الصمت مقابل السلامة الشخصية.. الحوثي حوَّل صنعاء إلى معتقل واسع

السياسية - Friday 09 October 2020 الساعة 10:51 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

وجد العديد من السياسيين والإعلاميين والناشطين، القابعين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، أنفسهم، مجبرين على التوقف عن الخوض في الأمور السياسية والتزام الصمت.

ولجأ كثيرون إلى "الصمت" كخيار وحيد لضمان السلامة الشخصية من القتل أو الخطف والتعذيب، بعدما خنقت المليشيا الحوثية مساحة التعبير إلى أقصى حد، وحولت صنعاء إلى معتقل واسع، في خطوة قمعية خطيرة تعد سابقة في تاريخ اليمن منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م.

والسنوات الأخيرة، حصر الحوثيون خيارات الإعلاميين والكتاب والناشطين والمثقفين، في مناطق نفوذهم، بين التماهي كلياً مع مشروعهم أو التزام الصمت، تحت تهديد قوة السلاح، رغم الفظائع التي تمارسها الجماعة بما فيها الفساد والنهب والابتزاز والتجويع المنظم للمواطنين.

في الأثناء لم يعد بوسع أي أصحاب الرأي، القابعين في صنعاء، بمن فيهم المستقلون، الإفصاح عن آرائهم إزاء القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، دون التعرض للأذى.

وقد أفصحت الإعلامية اليمنية رحمة حجيرة، ضمنياً عن هذا الأمر، حيث غردت اليوم على حسابها في "تويتر"، قائلة "إنها تركت الكتابة عن كل ما يتعلق بالسياسة والحرب طوعاً".

ولم تعد هناك أنشطة سياسية بصنعاء، باستثناء لقاءات محصورة وضيقة لمن تبقى من أعضاء حزب المؤتمر بصنعاء، يخضعون لرقابة الجماعة وتوجيهاتها، بعد أن صادرت مقرات الحزب ووسائل إعلامه منذ ديسمبر 2017.

وقد دفع الخوف من الحوثيين -الذين فرضوا "اللون الواحد" على العاصمة ومناطق سيطرتهم، واعتقلوا كل شخص يمكن أن يناهض سياساتهم لمجرد الشك- أغلب القيادات الحزبية والسياسية والإعلاميين للفرار سواءً إلى خارج اليمن، أو إلى مناطق خارج سيطرة الجماعة، خاصة العاصمة عدن.