فقيه وداعية في أوقاف “مأرب” يكتب عن: شرعية التطبيع وأكاذيب السنة والشيعة عن الخلافة وتحرير بيت المقدس
السياسية - Saturday 31 October 2020 الساعة 08:00 am
التطبيع ذكر ضمناً بأحاديث نبوية صحيحة، والخلافة كذبة صدقها الشيعة والسنة 80 عاماً، مع أن آخر خلافة ببيت المقدس هي للسلطان عبدالحميد الثاني ولا خلافة بعدها حتى نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
كل المشاكل والدماء والصراعات التي نشبت بالعالم الإسلامي مردها إلى أفهام سقيمة تأولت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تأويلا خاطئا، وأعني هنا كل الأحاديث النبوية التي ذكرها علماء الإسلام عبر الأزمان المتعلقة بالخلافة ومدتها والملك العضوض والجبرية كحديث حذيفة وثوبان وغيرها التي ذكرها الشيخ الألباني، رحمه الله، بالسلسلة الصحيحة، وذكرها الحفاظ الكبار من قبله كالحاكم والذهبي وجلال الدين السيوطي والحافظ ابن حجر وغيرهم، ناهيك من أنها مدونة بعضها أو كلها وموزعة على الصحيحين والسنن والمسانيد.
لا ذنب لنبي الإسلام، عليه الصلاة والسلام، إن فهم بعض علماء أمته الكبار أحاديثه فهماً خاطئاً وحملوها ما لا تحتمل، وكما قال شيخ الإسلام ابن كثير إن تفسير ومعرفة الأحاديث النبوية يحتاج إلى إلمام بالتاريخ وتراجم الرجال والحوادث التي مرت عبر الأزمان حتى لا يتم تفسير الأحاديث على الاستقبال، كما هو الحال في موضوع الخلافة الإسلامية المزعومة والتي انتهت عام 1900م وكان آخر خلفائها السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وسيطرت على كل بلاد الإسلام بما فيها مصر والقدس والحرمين وهي آخر خلافة إسلامية ذكرت بالأحاديث النبوية الصحيحة.
لولا الفهم السقيم والجناية الكبرى على الإسلام ما وجد تنظيم القاعدة ولا داعش، بل وحتى الحوثيين، فهم نتاج ثقافة مغلوطة تقوم كغيرها على أوهام وامانٍ وتهويمات، ممنية أتباعها بأنها ستطرد اليهود من فلسطين وستعلن الخلافة المقدسة بمهدي الشيعة أو بمهدي السنة وأنهم سيحررون فلسطين حتى اندفع الشباب بلا كوابح، ذبحا وتفجيرا وقتلا وتدميرا لمن يصفونهم بالعملاء من الانظمة السياسية التي يقولون انها تحول دون تحرير الاقصى وفلسطين من البحر الى النهر بحسب ما لقنه شيوخهم لهم باعتباراها بشارات نبويه مؤكده ومقطوعا بحدوثها، بينما الحقيقة ان الاحاديث تحدثت بغير ذلك.
وأما فهم علمائكم أن حديث “ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار” هو خلافة وهيمنه فهو جهل بلغة العرب وقصور كبير في فهم المتون النبويه وهي معجزة لنبي الاسلام عليه الصلاة والسلام وليست نبوءة بخلافة على العالم كما فهمتموها أنتم..
.. كيف؟
كان الإسلام حتى قبل أكثر 150 عاماً محارباً ومرفوضاً بجميع قارات العالم خارج جزيرة العرب حتى ان ”دولا كانت تعدم أي شخص يشتبه بانتمائه للإسلام”، كما تم تهجير المسلمين من دول عدة، ولم يكن يسمح لهم ببناءالمساجد وممارسة شعائرهم ابدا، وشاءت ارادة الله تعالى ان تتحق نبوءة نبينا صلى الله عليه وسلم، ببلوغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار حتى وصل الاسلام كل عواصم العالم وانتشرت المساجد والمآذن بقلب اوروبا وطوكيو وبكين وبكل قارات العالم حتى غدو بالملايين.. وهذا هو بلاغ الدعوه والدين وهو سر عظمة ومعجزة الاسلام.
هل وصل الإسلام لليابان وواشنطن وموسكو وبكين وباريس على صهوات خيولكم الفاتحة وبسيوفكم المصلتة؟
الإجابة لا؛ فهذا هو البلاغ وتلك هي قوة الإسلام التي أدخلته إلى عقر دار المسيحية روما وعاصمة الضباب لندن وفرنسا ماكرون رغم كرههم للاسلام لكنه دخل وانتشر وهو ما اشار إليه الحديث الذي سيرد نهاية المقال.
البلاغ وانتشار الدين لا علاقة له بسيادة دولة الإسلام ولا خلافتها بالمطلق نظرا لما فصله نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم، بحديث آخر حيث قال:
"إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها”.
الحديث أعلاه يتحدث بوضوح عن حدود جغرافيا الدول الإسلامية جمهوريات وممالك... وهنا وضع الله تعالى خارطة متحركه للعالم واطلسا عالميا امام رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم حدد له الجزء الذي سيحكمه ملوك ورؤساء الاسلام "ما زوي لي منها" وفيه إشارة إلى ظهور الأنظمة ملوك ورؤساء على تلك الرقعة الجغرافيا التي سيحكمونها ملوكا لا خلفاء، أي ان بقية العالم هو خارج عن سلطتنا وسيادتنا وحكمنا كمسلمين، فعن أي خلافه اسلاميه للكرة الأرضية يتحدث هؤلاء؟
كثير من المشايخ الكبار للأسف بنوا على حديث "تقاتلون اليهود انتم شرق الأردن وهم غربيه" وحديث ابن عمر وابي هريرة "تقاتلون اليهود حتى يقول الحجر والشجر يا عبدالله يا مسلم: هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا شجر الغرقد فانه من شجر اليهود”.
وللأسف هناك دعاة وعلماء كبار رووا هذا الجزء من الحديث بخطب ومحاضرات باليمن والسعودية ومصر قبل 4 عقود وأوهموهم أن مسلمي العصر هم من سيحرر فلسطين وهم من سيحدثهم الحجر والشجر، أقول للاسف تناحرت الأمة واحرقت الاخضر واليابس واهلكت الحرث والنسل ونشروا الفوضى وعم الخراب ببلاد الاسلام سعيا منهم لتحرير بيت المقدس، وحينما تناقش احد هؤلاء المساكين يقول لك: النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك والشيخ هو من شرح ذلك وهو متمكن.
قلت لأحدهم: إني أشهد انك والمشايخ افتريتم وافتئتم على نبي الله صلى الله عليه وسلم، فالحديث طويل ورد بطريقين احدهما مختصرة وهي التي بلغت مشايخك فبشروا الناس بالفتح والخلافة ظنا منهم انها في مسلمي العصر، والمتن النبوي المجتزأ ورد في متن نبوي طويل جمع طرقه الشيخ الالباني، رحمه الله، والحديث ينص على أن نبي الله عيسى عليه السلام هو من ينزل وهو من يحرر فلسطين من البحر الى النهر وليس انتم أعني مسلمي العصر.. عيسى ابن مريم هو من يعطل التكنولوجيا، وهو من يصلي مع المسلمين ببيت المقدس ويسألهم عن الدجال فيخبرونه انه باسرائيل لأن الدجال يهودي وجاء ينصر دولتهم ويفتن المسلمين ويخرج بمن معه فيقاتل اليهود والدجال ويقتله بباب لد في فلسطين.
سيمضي “التطبيع” شئتم ام أبيتم، سخطتم ام رضيتم، وستظل القدس متاحة يصلي فيها المسلمون حتى نزول عيسى بن مريم عليه السلام.
أما الخلافة الموهومة تتصادم مع حقائق ثابتة بالنقل والعقل على النحو التالي:
- دولة إسرائيل قائمة، ومواطنوها لفيف من أصقاع الأرض، وهي مذكورة ببيان مفصل بسورة الإسراء لا تخطئها عين ظهورا وأفولا.
- الدجال يسبق نزول نبي الله عيسى بن مريم ودولة اسرائيل ما تزال قائمه ظاهرة.
ستظل حماس والجهاد وبعض الفصائل رافضة للتطبيع وتظل صامدة لا يضرها حصار ولا قطيعة ولا تآمر ولا قتل حتى ينزل عيسى بن مريم ويقودهم، ويقاتلون خلفه حتى يحرر فلسطين من البحر الى النهر ويعلن "ان الدين عندالله الاسلام”، وهذا ما نصت عليه الاحاديث ولا تحرير ولا خلافة قبلها، بل تطبيع وحرية عبادة للمسلمين ببيت المقدس حتى نزول عيسى عليه السلام.
كيف تقوم خلافة إسلامية للزاعمين بالخلافة الموهومة وجميع داعمي إسرائيل من الأوروبيين والامريكيين باقون على قوتهم ومهيمنون على القرار بالعالم بنص الحديث النبوي الصحيح "تقوم الساعة والروم أكثر الناس”.
هل هم كثيرون وحسب، فالكثرة قد لا تضرنا ودعنا نحلق مع اوهامنا وتخيلاتنا ولا تفسد علينا فرحتنا بخلافة قادمة؟
وهنا أقول ليس كثرة فحسب، وإنما هم أشد الناس علينا لما روي عنه صلى الله عليه وسلم: "اشد الناس عليكم الروم، وانما هلكتهم مع الساعة”، والسؤال: الروم هلكتهم مع الساعة وخلافتكم المزعومة سنة وشيعة قطعا ستقوم على عرصات المحشر؟
النبي عليه الصلاة والسلام بريئ من تفسيراتكم الخاطئة وتصوراتكم القاصرة وفهمكم السقيم لأحاديثه ولن تقوم خلافه ابدا حتى نزول عيسى بن مريم عليه السلام كما أسلفنا أعلى هذا.
ختاماً:
نزول عيسى عليه السلام بفلسطين كمخلص هو شيء اتفقت عليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، وهي ما تعرف بأدبياتهم وموروثهم معركة هرمجدون، والخلاف فقط في أن اليهود والنصارى يعتبرون نزوله انتصاراً لهم ولعقيدتهم ولحقهم بالأرض المقدسة، وهو بالطبع عندالمسلمين جاء للقضاء على الدجال ودولة بني إسرائيل وإعلان هيمنة الإسلام على الكرة الأرضية تبعا لإعلانه عليه السلام "ان الدين عندالله الإسلام”.
ومن هنا نقول:
لا المطبعين يستطيعون تغيير نواميس الكون بتطبيعهم، ولا الممانعين والمقاومين يستطيعون تحرير فلسطين وبيت المقدس قبل نزول الدجال ونزول عيسى بن مريم، وسيستمر التطبيع وسيستمر فلسطينيو الداخل، حماس والجهاد وفتح، بالممانعة حتى ذلك الزمان زمان ابن مريم عيسى.
المملكة السعودية ماضية باتجاه التطبيع مع إسرائيل، وعلى الشرعية أن تدرك أن خياراتها محدودة للغاية، فإما القبول بالتطبيع مع إسرائيل تبعاً للمملكة ودول الخليج، أو تستعد لطلب اللجوء بالمنافي وتسليم اليمن للحوثي والذي لاحقاً سيلتحق بركب التطبيع وسيطبع أوضاعه مع المملكة وليس في السياسة محاذير، فلا تراهنوا على الوهم.
والله من وراء القصد،،،
* الكاتب خريج شريعة وقانون، خطيب ومرشد ديني في محافظة مأرب منذ 1989م
لديه إجازة شرعية من العلامة القاضي محمد بن اسماعيل العمراني، ومن طلبة نائب مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان والدكتور صالح اللحيدان