الرياض وسياسة الاحتواء بعيداً عن المعركة.. ثم ماذا؟

السياسية - Thursday 01 October 2020 الساعة 10:59 am
نيوزيمن، كتب/ محمد عبدالرحمن:

تمتلك المملكة العربية السعودية أداتها السحرية في احتواء أي طرف يمني سواء كان قديما أو جديدا، وفي هذه الحرب التي تقودها اتخذت سياسة الاحتواء للأحزاب والجماعات اليمنية وكذلك الأفراد، وفتحت أبوابها للجميع، لكن دون تحقيق أي تقدم في أرض المعركة.

الجنوب الذي كان شعلة تحترق وتحرق العدو القادم من كهوف الشمال وتحرر الأرض بالقوة وبدماء الشهداء، وتكوّنت أول مقاومة وطنية من أبناء الجنوب واستطاعت تحقيق المستحيل وكسر هيمنة الحوثي وجبروته وإعادته إلى حيث أتى، وعندما بدأت المقاومة بترتيب نفسها وإعادة تشكيلها سياسياً وعسكرياً من أجل حماية الجنوب، بدأت السعودية تطلق سياسة الاحتواء والضم للقيادات الانتقالية إلى فنادق الرياض.

خطر بقاء كل القيادات العسكرية والسياسية في الفنادق بعيداً عن الواقع والمعركة، هو في إعطاء مساحة للحوثي في التغلغل والحضور الدائم إلى جوار الناس، وكسب مشروعية تواجده وتحويل انقلابه على الدولة إلى شرعية الاستمرار والسيطرة على الأرض، هذا ما يخص الشمال. 

أما ما يتعلق بالجنوب وبقاء قيادات الانتقالي في الرياض، تكمن خطورة ذلك في انتزاع ثقة المجتمع الجنوبي بالمقاومة وبالانتقالي، وتغييب دوره على الأرض، وتحويل قياداته التي كانت تتواجد في الميدان وبين الناس إلى مجرد نزلاء في الفنادق بعيداً عن هموم الجنوب وأبنائه، على الرغم أن المعركة لم تنته بعد.

ذهبت قيادات المجلس الانتقالي إلى الرياض على أساس تفاهمات لتنفيذ اتفاق الرياض، ولم تعد، ولا تزال الرياض والاتفاق في شد وجذب على وسائل الإعلام، أما الواقع فإن الناس تعيش حالة تردي الخدمات وسوء المعيشة اليومية، هذا الأمر في ظل مماطلة وصمت القيادة السعودية في تحريك الملف، وهي قادرة للضغط على كل الأطرف للتنفيذ.. لكن لا أحد يعرف ما الذي تريده!!

كل قيادات الشرعية في الرياض وتم إلحاق قيادة الانتقالي، حتى أصبحت الساحة خالية من أي قيادات تتواجد بين الناس من أجل الوقوف معها وخوض المعركة والتخفيف من المعاناة اليومية، لا حكومة ولا رجال دولة ولا قيادات عسكرية في أرض الميدان، في الوقت الذي يسرح الحوثي ويمرح في الشمال بكل أريحية، ويكاد يسقط مأرب التي تحاول القبائل فيها أن لا تسقط. 

فقط قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي هي التي ما زالت ترابط في المتاريس، لكن بمهمة كسر زحوف الحوثي وصد هجماته، بعد أن قُيّدت باتفاق استوكهولم المشؤوم، وإيقاف تقدمها نحو تحرير الحديدة، هذا الأمر يجعلها عاجزة عن تحقيق شيء لمواصلة المعركة نحو صنعاء.

الحوثي يبني نفسه ويستعد في كل المجالات، والسعودية تبذل كل جهودها لاحتواء كل مقاومة مناوئة له، لم يتم وقف تحركاته لا بالقوة ولا بالسياسة، وأكبر إنجاز هو تنفيذ جانب من اتفاق الأسرى وليس كل الاتفاق، وكأنها ترغب في تغلغله شمالاً ويكون أداتها المستقبلية وذلك عبر تفاهمات من تحت الطاولة.