاغبري بانهم لا يختلفون عن القتلة وانهم المتهم رقم 6 و7 و8، حد قوله.

وقالت مصادر مقربة من المليشيات الحوثية لنيوزيمن، ان اجتماعا عقدته القيادات الامنية الحوثية عقب خروج المظاهرة الحاشدة المطالبة بالقصاص من قتلة الشاب الاغبري خصصته لمناقشة تداعيات هذه المظاهرة والاثار المترتبة عليها، مشيرة إلى ان معظم القيادات الامنية الحوثية ابدت مخاوفها من ان تكون هذه المظاهرات خصوصا في حال تكررت بداية لنزع الخوف من نفوس الناس في مناطق سيطرة المليشيات خصوصا العاصمة صنعاء وامكانية ان تتكرر هذه المظاهرات وتطرح مطالب اخرى على غرار المرتبات، وتوفير الخدمات، والافراج عن المعتقلين...الخ، مؤكدة إلى ان الاجتماع انتهى بإقرار منع خروج المظاهرات مرة اخرى.

وعقب ذلك بدأت الحملة الاعلامية التي شنت ضد المتظاهرين والداعين لها مستغلة بعض التغطيات والتعليقات الاعلامية التي نشرت حول مظاهرات صنعاء والتي وصفتها بانها اعادت روح الثورة إلى العاصمة واعتبار ذلك دليلا على انها تدار من الخارج، ليلحق ذلك مساء امس السبت تعميم صدر إلى عقال الحارات إلى المساهمة في رصد ومنع أي تظاهرات واعمال شغب على مستوى الحارات والاحياء والاسواق فيما يخص قضية المجني عليه عبدالله الاغبري مبررين ذلك بان القضية اصبحت لدى الاجهزة الامنية وان هذه التحركات لها اياد خارجية تحركها.

وصباح الاحد تفاجأ سكان العاصمة صنعاء بانتشار دوريات الجيش والشرطة منذ الصباح الباكر في مختلف الاحياء والشوارع وقيامهم بعملية تفتيش والحديث مع البعض عن ضرورة حفظ الامن والاستقرار وعدم الانجرار لدعوات اثارة القلاقل والفتنة.

وقال مراقبون إن الخوف والهلع الذي أصاب مليشيات الحوثي جراء المظاهرات التي خرجت في قضية الاغبري والحملة الاعلامية التي شنت ضدها قدمت دليلا على مدى الخوف الذي تعيشه المليشيات من الناس وتخوفها اكثر من إتاحة أي مجال لحرية الناس للتعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه أي قضية -حتى ولو كانت جنائية- خوفا من أن يتحول ذلك إلى فرصة للناس لإظهار غضبهم ورفضهم لحكم المليشيات لهم بالقوة والقهر والقمع وتشكل حركة شعبية ضدهم.