جبايات باسم منتخب الناشئين.. استجرار حوثي لمعاناة سكان صنعاء إلى 2022

الحوثي تحت المجهر - Friday 07 January 2022 الساعة 06:50 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

من سنة لأُخرى تستجر مليشيا لحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- وسائل وسياسات تجريع المواطنين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، شتى أنواع العذاب وأصناف المعاناة.

دخل سكان صنعاء والمحافظات المجاورة لها عام 2022م، بجرعات سعرية قاتلة في أسعار المواد الغذائية الأساسية، وصلت قرابة 18 ألف ريال يمنياً لسعر كيس القمح الواحد سعة 50 كيلوجراما، وأكثر من 10 آلاف ريال لسعر السلة الواحدة من خضروات الطماط، كمثالين لأهم سلعتين غذائيتين على مائدة الأسرة اليمنية.

أسطوانة الغاز المنزلي.. أمنيات 2022

لقد تراجعت أمنيات سكان هذه المحافظات بمناسبة العام الميلاي الجديد 2022م، إلى ما كانت بالأمس حقوقا اعتيادية وخدمات حكومية منسية، فهذه السيدة / فاطمة الخولاني (ربة بيت) تأمل في مستهل العام الجديد الحصول على أسطوانة غاز منزلي بعد معاناة شهور وملاحقات مرهقة لعاقل الحارة في حيّهم السكني.

وتتكرر أزمات الغاز المنزلي المستخدم لطهي الطعام، أو تشغيل سيارات الأجرة، وتجاوز سعر الأسطوانة 20 لتراً مبلغ 7 آلاف ريال، وضعف هذا السعر في السوق السوداء، وتستغل مليشيا الحوثي حاجة السكان لغاز طهي الطعام لابتزازهم سياسيا، وكثيراً ما ساومتهم على حضور فعالياتها الطائفية مقابل أسطوانة الغاز المنزلي.

في اليوم الثاني من العام الميلادي الجديد تلوح في الأفق ملامح أزمة مشتقات نفطية جديدة على سكان صنعاء والمحافظات المجاورة لها، فقد أغلقت محطات شركات النفط أبوابها، وهرع ملاك المركبات والسيارات لتشكيل طوابير جديدة أمام المحطات.

ومنذ انقلابها المشئوم تحتكر مليشيا الحوثي قطاع النفط ومشتقاته وتفتعل الأزمات المتتالية لإنعاش سوقها السوداء والبيع للمستهلك بأسعار خيالية وصلت إلى 20 ألف ريال للدبة الواحدة سعة 20 لتراً من البنزين، وتتلقى مليشيا الحوثي دعماً نفطيا من طهران تقوم ببيعه على المواطنين بأسعار تزيد عن أسعاره في السوق العالمية بثلاثة أضعاف.

حلم المرتبات ومواجع الموظفين

وفيما لا تزال مرتبات موظفي الدولة في صنعاء حلما يراود خيال الموظفين وأسرهم، منذ انقطاعها في سبتمبر/ أيلول 2016م، استقبل العاملون في القطاع التربوي العام الميلادي الجديد بصدمة نبأ تراجع مليشيا عن صرف 30 ألف ريال يمني بدل مواصلات لهذه الشريحة.

وكشفت مصادر تربوية لـ(نيوزيمن) أن مليشيا الحوثي تعتزم صرف هذه المبالغ لمن تصفهم بـ(المتطوعين) العاملين في القطاع التربوي، وهم في الغالب من المنتمين للجماعة مذهبياً وعنصرياً، مستبعدة بذلك المعلمين/ ات الأساسيين وموظفي/ات المدارس.

ويتمني علي عباس (موظف تربوي) في مستهل العام الجديد 2022 صرف مرتبات الموظفين وتسديد ديونه المتراكمة على شراء المواد الغذائية والأدوية وإيجار السكن.

جبايات حوثية لتكريم منتخب الناشئين

العاملون في القطاع التجاري بمن فيهم صغار الباعة، باغتهم العام الميلادي مبكراً بحملة جبايات حوثية جديدة، جاءت هذه الكرّة تحت عنوان تكريم منتخب الناشئين بطل كأس غرب آسيا، ودعم الأنشطة الرياضية.

واشتكى عاملون في هذا القطاع فرض جبايات مالية عليهم يوم الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022م، بواسطة نافذين في صفوف مليشيا الحوثي بذريعة تكريم منتخب الناشئين.

فيما كانت قيادات في الحكومة بينهم المعين وزيرا للصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة، والمعين بمنصب وزير الشباب والرياضة محمد المؤيدي يناقشان آلية لفرض إتاوات مالية على القطاع التجاري والخاص لدعم منتخب الناشئين.

والعام الماضي أقرت مليشيا الحوثي فرض نسبة 2% من قيمة عقارات الأراضي على ملاك الأراضي البائعين، ونسبة 1.5% على المشترين للأرضي، وذلك تحت مسمى "مجهود حربي"، كعنوان عام لتبرير جبايات المليشيا والإتاوات المفروضة على المواطنين في مختلف القطاعات.

ويواجه السكان في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة التراجع الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، وسلسلة الجرع السعرية الحوثية في أسعار المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية، وارتفاع فواتير خدمات الكهرباء والمياه والخدمات الصحية والتعليمية.