إخوان جبل حبشي ومعركة كسر العظم مع سالم.. خيارات مشرعة لعنف منفلت

السياسية - Tuesday 10 November 2020 الساعة 11:52 am
نيوزيمن، باسم علي:

ظهر مؤخراً الإخوان في جبل حبشي كصوت ارتفع في مواجهة سيطرة سالم على قرار الجناح السياسي والجناح العسكري، وهذا الظهور جاء نتيجة تراكمات تجمعت منذ بداية الحرب في تعز ضد مليشيات الحوثي.

خلال 2011م كان إخوان جبل حبشي هم الأكثر حضوراً في المشهد من خلال دفعهم بأعداد كبيرة من المقاتلين لمواجهة القوات الحكومية حينها، غير أن قيادة المقاتلين كانت تتم عبر قيادات فرضها الشيخ حمود المخلافي والمقر حينها.

سيطرة إخوان مخلاف أو إخوان شرعب على القيادة خلال الحرب أزاحت قيادات كبيرة إخوانية تنتمي إلى جبل حبشي وشمير مقبنة وظهر من الحجرية بعض القيادات التي تقلدت مهام خطيرة جلبت لها الوبال أكثر من الامتياز، مثل: ضياء الحق الأهدل ورشيد القدسي ومسؤول معسكرات قوات الإخوان في تعز الذي قتل بعد اغتيال الحمادي في حادث غامض.

تفيد المعلومات أن سالم رفض تعيين يوسف الشراجي محافظا لتعز، كما أنه عارض تعيين الخولاني لقيادة الشرطة العسكرية وأنه مؤخرا جمد تحركات محمد سالم الخولاني وقوات الشرطة العسكرية بعد أن ظهر الخولاني كقائد نشيط ومخلص للإخوان في حرب الحجرية، كون الخولاني محسوبا على جناح الإخوان في جبل حبشي، وعلى علاقة بعلي محسن الأحمر مباشرة تتجاوز “سالم”.

كما رفض سالم تعيين العميد أمين جعيش قائدا للواء 17 مشاه رغم أنه يحمل سيرة مهنية جيدة، وجاء بالأهدل من اللواء 35 مدرع لأن جعيش أيضا محسوب على جناح الإخوان في جبل حبشي وتابع لأمين عبده سعيد وخالد فاضل، في حين الأهدل من المخلصين لسالم، وهو بطيئ الحركة ولا يفعل سوى ما يقرره له “المقر”.

اعتراضات سالم على قيادات الإخوان المنتمية إلى مديرية جبل حبشي مبنية على مخاوف من أن هذه القيادات قادرة على تشكيل تحالف يضم شمير وصبر والحجرية لمواجهة هيمنة سالم وجناحه النافذ داخل التنظيم الدولي فرع تعز.

ظهور النغمة المناطقية داخل فرع الإخوان المسلمين في تعز جاء بعد كثير من الصبر والصراع الداخلي الذي خرج مؤخرا للعلن وفشلت قيادات التنظيم في احتوائه، وهو صراع فيه كثير من الجرأة من قبل القيادات المعترضة، كونه يعرف عن التنظيم الانضباط الكبير مهما كانت أسباب الصراع.

وتفيد المعلومات بأن الانتشار المسلح الذي شهدته تعز عقب مقتل نجل القيادي الإخواني أمين عبده سعيد شاركت فيه حتى حراسة قائد محور تعز خالد فاضل وجنود من كل وحدات الجيش في المحافظة ينتمون إلى جبل حبشي ومناطق الحجرية وصبر وشمير مقبنة، في أول استعراض مسلح للتحالف الذي يخشاه سالم ويعمل على عدم تشكله.

انشغلت قيادات جبل حبشي الإخوانية في المواجهات مع مليشيات الحوثي، كون المديرية فتحت فيها المليشيات أكثر من 11 جبهة وما زالت كثير من الجبهات موجودة حتى اليوم، في حين استغل سالم هذا الانشغال لبناء نفوذه وقوته استنادا إلى منصبه كقائد تعز الأول حتى قبل قائد المحور.

يتزعم اليوم جناح الإخوان في جبل حبشي تحالفا لمواجهة نفوذ سالم داخل الجيش والتنظيم وداخل المناطق المحررة، في حين يمسك سالم بمفاتيح القوة العسكرية بعد أن أضاف لقوته اللواء 35 مدرع والذي لا تستبعد مصادر عسكرية أن يستخدم قواته ضد منافسيه في الحجرية وجبل حبشي وخصوصا قوات اللواء 145 الذي يقوده خالد فاضل.

انتهى سالم من تجريد صادق سرحان من قوته ممثلة باللواء 22 ميكا ومن إزاحة عبده حمود من نفوذه القوي في اللواء 17 مشاه بتعيين قائد للواء موال له، وضمن بالتحالف مع اللواء الخامس وعدنان رزيق وسيطر على اللواء 35 وعين له قائدا تابعا له ويتفرغ اليوم لإزاحة منافسيه داخل فرع التنظيم في تعز وأهم جناح ينافسه هو قيادات جبل حبشي بقيادة أمين عبده سعيد نائبه في سلم القيادة التنظيمية ومسؤول الملف الأمني في تعز.

ويتهم أمين عبده سعيد بشكل مباشر سالم بإفشاله من خلال العبث بالملف الأمني من خلال أدواته العسكرية والعصابات المرتبطة به في كل الوحدات التابعة لمحور تعز، غير أن عبده سعيد لم يكن يتوقع ان يصل عبث سالم وجرائمه إلى أبنائه وبيته.

الأيام القادمة مفتوحة على احتمالات كثيرة أهونها تنامي عمليات الاغتيالات المتبادلة ذات الطابع المناطقي بين جناح سالم ومعه مخلاف وجناح أمين عبده سعيد ومعه جبل حبشي.