عسكر: مستشفى المخا يقدِّم خدمات بديلة للقطاع الصحي المدمَّر بالحديدة

المخا تهامة - Saturday 07 November 2020 الساعة 09:19 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

في المناطق المحررة جنوب الحديدة، لا يُترك للمرضى كثير من الخيارات سوى التوجه للمستشفى العام بالمخا، إذ تسببت حرب مليشيا الحوثي في تدمير بنية القطاع الصحي تماماً.

لكن قطع مسافة تقدر بمئات الكيلو مترات تبدو مرهقة لمن يغالبون آلامهم للوصول إلى طبيب الطوارئ، بل بعضهم يفقد حياته قبل الوصول إلى المستشفى.

قالت إحدى الأمهات لنيوزيمن، أثناء تواجدها، صباح الجمعة، في إحدى عيادات مستشفى المخا، إن ما يدفعهم للمجيء إلى هنا هي الأخبار الجيدة بوجود أطباء في هذا المرفق الصحي مقارنة بالمراكز الصحية التي أعيد تأهيلها جنوب الحديدة.

تضيف، إن العيادات والمراكز الصحية في مناطق الحديدة المحررة بدأ بعضها بالعمل، لكنها تقدم إسعافات أولية فيما تفتقر جميعها للتخصصات الطبية التي يحتاج إليها المرضى الذين ليس بوسعهم سوى القدوم إلى المخا.

افتقار المناطق المحررة من الحديدة للمستشفيات ذات التخصصات المتعلقة بالأمراض الشائعة يسلط الضوء على القطاع الصحي المدمر والذي لم يتمكن من التعافي رغم مرور كل تلك السنوات التي أعقبت تحريرها، نظرا للأضرار الفادحة التي طالت بنيته الرئيسية.

وقبل أيام تحدث سكان عن وفاة ثلاث أمهات بالدريهمي أثناء الولادة لعدم وجود طبيبات توليد فيما المتوفر هو قابلات لا يملكن الخبرة الكافية للتعامل مع الحالات الطارئة.

من بين الأمهات الثلاث، توفيت إحداهن وهي في الطريق لإسعافها، إذ فقدت طفلها وروحها، في وقت كان مسعفوها يحاولون جاهدين قطع المسافات البعيدة للوصول بها إلى المخا.


لكن الحظ، لم يقف إلى جانب الأم المسكينة، إذ فقدت كمية من دمائها وتوفيت في الحال، ولم يكن أمام أقاربها من بد سوى العودة بها إلى بلدتها الريفية لدفنها.

تقدم الواقعة دليلا إضافيا على مدى ضعف القطاع الصحي الذي تعرض للدمار جنوب الحديدة، بسبب حرب مليشيا الحوثي.

وفي موازاة ذلك، يحاول القائمون على مستشفى المخا توسعة قدراته الاستيعابية بما يخدم هؤلاء المرضى الذين تعرض القطاع الصحي في مناطق سكنهم للتدمير.

وقال مدير مستشفى المخا نصر عسكر، في لقاء عبر الهاتف مع نيوزيمن، إن أكثر من 50 بالمائة من المرضى هم من سكان محافظة الحديدة.

وأضاف، إن الطبيعة الإنسانية لمهنة الطب تمنع عدم استقبال هؤلاء، لكن إقبالهم الكثيف على المستشفى شكل ضغطا على الخدمات وقطاع الأدوية.

ويشرح عسكر الخطوات والانجازات التي أحدثها في المستشفى بما فيها إدخال أجهزة جديدة وفتح اقسام لم تكن متواجدة من قبل، وقد كان ذلك التوسع عاملا مساعدا في استيعاب ذلك القدر من المرتادين على المستشفى وطالبي خدماته الطبية.

ومن بين الأشياء الأكثر أهمية في ذلك هو توفير حاضنة أطفال لمن يعانون من مشكلة الولادة المبكرة.

وساهم ذلك القسم الذي يحتوي على ثماني حاضنات حتى الآن، في إنقاذ حياة العشرات من الأطفال ممن ولدوا بفترة أقل من المعدل الطبيعي، فيما منحت لهم تلك الأقفاص الزجاجية أعماراً جديدة.

وفي المختبر، كانت أكثر من عشرة أجهزة تقف جنباً إلى جنب وبعضها يؤدي وظائف طبية دقيقة كانت مناطق الساحل الغربي قبل أشهر تفتقر إليها، خصوصا جهاز فصل البلازما وجهاز تحديد نسب اليوريا والكرياتين في الدم.

وتعمل إدارة المستشفى حاليا على تجهيز بنك للدم، كأول بنك في مناطق الساحل الغربي، بالإضافة إلى تجهيز مركز أشعة متطورة.

ومن شأن تلك التحديثات أن تخدم آلاف السكان على طول الساحل الغربي، لكن انتشال القطاع الصحي في المناطق المحررة بالحديدة يبقى أمرا ضروريا لإنقاذ حياة المرضى.