مقايل صنعاء تتحول إلى أماكن للسخرية من زعيم المليشيات و"مزاعم قياداته" وجبايات الكباش
السياسية - Saturday 16 July 2022 الساعة 07:40 amعلى مدى أسبوع كامل من إجازة عيد الأضحى المبارك تحولت مقايل العيد في صنعاء إلى أماكن للسخرية من خطابات زعيم المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن عبدالملك الحوثي، والتي بدأها قبل عيد الأضحى، معتبرين أنها مجرد خطابات دعائية لا قيمة لها ولا علاقة لها بحياة الناس وهمومهم ومعاناتهم.
ولا تكاد تدخل مقيل قات أو مقيل مناسبة فرح أو عزاء في صنعاء إلا وتجد الناس ينفسون عن أنفسهم بالسخرية من ممارسات وسياسات المليشيات الحوثية سواء أكان ذلك بالهمز أو اللمز أو التصريح أو بالجدال أو بالنقد والاعتراض، حتى إن وجود أي قيادي أو شخص موال للمليشيات الحوثية يصبح فرصة لإخراج الناس غلهم عليه في حال حاول الدفاع عن ما تقوم به المليشيات.
السخرية من خطابات الحوثي الأشترية
تحولت خطابات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي التي يلقيها منذ ما قبل عيد الأضحى المبارك والتي تركز على اختيار الأشتر كمادة لها، محط سخرية العامة في صنعاء وخصوصا في مقايل القات ومقايل المناسبات الفرائحية كالأعراس ولقاءات العزاء.
ويجمع الناس على أن تلك الخطابات باتت مجرد هراء مذهبي يعكس ويجسد حقيقة الفكر العنصري للمليشيات التي تحاول تكريس فكرها المتعلق بمزاعم الولاية والحق الإلهي وإضفاء طابع القداسة على سلطتها القائمة على الانقلاب والقوة والقهر والظلم.
مصادر سياسية مقربة من المليشيات أوضحت لنيوزيمن، أن خطابات زعيم المليشيات جاءت بطلب من قيادات حوثية تنفيذية في صنعاء تحت مبرر أن هناك احتقانا شعبيا وسخطا واسعا جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع الأسعار، وانقطاع المرتبات، إضافة إلى مواقف الناس من سياسات وإجراءات الحوثنة للوظيفة العامة للدولة وهو الأمر الذي يخيف أجهزة الأمن الحوثية من إمكانية استغلال التحالف وحكومة الشرعية خصوصا بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في استثمار هذه الأوضاع لتحريض الناس ضد سلطة المليشيات.
وقالت المصادر: إن تقارير أمنية رفعها جهاز المخابرات الحوثية في صنعاء إلى زعيم المليشيات يحذر فيها من أن هناك اختراقات أمنية ومحاولات لإثارة الناس ضد سلطة المليشيات وهو الأمر الذي يتطلب مواجهات عديدة، منها ما هو أمني ومنها ما هو إعلامي ودعائي وأفضل من يؤدي هذا الجانب هو خطابات زعيم المليشيات التي اعتبرتها تقارير مخابرات حركته أنها الأقدر على تهدئة الناس وتقليل سخطهم.
في إحدى صالات الأفراح بصنعاء كان الحاضرون يسخرون من خطابات زعيم المليشيات التي تبث عبر مكبرات الأصوات في المساجد ويقولون بأنها هراء وأن الأشتر الذي يتحدث عنه الحوثي لم يكن سوى (جرعة جديدة) في أسعار المشتقات النفطية.
وقال أحد الحاضرين: يبدو أن الأشتر الذي تسبب بجرعة في البنزين والديزل لم يسمع حتى الآن عن هبوط أسعار النفط وأسعار بورصته العالمية ولذلك لا يزال مصرا على استمرار جرعته التي نفذها قبل عيد الأضحى.
وأضاف: الجرعة الأشترية الحوثية حالت دون قدرة الناس على الخروج وقضاء إجازة العيد مع أهاليهم خارج صنعاء بسبب ارتفاع أسعار البنزين وزيادة تكاليف الحياة المترتبة على هذه الجرعة سواء في أسعار السلع نتيجة ارتفاع أسعار النقل أو في أسعار الكهرباء التجارية، أو المياه.
مزاعم المشاط وحامد تتحول لحالة ضحك يومية
وعلى غرار كم الانتقادات والسخرية التي حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على مزاعم القياديين الحوثيين مهدي المشاط ومدير مكتبه أحمد حامد عن عدم امتلاكهما منازل أو سيارات وأنهما يقطنان مساكن مستأجرة، حفلت مقايل صنعاء بانتقادات ساخرة حتى إن هذه الانتقادات تحولت إلى حالة من الضحك وإطلاق النكات على المشاط وحامد وقيادات المليشيات.
والناس في صنعاء لا يكتفون بإطلاق النكات والسخرية من مزاعم وأكاذيب المشاط وحامد بل يذهبون إلى تحليل مراميها وأهدافها ويرون أنها محاولة تذاكٍ فاشلة من قيادات المليشيات التي تعتقد واهمة أن الناس أغبياء وسيصدقونها إن أطلقت مثل هذه الأقاويل على شاشات التلفاز.
ويجمع الناس على أن قيادات المليشيات باتت تنفرد بحالة من الإصرار على تبرير جرائمها وانتهاكاتها وفسادها بأسلوب يفتقد حتى إلى أدنى معايير القيم الأخلاقية والسياسية، بل ويعكس حالة من التعالي والكبر والغرور وتصديق الذات والشعور بحالة من الفوقية مقارنة ببقية الناس والعامة الذين يحكمونهم.
وتخلص تحليلات العامة في صنعاء إلى أنه لا يمكن لأكاذيب الحوثي هذه إخفاء واقع الحال الذي تعيشه قيادات المليشيات من رفاهية في مقابل حالة الفاقة والفقر والجوع الذي يخيم على غالبية إن لم يكن جميع السكان الواقعين في مناطق سيطرتهم وهو الأمر الذي يدركه الناس ويعونه حق الوعي ولا يمكن لأحد مغالطتهم مهما بلغت درجة ذكائه أو تذاكيه.
جباية تبرعات بمسميات كباش العيد
في صالة كان يقام فيها عزاء ثالث أيام عيد الأضحى كان الناس يسخرون من مواصلة القيادات الحوثية سياسات الجباية تحت مسمى التبرعات، وخصوصا تلك التي ينفذونها على مستوى كل حارات صنعاء وعبر العقال تحت مبرر التبرع لشراء كباش الأضاحي للمقاتلين الحوثيين في الجبهات. وقال أحدهم: أرسل لي عاقل الحارة رسالة يدعوني للتبرع لكبش العيد لمقاتلي الحوثي فرديت عليه: أول أدبر حق كيلو لحمة لأسرتي يوم العيد، ولا محرم علينا نتذوق اللحمة في عهد الحوثي.
وأضاف: أحد جيراني ردا على رسالة مماثلة للعاقل بالقول: أنا مابش معي حق قيمة دجاجة، لكن خلوا الأشتر يتبرع لكم بحق كباش للعيد (في إشارة إلى خطابات زعيم المليشيات الحوثية).
ويكاد يكون ثمة إجماع في أوساط سكان صنعاء على أن الحالة المعيشية للناس هذا العيد باتت في الحضيض ويجمعون على أنهم لم يشهدوا حالة من الفقر والجوع والعوز والحاجة لدى عامة الناس مثلما يجدونه حاليا في عهد انقلاب المليشيات الحوثية.