أزمة وقود حوثية وهمية.. ومواطنون: الحوثي يصرف لأتباعه البترول ويحرمه على المواطن

السياسية - Wednesday 14 October 2020 الساعة 11:45 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

وسط معاناة وأزمة خانقة جراء النقص الحاد في المحروقات والذي انعكست تداعياته الوخيمة على السكان الذين طحنتهم الحياة ومتطلباتها في ظل وضع قاس نتيجة استمرار الحرب لما يقارب ست سنوات، أزمة الوقود المفتعلة، بحسب إفادت عدد كبير من المواطنين لـ"نيوزيمن"، أدت إلى ارتفاع جنوني في كل متطلبات الحياة وخصوصاً المواد الغذائية والخضروات والتي بات من الصعب على المواطن تأمين الحد الأدنى منها.

وليست أزمة الوقود أمراً جديداً، فالأزمات الاقتصادية والصحية والنفطية اصبحت عنواناً بارزاً للسلطات الحاكمة في اليمن الغارق في الاقتتال اليومي منذ 2014، ليصنف بذلك هذا البلد الفقير بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

"الحوثيين يقومون بفتح بعض محطات البنزين للتعبئة لأتباعهم، بينما يُمنع بقية المواطنين من الحصول عليه"، بهذه العبارة بدأ فهد الصلاحي حديثه لنيوزيمن، مؤكداً أنه من المضحك أن تتحدث حكومة صنعاء، ذراع إيران في اليمن، عن أزمة وحصار بينما السوق السوداء منتشرة بشكل مخيف.

وأضاف، "يا أخي الكل يسرق عرق هذا الشعب ويقتات على معاناته، بالله عليك كيف أزمة والسوق السوداء مليان الشوارع، يعني الحصار هذا جاء طوالي لاعند البترول الرسمي وغض الطرف عن المهربين".

أما أبو عبدالرحمن فيقول: "أنتظر في الطابور مدة أسبوع كامل للحصول على 30 لترا من سعر 5900 للدبة، وخلال الأسبوع أصرف ما يزيد عن 30 ألفا بين أكل وشرب وقات وأنا منتظر أعبي رسمي، ما تدري يا أخي كيف الخبر، هؤلاء بيدفعوك دفع للجوء للسوق السوداء، هم -الحوثيين- يفتعلون أزمة في المشتقات النفطية من أجل تنشيط السوق السوداء التي تشرف عليها قياداتهم ومشرفوهم".

مضيفاً: "قبل عشرة أيام كانت محطات في الحثيلي وفي أرحب تعبي من 9500 - 10000 للدبة عيني عينك، أدخل عبي كما اشتيت لو تشتي ألف لتر عبي بهذا السعر، تشتي رسمي سر سارب لوما تنتقع وفي النهاية مدري تلاقي 30 لتر أو لا"، وأكد أنه "على ثقة تامة أن البعض يحصل على أكثر من ثلاثين لترا إذا كان لديه وساطة من أبو فلان أو علان، اتصال فقط كفيل بأن يعبي خزان السيارة فل!".

وعند سؤالنا له من يقف وراء هذا الأمر قال: "الكل دون استثناء، لا شرعية تستاهل أن تكون حكومة، ولا حوثيين يهمهم الشعب، الكل يحلب الشعب، والشعب في حاله يرثى له، كم يا صفعات له ومن كل طرف ما عاد يعرف فين يسير".

ويسخر المواطن إبراهيم الشيعاني قائلاً: "سبحان من حاصر البترول أبو 5900 وفتح المجال للبترول أبو 15000 ريال، غاغه يا صاحبي قلك حصار، قلك شرعية، حرام أن الكل بيحاول يهبر اللي يقدر عليه خلال هذه الفترة، لأنها فترة ذهبية للسرق وتجار الحروب والمآسي".

وأكد الشيعاني أن "الحوثيين يصرفوا لأتباعهم ومشرفيهم يومياً دبة بترول وأكثر، بشكل يومي بحجة الحشد والتحشيد والدعم والمدد"، وأضاف: "عندي صديق ابن عمه مشرف، أقسم بالله ما شفته يوم مطوبر معنا، ولكن يومياً أشوفه يتمشى بسيارته "لاندكروزر" ثمانية سلندر، من أين؟! من حق سيدي يا غالي".

وخلال الأسبوع الحالي أعلنت شركة النفط اليمنية في صنعاء، عن تقليص عدد المحطات المناوبة وأن المخزون الموجود لديها شارف على الانتهاء، وبمجرد أن أعلنت الشركة هذا الخبر، حتى ارتفعت أسعار الدبة البترول في السوق السوداء من 13 ألفا إلى 18 ألف ريال.

يتفق اليمنيون بشكل عام على أن قيادات وتجارا حوثيين هم من يقف حول افتعال الأزمات في مختلف متطلبات الحياة، ليتمكنوا من احتكار سوق المشتقات النفطية وتصريف الوقود الإيراني المقدم كدعم مالي للمليشيا بالأسعار التي تفرضها الجماعة، مع ظل غياب المنافسين وإنهاء دور شركة النفط اليمنية - شركة حكومية-.

ولطالما اتهمت للحكومة اليمنية الشرعية، الميليشيات بـ"اصطناع أزمة وقود في المناطق الخاضعة لها تعزيزاً للسوق السوداء التي تديرها وتستفيد منها في إثراء قياداتها وتمويل نشاطها العسكري والسياسي".