ردة فعلهم أهم من القرار الأمريكي.. محمد عايش يكتب عن الحل الوحيد للحوثيين ولليمن

السياسية - Tuesday 12 January 2021 الساعة 08:13 pm
عدن، نيوزيمن:

مرةً صرح جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي الأسبق في اليمن، أن واشنطن تعتبر "الشعار" الحوثي مجرد "مزحة سخيفة".

أمريكا بالفعل لم تأخذ شعار "الموت" بجدية. لكنها أخذت مجمل واقع الحوثيين وبنت عليه موقفها الذي يصنفهم كجماعة إرهابية.

الخشية الآن أن لا يأخذ الحوثيون القرار الأمريكي بجدية، أو يعتقدون أن بإمكانهم تجاوزه بدون الكثير من الخسائر، استنادا إلى تجربة حزب الله مثلا، الحزب الذي لم يؤثر كثيراً في وجوده ونفوذه اعتبار واشنطن له إرهابيا.

الواقع مختلف جداً:

أولاً لسنا لبنان، البلد الذي يتمتع بموقع محوري في خارطة الشرق الأوسط والعالم، ويمتلك علاقات عريقة وثرية مع الغرب والشرق.

ثانياً والأهم: الحوثيون ليسوا حزب الله، فالحزب، على عكسهم، حافظ على وجود القوى السياسية المنافسة والمناوئة له كما حافظ على وجود الدولة بشكلها المتوافق عليه بمرجعية اتفاق الطائف. ورغم هيمنته الفعلية على كل شيء، إلا أن المسافة التي حافظ عليها، شكلا، بينه وبين السلطة سمحت للعالم بأن يميز بينه وبين الدولة اللبنانية، ما مكن الأخيرة من النجاة لحدٍ ما من عواقب التصنيفات الدولية للحزب، كما مكن الحزب نفسه من امتلاك هامش واسع للمناورة وعقد التحالفات الداخلية والتغلب على كثير من آثار التصنيف.

أما الحوثيون فسيطروا على الدولة، وتخلصوا من كامل الطبقة السياسية، المعروفة  في اليمن على مدى أكثر من60 عاما. لذلك لا يوجد عمليا غيرهم في العاصمة بما يغلق أية فرصة أمام أي بلد صديق لليمن للتعامل مع سلطة صنعاء.

ثالثا: السعودية والإمارات ليستا إسرائيل، وبمجرد إيقافهما للحرب ستتوقف معها "الشرعية" التي يعتقد الحوثيون انهم استمدوها من "الدفاع" عن البلاد. بمعنى أن الموقف السياسي والاجتماعي القوي لحزب الله والمستمد من وجود إسرائيل الدائم على تماس معه، ليس متوفرا للحوثيين. وهذا كله سيجعل من مشكلتهم مركبة: 

فالتعبئة الحربية، وترسانة المقاتلين، سيتحولان في غياب الحرب إلى عبء..

والعجز عن إدارة الدولة المعزولة دولياً سيصبح عبئاً..

ووجود قطاع اجتماعي يمني عريض رافض لهم، و"حكومة شرعية" في مناطق أخرى؛ عبء..

ومخاوف أي طرف داخلي، كيانات او شخصيات، من الاقتراب منهم حتى لا يُدمغ بالإرهاب عبء.

واستحالة التواصل مع العالم بسبب التصنيف الإرهابي عبء.. 

وبقاء إيران شريانا وحيدا للدعم والاعتراف، بما يكرس صورة وواقع الجماعة كوكيل إيراني محض، عبء إضافي.

هذا غير الحمولة الأساسية من الأعباء الضخمة التي تشكل الهوية النهائية للجماعة، وتحول بينها وبين التصالح مع نفسها قبل التصالح مع الناس: الولاية، وآل البيت، (وطبيعة شخصيتها وتمثيلها الطائفي والمذهبي) .

لدى الحوثيين حل وحيد لإنقاذ أنفسهم وإنقاذ بلادهم وهو أن يتخلوا عن "الحوثية". وأن يصبحوا أي شيء آخر بشري وطبيعي.

تابع أيضا:

بومبيو: القاعدة أقام مركزاً لقيادته في طهران ونواب أيمن الظواهري موجودون هناك حالياً

محمد علي يتحدث عن اقتحام الكونغرس.. ذراع إيران مصدومة من أمريكا - رصد

تبخُّر أموال الحوثي في الخارج وتقليص التمويل

الحوثي "منظمة إرهابية".. إسقاط لشرعنة سلطتها بجهود جريفيث - استطلاع

نبيل الصوفي: قبل أن تنتهي اليمن محاصَرة بالعقوبات.. واجب استعادة “صنعاء” من جيش إيران

سياسيون: تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية توصيف دقيق وواقعي