وزير بريطاني: نشجع الحوثيين على اعتناق السلام
السياسية - Saturday 31 October 2020 الساعة 04:35 pm
دعا وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي، أطراف الصراع في اليمن إلى وقف إطلاق نار عاجل، والموافقة على اقتراح المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث للسلام بشكل عاجل.
وشدد "كلفيرلي"، بانه لن يكون هناك حل عسكري حاسم لهذا الصراع ما يستوجب إنجاز تسوية تفاوضية.
وقال الوزير البريطاني، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»: «لقد شهد المجتمع الدولي والمملكة المتحدة على وجه الخصوص سنوات من الألم والمعاناة للشعب اليمني.. هناك خطر كبير من المجاعة، وعليهم التعامل مع فيروس (كورونا)، وكان عليهم التعامل مع الكوليرا، ومن الواضح أنه لن يكون هناك حل عسكري حاسم لهذا الصراع»، مضيفا: «علينا أن نرى تسوية تفاوضية».
وتابع: "المملكة المتحدة حريصة على دعم مبادرات السلام التي يتوسط فيها مارتن غريفيث والأمم المتحدة، وتشجع جميع الأطراف على الدخول في حوار بروح إيجابية وقلب مفتوح «لمحاولة انهاء هذا الوضع الرهيب».
واعتبر كليفرلي تبادل الأسرى حديثاً أمرا مشجعا. وقال: «أعتقد أن ذلك يُظهر إمكانية الوصول لنتائج إيجابية، عندما تنخرط الأطراف المختلفة في الحوار، وأعتقد أن الوقت قد حان لاغتنام الفرصة لمواصلة العمل الإيجابي والتقدم».
وكشف الوزير البريطاني عن وجود اتصالات بين بلاده والحوثيين، معللاً ذلك بالقول: «تحاول المملكة المتحدة الحفاظ على حوار مفتوح مع الأطراف المعنية، لمحاولة تشجيعهم على العمل معاً بشكل وثيق».
وزاد: «سنواصل تشجيع الحوثيين على اعتناق السلام كما نفعل مع الأطراف الأخرى المشاركة في الصراع باليمن".
ومضى قائلا «لقد تحدثت مباشرة مع الحوثيين لأقول: استمروا في فعل الأشياء التي تبني الثقة"، مشيرا الى ان تبادل الأسرى يساعد في بناء الثقة، والسماح بالوصول إلى ناقلة النفط (صافر) يساعد كذلك، فضلاً عن ضمان وصول الدعم الغذائي من برنامج الغذاء العالمي إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه أيضاً».
واستدرك «يجب أن يستمروا في فعل هذه الأشياء، ويمكن للمجتمع الدولي والشعب اليمني ودول المنطقة رؤية نمط سلوك إيجابي، وعندما يتفاعلون إيجابياً ستسلط المملكة المتحدة الضوء على هذا الإجراء الإيجابي؛ لكن إذا فعلوا أشياء نشعر بأنها تؤدي إلى نتائج عكسية للسلام فسنكون منتقدين؛ لكننا نفضل كثيراً أن نكون إيجابيين، ونعزز السلوك الإيجابي بدلاً من أن نكون منتقدين».
واستطرد الوزير البريطاني قائلا: «خلال صيف هذا العام، رحبت المملكة المتحدة بوقف إطلاق النار من جانب واحد، والمعلن من التحالف الذي تقوده السعودية..كان ذلك موضع ترحيب كبير، وأظهر التزاماً حقيقياً بالعمل الإنساني، وشجعنا جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار هذا، فقد كان دليلاً على حسن النية والإنسانية في وقت صعب، وقلنا إنه يجب أن يكون فرصة للجميع في اليمن، بما في ذلك الحوثيون».
واردف «لقد كانت فرصة لاحتضان السلام والانخراط في المقترحات التي قدمتها الأمم المتحدة عبر مارتن غريفيث، لتوقيع الإعلان المشترك، والتأكد من أن السلام الذي ربما كان في متناول أيدينا تقريباً قد تم تحقيقه».
وأكمل قائلاً: «عبَّرنا عن خيبة أملنا عندما كانت هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار، فالسلام لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تكون هناك ثقة، وهذا هو سبب تشجيعنا».
وحول الانتقادات الموجهة لغريفيث واتهامه بالعمل لمصالح بلاده أكثر من اليمن.. قال كليفرلي: «مارتن غريفيث دبلوماسي يحظى باحترام كبير على الساحة الدولية.. إن حقيقة اختياره من قبل الأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً لها في هذا الموقف الأكثر صعوبة وحساسية، علامة كبيرة على الاحترام الدولي الذي يحظى به مارتن».
واضاف «طبعاً نحن فخورون جداً بأنه بريطاني المولد؛ لكن وظيفته لم تأتِ من الحكومة البريطانية؛ بل من الأمم المتحدة، وتركيزه بلا هوادة على الشعب اليمني، وعندما تحدثت معه أستطيع أن أرى شغفه بإحلال السلام للمساعدة في منع خطر المجاعة، ولمحاولة تقليل عدد اليمنيين الذين يُقتلون، إما نتيجة مباشرة لهذا الصراع وإما من خلال المرض كنتيجة ثانوية لذلك. .إنه دبلوماسي دولي محترم للغاية».
وازاء التبرعات التي تدفعها بريطانيا لليمن، قال الوزير البريطاني: «اليمن مثال جيد؛ حيث نساعد في إطعام ملايين اليمنيين من خلال تبرعاتنا، كما نسهم في دعم الكوادر الطبية والمعلمين».
وتابع «جددنا التزامنا بدفع 200 مليون جنيه إسترليني هذا العام لنصل بالتزامنا الكامل منذ بدء الصراع إلى مليار جنيه إسترليني».
وخلص الى القول «ولكن أفضل هدية يمكن أن تقدمها المملكة المتحدة لشعب اليمن هي إنهاء هذا الصراع... ولهذا السبب يجب أن يسير عملنا الإنساني الذي نفخر به جنباً إلى جنب مع دبلوماسيتنا. .إن عملنا لبناء السلام».