صراع الأجنحة الحوثية يحتدم في الحديدة
تقارير - Saturday 25 June 2022 الساعة 08:14 amفي 7 يونيو/ حزيران الجاري، أصدرت مليشيا الحوثي قراراً، دون الإعلان عنه رسمياً، قضى بتعيين القيادي الحوثي عزيز عبدالله يحيى الجرادي المكنى “أبو طارق”، المحسوب على جناح المشاط، مديراً لأمن محافظة الحديدة، بدلاً عن هادي الكحلاني ”أبو علي” المحسوب على جناح محمد الحوثي، وذلك ضمن صراع الأجنحة الحوثية وتنازعها على تقاسم الجبايات والموارد والمنهوبات.
كانت خلافات حادة احتدمت منتصف مارس/ آذار الماضي بين الجرادي ”أبو طارق” الذي كان، آنذاك، يشغل منصب نائب وزير داخلية المليشيا ورئيس جهاز الأمن الوقائي، وبين عبدالكريم الحوثي وزير داخلية الانقلاب من جهة، وبينه وعبدالحكيم الخيواني "أبو الكرار" رئيس جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، من جهة أخرى.
تطورت الخلافات والمواجهات، حينها، بين القيادات الأمنية للمليشيا، في إطار صراع الأجنحة السلالية على النفوذ والجبايات، لتصل إلى حد التصفيات البينية والاختطافات لعناصر وقيادات أمنية تابعة لما يسمى جهاز الأمن الوقائي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الخلافات بدأت عقب قيام جهاز الأمن والمخابرات
الذي يرأسه الخيواني، باعتقال قيادات في جهاز الأمن الوقائي بتهمة فساد مالي، بناءً على توجيهات من عبدالكريم الحوثي وزير داخلية المليشيا، واتهام الجرادي بعدم محاصصة الحوثي الأموال التي نهبها الأمن الوقائي من البنوك وأموال المناهضين للمليشيا.
انتهى الصراع بتدخل محمد علي الحوثي، وتعيين الجرادي مديرًا لأمن محافظة صعدة، بعد إقالته من منصبه كرئيس لجهاز الأمن الوقائي، بضغط من وزير داخلية المليشيا، وتقليص كافة صلاحياته وإيقاف مخصصاته المالية التي كان يتحصل عليها من الجبايات وعائدات مشتقات الوقود التي تباع في السوق السوداء.
وعقب تعيينه، مؤخراً، مديراً لأمن الحديدة، سعى عزيز الجرادي "أبو طارق" وبدعم من جناح المشاط ومدير مكتبه أحمد حامد، إلى الاستحواذ على موارد المحافظة من ضرائب وجمارك ورسوم زكوية، خاصة موارد موانئ الحديدة، والتي تزيد عن خمسين مليار ريال شهرياً.
واحتدمت الخلافات مرة اخرى بين أجنحة المليشيا، وهذه المرة حول تقاسم عائدات الحديدة ومينائها، بين الجرادي والخيواني المحسوب على جناح محمد الحوثي، بعد رفض الأخير تدخل الجرادي في إيرادات الميناء، ورفضه الحصة التي خصصها لهم الجرادي من عوائد الميناء.
وتنظر قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية إلى محافظة الحديدة ومينائها كبقرة حلوب ومصدر للإثراء الشخصي من خلال نهب مواردها وعوائد مينائها ومؤسساتها، بينما يتم إفقار وتجويع أبناء المحافظة المنكوبة ولا يتحصلون من تلك العوائد حتى على بعض الفُتات.