بيان "أنمها".. تبرئة أممية للحوثي من نسف انتصار غريفيث الزائف

تقارير - Wednesday 07 October 2020 الساعة 11:45 am
عدن، نيوزيمن، فريق التحرير:

سجلت الأمم المتحدة، فشلاً ذريعاً في تنفيذ اتفاقية "ستوكهولم"، بشأن الحديدة، رغم مرور عامين على توقيع الاتفاق بين حكومة الشرعية، ومليشيا الحوثي عقب محادثات قصيرة في السويد برعاية المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث.

وفي ديسمبر 2018م وقع الاتفاق في العاصمة السويدية لكنه لا يزل حبرًا على روق، حتى اللحظة، بينما لم يتحقق منه سوى تلك المزاعم التي يتحدث عنها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في خطاباته، أما على الواقع فلم تتمكن الأمم المتحدة من حلحلة الملفات التي نص عليها الاتفاق.

وإلى جانب العجز، في فرض الاتفاق على الواقع، التزمت الأمم المتحدة ومسؤولوها في اليمن، أسلوبا غير نزيه في إدارة ملف الحديدة، وكذا في التعامل مع طرفي المعادلة في الحديدة، حيث لا تفرق تصريحاتها المعلنة بين طرف ينهمك كليا في تقويض الاتفاق وآخر يلتزم بـ"هدنة" من طرف واحد. 

ويوم الاثنين، قدمت الأمم المتحدة دليلا إضافيا على عدم النزاهة والحياد، فبينما كان يتوقع أن تشير إلى مسؤولية مليشيا الحوثي عن التصعيد الأخير في الحديدة، طبقا للوقائع على الأرض، اكتفت بعثتها في اليمن، بإطلاق دعوة لـ"جميع الأطراف" بوقف التصعيد.

وأبدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) الانزعاج الشديد إزاء تصاعد العنف في عدد من مديريات محافظة الحديدة، في حين دعت "جميع الأطراف" إلى وقف التصعيد لتجنب دوامة العنف التي ستؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية والخسائر في الأرواح.

وحثت (أنمها) في بيان صحفي، "جميع الأطراف" على الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى الآليات المشتركة التي تم إنشاؤها على مدى العامين الماضيين لتجنب تعريض السكان والقدرة على إيصال المساعدات الإنسانية للمزيد من الخطر.

وعزز البيان الانتقادات المتصاعدة للبعثة الأممية بسبب تراخي وتماهي موقفها مع مليشيا الحوثي والتي صعدت بشكل واسع جنوب محافظة الحديدة دون أن تعمل البعثة في إدانته رغم الخسائر الإنسانية التي تخلفها هجمات الحوثيين على المناطق المأهولة.

ويكتسي الموقف الأممي من التصعيد الواسع للحوثيين في الحديدة خطورة استثنائية، كون المدينة الساحلية ذات الموقع الاستراتيجي مشمولة بوقف لإطلاق النار نص عليه اتفاق رعته الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين قبل عامين.

وهناك مخاوف من أن يتحول اتفاق السويد إلى صخرة في طريق السلام أو الحسم، ويشدد مراقبون على ضرورة أن يعترف المبعوث الأممي "غريفث" علنا بفشله، بدلا من العمل على توطين الحرب في الحديدة عبر اتفاق شكلي لم يجد طريقا سالكا للتنفيذ.

ويتشبث الحوثيون بالتصعيد على أكثر من جبهة في الساحل الغربي، في توّجه يبدو، بحسب مراقبين، مرتبطا بالأجندة الإيرانية وتحديدا تهديد الممرات البحرية الاستراتيجية وخطوط الملاحة الدولية.

وألقت مليشيا الحوثي بثقلها العسكري إلى الحديدة، واستخدمت معدات حربية ثقيلة، بينها دبابات وعربات بي إم بي وراجمات صواريخ كاتيوشا ومدافع ثقيلة، في الهجمات التي تشنها صوب مناطق القوات المشتركة بـ"الدريهمي"، في محاولة لإحداث أي اختراق عسكري.

غير أن المليشيا وجدت نفسها داخل مشنقة عملاقة في الحديدة، خاصة بعدما أثبتت المقاومة المشتركة، خلال مواجهات اليومين الماضيين، قدرة كبيرة على كسر كامل هجماتها والتعامل السريع مع المجاميع المسلحة التي تزجها في عمليات انتحارية.

ومني الحوثيون بانتكاسة كبيرة، من الساعات الأولى لإطلاق عملية هجومية استهدفت "الدريهمي" جنوبي الحديدة، بيد أن خسائر المليشيا تفاقمت مع وصول تشكيلات إضافية من المقاومة المشتركة إلى خطوط التماس.