مؤسسة دولية: ألغام الحوثي حصدت عدداً كبيراً من المدنيين خلال الهدنة
السياسية - Sunday 19 June 2022 الساعة 03:21 pmقالت مؤسسة "ACLED" الدولية المتخصصة برصد مناطق النزاع المسلح في تقرير حديث لها، إن مليشيا الحوثي كثفت عمليات القنص والقصف على خطوط المواجهة الرئيسية، خلال الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن.
وقال تقرير حديث للمؤسسة، إنه رغم توقف الضربات الجوية في اليمن وهجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار وصواريخ على السعودية بالكامل، فقد ازداد القصف على خطوط المواجهة الرئيسة بشكل ملحوظ، وأصبح يمثل الشكل الرئيس للعنف في اليمن. كما زادت عمليات القنص الحوثية والوفيات الناجمة عن الألغام الحوثية.
وخلال الشهرين الأولين من الهدنة، شكلت أحداث القصف والمدفعية والهجوم الصاروخي 55٪ من مجمل أحداث العنف، مقابل 19٪ في الشهرين السابقين للهدنة.
وشهد أبريل ومايو 2022 أدنى مستويات الوفيات المبلغ عنها منذ يناير 2015، لكن المدنيين عانوا بشكل غير متناسب من العنف. فعلى الرغم من انخفاض الوفيات المبلغ عنها من استهداف المدنيين بأكثر من 50٪ من (مارس) إلى (أبريل)، إلا أن حصتهم من إجمالي الوفيات المبلغ عنها ارتفعت بأكثر من 50٪.
وأشار التقرير إلى تنفيذ مليشيا الحوثي غارات بطائرات بدون طيار طوال فترة الهدنة، بما في ذلك غارة في 4 مايو استهدفت إدارة الأمن التابعة للحكومة المعترف بها دوليا داخل مدينة تعز وأصابت عددا من المدنيين.
وأكد أن "عمليات القنص والألغام الأرضية الحوثية شكلت نسبة مرتفعة من الضحايا المدنيين خلال فترة الهدنة".
وأوضح أنه في أبريل 2022، كانت أحداث المتفجرات عن بعد والألغام الأرضية والعبوات البدائية الصنع الحوثية مسؤولة عن 34٪ من جميع الوفيات المدنية المبلغ عنها، وكانت أعلى هذه النسبة منذ بدء تغطية "ACLED" في اليمن في يناير 2015.
وأضاف: "كان هناك 18 حدثا عن بعد للمتفجرات والألغام الحوثية والعبوات الناسفة في محافظة الحديدة في الأسابيع الأربعة التي أعقبت التعديل الكامل لخطوط المواجهة في نوفمبر 2021، مقارنة بثلاثة أحداث فقط في الأسابيع الأربعة السابقة.
وشدد التقرير أنه ما لم يتم إجراء أعمال تطهير كبيرة في جميع أنحاء اليمن من الألغام الحوثية فمن المرجح أن تزداد الحوادث والوفيات اللاحقة في أي سيناريو ما بعد الصراع مع وصول المدنيين إلى ساحات القتال السابقة.
في حين لفت إلى أنه خلال الشهرين الأولين من الهدنة، أرسلت قوات الحوثيين تعزيزات إلى مواقعهم في محافظتي مأرب وتعز، مما يشير إلى أن تجدد الأعمال العدائية واسعة النطاق سيبقى محتملا في المستقبل.
زيادة في نشاط القاعدة
وبحسب التقرير، شهد أول شهرين من الهدنة أيضا ظهور عدد من الاتجاهات التي تقع خارج نطاق الصراع بين الحوثيين وقوات الحكومة الشرعية. وتشمل هذه زيادة في نشاط القاعدة في شبه الجزيرة العربية المبلغ عنه، مع تقارير عن انتشار في عدة مديريات في محافظتي أبين وشبوة، تلاه مشاهدة سيارة تسير في أنحاء مدينة المكلا وعليها شعار القاعدة في جزيرة العرب.
وأفادت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أنها اعتقلت عناصر من تنظيم القاعدة الذين كانوا يخططون لشن هجمات في مدينة عدن في أبريل ومايو. خلال تلك الفترة نفسها، تبنت المنصات الرسمية للقاعدة ثلاث عمليات: اقتحام سجن سيئون وهجومين بعبوات ناسفة على قوات الحوثيين في محافظة البيضاء.
من غير الواضح -يقول التقرير- ما إذا كانت عمليات الانتشار هذه ستؤدي إلى سلاسل جديدة من الهجمات. ومع ذلك، أفادت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أنها اشتبكت مع مقاتلي القاعدة في عدة مناسبات. منها مقتل مجموعة من سبعة أعضاء من القاعدة بمحافظة الضالع في 6 مايو ومقتل زعيم القاعدة في جزيرة العرب في مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، في 11 مايو.
وخلص التقرير إلى أنه من المحتمل أن تؤدي التطورات خارج حدود الهدنة إلى عرقلة أي مكاسب، وقد يعود نشاط القاعدة في جزيرة العرب إلى الارتفاع مرة أخرى.