صور صادمة.. إساءات حوثية للإسلام في (المولد النبوي)

السياسية - Monday 26 October 2020 الساعة 09:30 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

مُلصقات ورقية لآيات قرآنية على جدران متّسخة، بيارق قماشية مطبوع عليها (لفظ الجلالة) تتلقّف الأتربة وعوادم السيارات، قصاصات قماشية مُمزّقة متدليّة على الشوارع والأزقّة وأعمدة الكهرباء والاشجار في الأرصفة الوسطيّة.

هذه واحدة من مظاهر احتفاء مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- بمناسبة ذكرى "المولد النبوي" التي تصادف الـ12 من شهر ربيع الأول من كل عام هجري.

مناسبة دينية لطالما احتفى بها اليمنيون مثل غيرهم من الشعوب الإسلامية احتفاءً شعبياً ورسمياً مفعماً بالروحانية الإيمانية، بعيداً عن الاستغلال والتوظيف السياسي.

احتفاءات شعبية تلقائية عفوية اعتاد عليها اليمنيون عبر تاريخهم، في الشمال والجنوب والشرق والغرب، قبل أن تحولها مليشيا الحوثي منذ انقلابها في سبتمبر 2014م، إلى موسمٍ للجباية وتنمية أرصدة قياداتها، ومناسبة لتكريس الانقسام اليمني وتعزيز خطاب الكراهية والبغضاء واستجلاب وتغذية النزعات المذهبية والطائفية والعنصرية المقيتة.

قبل حلول موعد المناسبة بقرابة 5 أيام، كانت المادة اللاصقة في منشورات الاحتفاء الحوثي بـ(المولد النبوي)، والمتضمنة لآياتٍ من القرآن الكريم، واسم الرسول محمد، ولفظ الجلالة، -كانت هذه المادة- قد جفّت وتآكلت بفعل عوامل التّعرية، لتتساقط تباعاً ملصقات الاحتفاء الحوثي -كلياً أو جزئياً- وتذروها الرياح إلى الشوارع والأرصفة وساحات الأراضي الخالية وأسطح المنازل وأغصان الأشجار.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمن البديهي أن يستقر المقام بهذه الملصقات إلى نقاط وأكياس وعربات ومقالب تجميع القمامة وفضلات الطعام، في مشاهد وأشكال وصور ومظاهر، تتطابق ضمنياً ودلالة واستفزازاً مع قصص الرسوم المسيئة للإسلام والنبي محمد، مظاهر وصور لا تستسيغها النفس البشرية ولا يتقبلها العقل والمنطق، ولا تليق بعظمة وشأن صاحب المقام والمقال ذاته.

أكياس دعائية وخرق تنظيف للزجاجات

أكياس دعائية طُبعت على ظهرها آيات من القرآن الكريم واسم الرسول محمد (ص)، واسم لفظ الجلالة، يقول ابراهيم غانم (موظف حكومي وباحث اجتماعي) إن مثل هذه الأكياس إساءة بحد ذاتها للرسول محمد، "لا أحد يعلم أين ستوضع هذه الأكياس وماذا سيُحمل بداخلها"، مشيراً إلى أنّه شاهد سائق باص "يمسح زجاج الباص بقطعة قماشية من هذه الشاكلة".

ورصد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مظاهر احتفائية لقيادات حوثية تضع ملصقات وأكياساً احتفائية بـ(المولد النبوي) عند أقدامهم.

وأقرت إدارة تحرير (نيوزيمن) محو لفظ الجلالة واسم محمد من الصور الملتقطة للمادة، والتحفظ على نشر صور صادمة أخرى أكثر فجاجة، سيعدّ نشرها مشاركة في الخطأ والإساءة.

ويرى إبراهيم غانم (38 عاما) أن مليشيا الحوثي تسيئ بذلك للمولد النبوي وصاحبه "عليه الصلاة والسلام"، معتقداً أنها تفعل ذلك إمّا عن جهل أو غباء، أو أن الجماعة تفضح نفسها "فهي تستغل الدين لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية لا أكثر"، وقال لـ(نيوزيمن)، "مثلها مثل جماعات الإسلام السياسي".

وإجمالاً يعتقد الباحث الاجتماعي غانم أن مليشيا الحوثي تتعامل مع مناسبة المولد النبوي وصاحبه كـ(سلعة تجارية) تسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من الجبايات، وفي نفس الوقت تخادع الأتباع بشعارات المحبّة والمولاة وغيرها،

إرهاب فكري وإفلاس سياسي

مشيرا كذلك إلى ما يمكن تسميته "الإرهاب الفكري" للمواطنين في مناطق سيطرتها بإيحاءات أحقيتها في الوصاية على الناس وإدارة شئونهم وقمع المعارضين لها، باعتبار معارضتها معارضة لرسول الله، وقال: "هو إفلاس سياسي في كل الأحوال وفقدان للثقة".

وفيما اعتبر ذلك مؤشرا على اضطراب الجماعة سياسيا وفكريا وثقافيا، ونسف ما تزعمه من رؤية إدارية واقتصادية وسياسية، وتعميم حالة الجهل والإسفاف الفكري في صفوف مواليها والمنتفعين منها، استغرب الباحث الاجتماعي غانم في نفس الوقت سكوت أعضاء في مجلس النواب ومسئولين (مفترضين) في مناطق سيطرتها بمن فيهم علماء وخطباء مساجد "المتشدّقين بصرخات محبّة رسول الله" -حسب تعبيره- عن مثل هذه الإساءات.