الحوثيون ينهبون القرى.. ترسيخ سيطرة الإمامة
السياسية - Tuesday 14 June 2022 الساعة 07:52 amذكرت مصادر خاصة في محافظة إب، أن موظفي الأوقاف كثفوا من زياراتهم في الآونة الأخيرة إلى الأرياف، لحث المواطنين على زيارة مكاتب الأوقاف في المديريات، ما لم فإن هناك عقوبات قد تصل إلى مصادرة الأرض. أمر وصفه البعض بأنه بالغ الخطورة، يقوم على الابتزاز وعدم وجود رؤية واضحة لما سيعقب هذه التوجيهات.
المواطنون أكدوا ل"نيوزيمن"، أنهم ولأول مرة منذ عقود يشاهدون حملة تطلب منهم ذلك، مع أهمية دفع المتأخرات بحسب التسعيرة الجديدة.
أضاف أحدهم، سألت عن أسباب التغيير والهدف منها ولماذا كل هذه الحملات والقرارات، ليرد أحدهم: "يجب أن تدركوا أنكم أمام نظام ودولة جديدة، وهناك تغيير في كل شيء".
وأشار المصدر، أنهم فوجئوا عند زيارة مكاتب الأوقاف، بوجود بيانات جديدة فعلاً، وتوثيق محاضر برسوم مختلفة، الأمر الذي يجعل من أراضي الأوقاف في مهب الريح.
استعادة الأرض والإمامة
تسعى المليشيا، بشكل حثيث، للتركيز على كل ما له علاقة بالإمامة، ومنها الأرض التي يعتقدون جازمين أنها تخص مجموعة محدودة من الأسر التي قامت في فترة من الفترات بوقفها، ووضعها كعهدة مقابل أجر معين لدى المواطنين.
مقابل ذلك، لا يعي كثير من المواطنين ما يدور في دهاليز مكاتب الأوقاف والوزارة، ولا ما هي الأهداف من التغييرات.
وتشير التقارير إلى أن هناك عملية نهب منظمة لا علاقة لها بالحفاظ على أراضي الوقف بتاتًا، تتم بصورة ممنهجة ووثائق مزورة يقوم بها مجموعة من القيادات؛ من أجل الاستيلاء على أكبر قدر من الأرض، وتغيير ملامح ما تبقى منها.
وكانت آخر تلك التجاوزات في المدينة السكنية بمنطقة سعوان بصنعاء، تم تسوير المساحات المفتوحة أمام المباني السكنية بصورة مثيرة؛ بحجة أن هناك خلافات مع البنك الذي استأجر الأرض منذ السبعينات وهو ما تم نفيه، قبل أن يقوم مجموعة من المواطنين بهدم تلك الأسوار المبنية من البلك.
إلى ذلك، وبحسب المصادر، حاول بعض المشرفين ممن أثروا ثراءً كبيرًا خلال الفترة الماضية شراء شقق سكنية من موطنين داخل المدينة بمبالغ كبيرة وبالعملة الصعبة تمهيدًا للسيطرة عليها بشكل كامل.
تنديد المنظمات
منظمات حقوقية كانت قد رفعت تقارير تدين ما تقوم به المليشيا من نهب للأراضي ومصادرة أخرى تابعة للدولة والمواطنين.. منها منظمة "سام" للحقوق والحريات، أكدت في تقاريرها بأن الحوثيين يواصلون نهب الأراضي في صنعاء، والبسط على منازل المواطنين، وانتزاع أراضيهم الخاصة، ومنعهم من البناء فيها.
المنظمة أوضحت أن ذلك يعد انتهاكات جسيمة للحريات وتجاوز كل القوانين الموجودة في الدستور اليمني والحقوق المكفولة للمواطنين.
لم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد، فقد بلغ الأمر إلى التنافس على امتلاك أكبر قدر من الأرض بين القيادات، ناهيك عن مصادرة عشرات الشقق كانت سكناً لأطباء وأكاديميين في جامعة صنعاء تم طردهم منها، بعضهم له ما يقارب 40 عاماً في التدريس.
كما تم تحويل بعض تلك الأراضي إلى معسكرات أو مناطق تابعة للمليشيا، كنوع من الاحتيال من أجل أن تسهل عليهم مصادرتها.
نهب أراضي السائلة
تلاعبت المليشيا في صنعاء لوحدها بأراضي 30 جمعية سكنية تابعة لموظفين ومواطنين. إضافة إلى مساحات خضراء وجزر وسطية، كان آخرها ما حدث في المدينة السكنية بسعوان، بحسب التقارير.
أحد المهندسين في مشروع السائلة تحدث ل"نيوزيمن" أنه تم نهب مساحات واسعة على ضفاف السائلة في مناطق متفرقة، أهمها بجوار مستشفى الشرطة، وعلى امتداد الخط الذي يبدأ من جوار "دار الرئاسة" في منطقة القادسية والأصبحي جنوبًا مروراً بالجزء المحاذي لصنعاء القديمة حتى مطار صنعاء باتجاه منطقة أرحب.
أضاف، لم تنفع المحاولات والمراسلات مع كثير من الجهات والقيادات بما فيها أمانة العاصمة وعقارات الدولة بالتوقف عن هذا التشويه والنهب الممنهج.
وختم، سبق لهم أن شوهوا جدران السائلة وجسورها وحدائقها باللافتات، وصور قيادتهم وقتلاهم الذين سقطوا في الجبهات وشعارات الموت والعبارات الطائفية، وحتى صور قيادات من إيران وحزب الله.
وهناك مئات الشكاوى المرفوعة والمظلوميات من قبل المواطنين في صنعاء وإب وتعز وحجة وعمران وذمار والبيضاء والحديدة، والتي عُمل من أجلها لجان فحص لكنها كانت أقرب للمثل القائل "لمن المشتكى إذا كان غريمك القاضي".