10آلاف قتيل وجريح و"صفر" مواقع.. الحصاد الكامل لهزائم الشرعية بـ"نهم"

تقارير - Wednesday 04 November 2020 الساعة 09:23 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

عانت قوات الجيش المحسوبة على حكومة الرئيس المؤقت (هادي)، في الأشهر الماضية، إخفاقات مدوية، حيث منيت بانتكاسات عسكرية كبرى في "نهم" شرق صنعاء، ومحافظتي الجوف ومأرب، بعد هجمات ذات طبيعة استراتيجية قام بها الحوثيون.

وتعد هيمنة تنظيم الإخوان على قوات الشرعية، وأيضا توجهات القيادات العليا، مفتاح السر للهزائم الثقيلة التي منيت بها، في جبهة "نهم" شرقي العاصمة صنعاء، والتي توسعت لاحقاً إلى في محافظتي الجوف ومأرب.

ففي نهاية فبراير الماضي استولى الحوثيون على مساحات شاسعة من الجوف المتاخمة لمأرب في شمال البلاد، بما في ذلك مدينة الحزم مركز المحافظة، وصولا إلى معسكر اللبنات الاستراتيجي.

وقبل ذلك، وتحديداً في شهر يناير من العام الجاري، تهاوت مواقع قوات الشرعية في منطقة نهم شرقي صنعاء، في أيدي مليشيا الحوثي، بعدما ظلت الأولى محتفظة بمعظمها من العام 2015.

>> الدفاع تتكتم.. سقوط آخر جبهة للشرعية بـ"نهم" ومعسكر "ماس" تحت نيران الحوثيين

وفي غضون تصريحات أطلقها وزير الدفاع في حكومة الشرعية اللواء محمد المقدشي، زعم فيها أن قواته باتت تطل على العاصمة صنعاء، شنت مليشيا الحوثي هجوما كبيرا على جبل المنارة الاستراتيجي، المطل على مديرية أرحب من جهات متعددة.

وبعد أسبوع من المواجهات بين الطرفين، انهارت قوات الشرعية، وأصدرت وزارة الدفاع توجيهات للمقاتلين بالانسحاب من الجبل، لتستولي عليه مليشيا الحوثي.

وكانت قوات الشرعية قد سيطرت على جبل المنارة، بعد تحضيرات استغرقت ثمانية أشهر، وشملت شق طريق لمرور المعدات العسكرية، كما خسرت فيه قرابة 200 قتيل وأكثر من 500 جريح وفقاً لمصادر عسكرية متعددة تحدثت لـ"نيوزيمن".

غير أنها تخلت بشكل مفاجئ عن سلسلة جبال "المنارة" ذات الموقع الجيوعسكري الحاسم، إذ تراجعت قوات المنطقة العسكرية الثالثة إلى منطقة "الجفرة"، وتقدمت مليشيا الحوثي، بشكل متسارع وسيطرت على مواقع استراتيجية بالقلب والميمنة وقرب نقيل "بن غيلان" ومركز المديرية "المديد"، وأيضاً الجبال المطلة على مديرية أرحب وهي جبال القطبي.

وفي جبهة المسيرة تراجعت قوات الجيش من مناطق محاذية لمديرية صرواح غربي مأرب وهي (جبال صلب والخانق والقرود والكولة)، وحاليا ثبتت مواقعها في الجبال وسهول تحت منطقة الجدعان وصولا إلى كمب ربيش بن كعلان.

ووفقاً لمصادر "نيوزيمن"، فقد انسحبت قوات الجيش في قطاع المنطقة العسكرية الثالثة، لمسافة 80 كم قرب جبل هيلان وسيطرت ذراع إيران عليها وعلى الخط الرابط ما بين مارب وكمب كعلان.

في حين ثبتت المنطقة العسكرية السابعة التابعة لحكومة الشرعية قواتها في جبهة القلب بالجفرة وصحراء اللسان وام العربي وهي منطقة قريبة من براقش تابعة للجوف وصولا إلى مفرق الجوف. 

ومؤخراً سيطرت مليشيا الحوثي على منطقة "كمب كعلان" وعدة قرى في مديرية الجدعان بمحاذاة جبل قطبين وجبل مرثد الاستراتيجي.

وبحسب المصادر، فإن الجبهة التي ما تزال تديرها قوات المنطقة العسكرية الثالثة حاليا تقع في الصحراء وقريبة من مديرية رغوان، وسط تساؤلات عدة عن أسباب تخلي قوات الشرعية عن غالبية مواقعها خصوصا في ظل تعدد الروايات عن حقيقة ما جرى.

ولم تصدر وزارة الدفاع أي توضيحات حيال الهزائم الأخيرة، غير أن قيادات في الوزارة محسوبة على حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، سربت معلومات في "جروبات واتس آب داخلية" بها تفيد باختراق مليشيا الحوثي لشبكة الاتصالات اللا سلكية الخاصة بالجيش وإصدار أوامر وهمية للقوات المرابطة في نهم وتعطيل شبكة الاتصالات الأخرى والإنترنت حتى أصبحت المنطقة العسكرية السابعة التابعة للجيش الوطني معزولة تماماً.

وزعمت بعض القيادات الإخوانية، ضعف التغطية الجوية من قبل مقاتلات التحالف العربي، بقيادة السعودية، لقوات الشرعية في معركة "نهم" وكذا ندرة الأسلحة، غير أن الواقع كان عكس ذلك تماما، حيث تركت الشرعية مخازن أسلحة ومعدات قتالية ثقيلة ضخمة واستولت عليها مليشيا الحوثي.

وسيطرت المليشيا الحوثية على معدات عسكرية حديثة بينها دبابات ومدرعات وإم بي إم، من ترسانة قوات الشرعية في "نهم"، وعرضتها على وسائل إعلامها، وإثر ذلك حاولت وزارة الدفاع في مأرب تبرير الفضيحة العسكرية بادعاء أن تلك الأسلحة غير صالحة للاستخدام.

وتقدر مصادر عسكرية في وزارة الدفاع بمأرب، مقتل 3000 جندي وإصابة أكثر من 7 آلاف من عناصرها في جبهة "نهم" منذ اندلاع المعارك هناك.

واعترف مصدر عسكري آخر في حديث لـ"نيوزيمن"، بخسارة قوات الجيش الوطني لترسانة أسلحة كبيرة سيطرت عليها المليشيا الحوثية، إضافة إلى إحراق آليات عسكرية كثيرة من قبل العسكريين خلال الانسحابات من المعارك.