نهم والبيضاء والجوف ومأرب.. جبهات خسرها "الشمال" وكسبها "إعلام الإخوان"
تقارير - Tuesday 13 October 2020 الساعة 11:30 am
عدن، نيوزيمن، محمد الجنيدي:
ملف تحرير المحافظات الشمالية، من ميليشيا الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، غير واضح تسوده الضبابية منذُ صيف 2015 حتى اليوم.
يسيطر الإخوان على شعار وإمكانيات "مهمة" تحرير الشمال، وبدلاً من تحرير ما تبقى من محافظات تحت سيطرة الحوثيين، تحولت هذه المهمة إلى "صراع" بين الإخوان والمجتمعات المحلية في كل منطقة يتم "تحريرها".
وفي مواجهة الحقائق، اعتمد الإخوان جيشا ضخما من "الادعاءات"، وسيطروا على "التوجيه المعنوي" للجيش الوطني الذي حولوه "وكرا" لمئات من المناصرين لهم مهمتهم هي "تشتيت ذهن وخطاب حرب تحرير الشمال".
وقد نجح "الموجهون" الذين يحملون رتبا عسكرية ومرتبات على حساب الجنود، في مهمتهم، وسيطروا على "الخطاب"، وفرضوا تناقضا كبيرا يشتت الرأي العام ويبعده عن متابعة الوقائع على الأرض.
وأول النجاحات هو الاستمرار في الحديث عن انتصارات "الإخوان" على الرغم من أن الواقع يقول إن الجماعة تخسر مناطقها المحررة منذ عام وحتى الآن.
في بداية العام الجاري، خسر إخوان اليمن، أو ما يعرف "بحزب الإصلاح"، خسر جبهة نهم، حيث سقطت بيد الحوثيين، وهي مديرية تتبع محافظة صنعاء، كان يؤمل من خلالها أن تتحرر العاصمة، وما إن مر شهر واحد حتى امتد سقوط الحزب إلى محافظة الجوف، في وقائع ومعادلات لم تتضح معالمها.
وفيما ينتصب "طربال" بالٍ بين الحوثي وقوات الإخوان في "تعز"، فقد انهارت جبهاتهم في محافظة البيضاء وخسر جيش الإخوان الوطني كما يسمونه، المحافظة واستطاع الحوثي اختراق مأرب من الجنوب فاتحا جبهة أخرى أرهقت القبائل الصامدة هناك.
وعلى الرغم من سقوط نهم والجوف والبيضاء، فقد واصل إعلام الإصلاح و"الجيش" الحديث عن معارك وانتصارات.
ونقل إعلام الجيش، يوم الاثنين 12 أكتوبر، أن وزير الدفاع محمد المقدشي تفقد الوحدات العسكرية المرابطة في جبهات القتال على أطراف "صنعاء"، ما يثير الاستغراب في كيفية زيارة أطراف صنعاء لا سيما وهي مناطق ليست محررة، وما إذا كان الإعلام الرسمي يبث أخبارًا مغلوطة.
ومما لاحظه (نيوزيمن) أن المقدشي يطلق مع كل خسارة، تصريحات معبرة عن النصر، حيث قال الاثنين "أعيننا على صنعاء وصعدة"، في رسائل تصنع الخداع وتنجح في تضليل التحالف الذي تقوده السعودية.
ويثير الغموض أكثر في ملف تحرير الشمال، الاستراتيجية المتخبطة، للإخوان، حيث إنه الأجدر تحرير كامل محافظة مأرب، مثل مديرية صرواح، قبل الانتقال إلى تحرير بقية المحافظات.
وفي هذا الصدد يرى المحلل السياسي اليمني، جمال العواضي في حديث لنيوزيمن، أن إخوان اليمن باتوا يتطلعون لمفاوضات سياسية تنهي الحرب في اليمن، ويكونون طرفًا فيها، معتبراً أن الجيش الذي شكلته الجماعة صيف 2015، ليس جيشاً حقيقياً..
