القائد الحمادي واللواء 35 مدرع.. هيكلة هادي وتحديات الانقلاب الحوثي

السياسية - Monday 16 November 2020 الساعة 04:39 pm
نيوزيمن، كتب/ منصور سروري:

في إطار إعادة هيكلة القوات المسلحة التي كانت واحدة من مطالب الثورة الشبابية السلمية، ‏وشرطاً من شروط التهيئة والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، ‏شرع رئيس الجمهورية عبد ‏ربه منصور هادي بإجراءات الهيكلة التي كان اللواء 35 واحداً من مظاهرها. ‏

في يوم الاثنين 26 نوفمبر 2012 اكتملت عملية المناقلة العسكرية بين اللوائين العسكريين 35 ‏مدرع، واللواء 33 مدرع، حيث انتقل اللواء 35 إلى معسكرات ‏ومواقع اللواء 33 مدرع بمحافظة ‏تعز وتوزع في ثلاث معسكرات هي: معسكر خالد الذي يقع عند مفرق مديرية المخا، والمطار ‏القديم على مدخل مدينة تعز ‏الغربي، ومعسكر لبوزة في محافظ لحج، وبالمثل استلم اللواء 33 ‏مدرع معسكرات ومواقع اللواء 35 مدرع بمحافظتي لحج والضالع. ‏

وكان قائد اللواء علوي الميدمة قد أصدر قبل الانتقال من الضالع قراراً قضى بتعيين العقيد ركن ‏عدنان الحمادي قائداً للكتيبة 64، والتي انتقلت إلى معسكر ‏لبوزة، وفي بداية شهر فبراير ‏‏2013 عين قائداً لمعسكر لبوزة الذي يحتوي على كتيبتي دبابات هما الكتيبة 64 ‏دبابات، ‏والكتيبة 61 دبابات، وكتيبة مدفعية، ‏وسرية مشا معززة بهونات، وعربات مدرعة، وأطقم ‏مسلحة برشاشات دشكا و14.5 وبطارية دفاع جوي. ‏

أخبرني القائد (الحمادي) أنه تفاجأ عند استلامه لمعسكر لبوزة أن الدبابات والمدافع التي وجدها، وكانت ‏تتبع اللواء 33 مدرع الذي انتقل للضالع كانت سيئة للغاية من ‏حيث الجاهزية الحربية، وأكد لي ‏أنه من المؤسف أن المناقلة شملت الأفراد وأسلحتهم الشخصية، ومعدات خفيفة، ولم تشمل ‏المعدات الثقيلة كالدبات ‏والمدافع. ‏

اعتكف طيلة سنتي 2013، 2014 قائماً على إعادة صيانة الأسلحة الثفيلة لكتيبته، ورفع جاهزيتها ‏الحربية. ‏

في 10 يوليو 2013 صدر قرار جمهوري بتعيين العميد ركن يوسف الشراجي ـــ كان قائداً للواء ‏‏82 بباجل ـــ قائداً للواء 35 مدرع خلفاً لعلوي الميدمة. ‏

وكما أخبرني ـــ في جلسة معه عقب استدعائي لأبقى معه سأشير إلى ذلك في مكانه المناسب ‏من هذه المقالة الخاصة لبعض أسفار سيرته المجيدة ـــ أنه خلال ‏هذه الفترة تقوت علاقته باللواء ‏محمود الصبيحي الذي كان قائداً لمحور العند، فصار بعد ذلك قائداً للمنطقة العسكرية ‏الرابعة ‏وسبب تقوي تلك العلاقة أنه كان ‏يُنَفِّذ، بنجاح، كل المهام التي ‏يوجِّهها إليه، حتى باتت ‏الوحدات العسكريّة الموجودة في "معسكر لبوزة" محط احترام وتقدير من الصبيحي. ‏

كان يتابع عن كثب جل الأحداث التي تشهدها البلاد، خاصة فعاليات مؤتمر الحوار ‏الوطني، ‏النقاشات التي تمت فيه وأيضاً ‏المخرجات التي خرج بها مؤتمر ‏الحوار، إلى درجة أنه ‏خلال تلك الفترة اقترح على قيادة اللواء استضافة أساتذة أكاديميين، من جامعة تعز، وفريق من ‏التوجيه المعنوي باللواء لإلقاء ‏محاضرات على أفراد المعسكر خاصة بمخرجات ‏مؤتمر الحوار. ‏

تسارعت الأحداث في البلاد، واستغل صالح والحوثي حالة اللاتماسك بين الأحزاب السياسة ‏الحاكمة، وانعكاسات فقدان التماسك الوطني على أداء القيادة ‏السياسية، وتوظيف المزاج الشعبي ‏المتذمر من أداء الحكومة السلبي لينشأ تحالف بين صالح والحوثي بدأ يقوم بثورة مضادة من ‏دماج، فعمران فدخول العاصمة، ‏وصولاً إلى محاصرة الرئيس، والحكومة.... الخ ما يعرفه ‏الجميع. ‏

وكان القائد الشهيد وكثيرون طبعاً يتوقعون أن تحالف الحوثي - صالح لن يقف عند دخول ‏العاصمة صنعاء في يوم 21 أيلول الأسود، وإنما سيزداد نهمهم لما هو ‏أكثر بإسقاط النظام ‏الشرعي للدولة بكل سلطاتها. ‏

قال لي القائد عندما أزيح العميد الشراجي من القيادة في 29 أكتوبر 2014، وعين منصور ‏معيجر (وهو من محافظة الجوف) قائداً للواء 35 مدرع ـــ وكان ‏سابقاً أركان حرب اللواء 29 ‏مدرع بعدن ـــ ثبت لدي أن هذا الإجراء يشير إلى أن الحوثيين سوف يستهدفون تعز، ‏والمحافظات الجنوبية بدليل أن كل ‏الممارسات كانت تدفع باتجاه تصعيد لأحداث، وليس باتجاه ‏تهدئتها. ‏


للوقوف على الفترة التي عاشها القائد بين نوفمبر 2014 إلى يوم صدور قرار تعينه يوم ‏الخميس 2 أبريل 2015 قائداً للواء 35 مدرع وصولاً إلى تاريخ ‏رحيله أرجو العودة إلى حوارات ‏القائد الموجودة بموقع الرصيف برس، والاشتراكي نت، وصحيفة الشارع وغيرها على شبكة ‏الإنترنت. ‏

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك